الرجوب ينفي اختياره مصر منفى اختياريا ويؤكد عدم وجود خلافات مع دحلان

TT

نفى جبريل الرجوب مدير الامن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية، الانباء التي قالت انه اختار مصر منفى اختياريا إثر الحملة التي تعرض لها بعد الاجتياح الاسرائيلي الاخير.

وقال الرجوب في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» في ابوظبي امس ان زيارته الى دولة الامارات وبعد ذلك مصر هي جزء من مهمة رسمية اوفده بها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، واصفا الانباء التي تتحدث عن ابعاده او نفيه بأنها «سخيفة». وقال «انا ضابط ولا استطيع ان اغادر بدون امر عرفات، وما يتردد عن النفي والابعاد كلام سخيف تردده جهات مرتبطة بالعدو الاسرائيلي».

وقال «منفاي واقامتي الدائمة في فلسطين ولا مكان لي ولا بديل عن فلسطين».

وقلل جبريل الرجوب من قيمة الخلافات داخل الاجهزة الفلسطينية، بما في ذلك ما يتردد عن خلافه مع مدير الامن الوقائي في غزة محمد دحلان.

وقال الرجوب «لا توجد خلافات مع دحلان، ولكن هناك نقاشات ولا يعني ذلك ان جبهتنا الداخلية في أزمة ولا يعني ان هناك اقتتالاً فيما بيننا»، مشيرا الى ان الجميع «في مواجهة القضية الوطنية وهي قضية الاحتلال».

وقال ان هناك قرارا داخل السلطة الفلسطينية بسحب قضية الخلافات من التداول الاعلامي.

وحول فكرة توحيد الاجهزة الامنية قال الرجوب «القضية ليست توحيد او عدم توحيد وانما هناك مهمات امنية نسعى لتحديدها بما يضمن حماية المشروع الوطني الفلسطيني».

وقال «ان الاسرائيليين تحدثوا في الجانب الامني عن شيء معاد ومدمر ونحن غير معنيين بالطرح الاسرائيلي وما نحاوله هو اعادة صياغة للاجهزة الامنية بشكل يتفق مع مشروعنا ومسؤوليتنا في حماية الشعب الفلسطيني».

وحول طبيعة التغييرات المتوقعة قال «ان التغيير ومن يكون ومن لا يكون هو شأن المستوى السياسي، وانا عضو في كل الاطر القيادية وفي المؤسسة الامنية وحركة «فتح»، ومن موقعي هذا شاركت واشارك في المداولات التي لها علاقة باعادة صياغة المؤسسة الامنية وموقعي في هذه المؤسسة يحدده ياسر عرفات فأنا ضابط ملتزم ومنتم للمؤسسة والمستوى السياسي هو صاحب القرار في تحديد مواقعنا في هذه المؤسسة».

وحول ابعاد الاصلاح المطروح حاليا قال الرجوب «ليس هناك شيء اسمه اصلاح، والقضية المطروحة ليست بالشكل الذي تردده الاجهزة الاعلامية، المطروح هو اعادة صياغة نتوقف فيها عند بعض الاخطاء التي يتعين علينا تلافيها وعند ايجابيات نتمسك بها وهو ما يحصل في كل مكان في العالم».

وحول الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة قال الرجوب «ان الحديث عن اي صياغة خارج الاطار الفلسطيني لا يعنينا وجزء منه يأتي من اعدائنا الذين لا يتمنون لنا الخير ويستهدفون تقويض السلطة وتدميرها».

وذكر «ان السلطة ستستعين بجهات عربية للاصلاح على المستوى المهني والاداري». وحول الاتصالات الجارية مع الولايات المتحدة قال الرجوب انه لا يعلم شيئا عن هذه الاتصالات ولا يوجد اي من زملائه العاملين في جهاز الامن الوقائي بين الذين يجرون مثل هذه الاتصالات.

وقال الرجوب «لم يعرض علينا الاميركان اي خطة لها علاقة بالامن». وحول اتهامات حركة «حماس» له بتسليم مساجين لاسرائيل، قال الرجوب انه لم يكن هناك الا 6 مساجين معتقلين بقرار سياسي في مقر مساحته 18 ألف متر مربع دمر ولم تنج منه اي غرفة.

وقال ان الخيار اثناء القصف اما ان يعتقل ستة اشخاص او يموت 400 بدون مقابل.

وقال ان القرار الذي اتخذ كان قرار قيادة الموقع وانه صادق على القرار ويتحمل مسؤوليته وانه جاهز للمساءلة القانونية والوطنية في هذا الشأن.

وذكر الرجوب ان ممثلي حركة «حماس» زاروا المقر واطلعوا على حجم الدمار الذي لحق بالموقع.

ورفض الرجوب تحديد مواقع القصور في التجربة الامنية الفلسطينية وقال «عندما نبدأ وقفة المراجعة سأقول اين اخطأنا واين اصبنا وليس من العدل او الاخلاق ان ابدأ الحديث عن النواقص في هذه المرحلة».

وردا على سؤال عما اذا كان يشعر ان دوره يتعرض لنوع من الحصار السياسي حاليا قال الرجوب ان هذا الامر غير صحيح وانه وجهاز الامن الوقائي تعرض لحملة قصف وحجم القصف كان يعكس حجم الحقد الاسرائيلي على جهاز الامن الوقائي.

وقال انه تلت ذلك حملة مشبوهة عليها مئة علامة استفهام مشيرا الى ان الذين قاموا بهذه الحملة، اما جهلة او حاقدون او مشبوهون وعملاء، ولان الهجمة العسكرية التي قام بها الاسرائيليون تعكس نظرتهم لجهاز الامن الوقائي وكان هو الاسلوب الوحيد الذي تعاملوا به مع الامن الوقائي. ولذلك فانه لو كان الامن الوقائي جزءاً من الرهان الاسرائيلي لما قصف او دمرت مقراته او يخطف منه عناصره.

وقال ان له اتصالات مع قادة حركة «حماس» وان هذه الخطوط لم تغلق. وحول تقويمه للعمليات الاستشهادية قال الرجوب ان العمليات داخل اسرائيل ضد اهداف مدنية مضرة وتفقد القضية الفلسطينية البعد الاقليمي والدولي.

وقال ان هناك رفضاً لهذه المسألة وان حكومة شارون تستغل هذه العمليات والمزاج الدولي الرافض لها لعزل القضية الفلسطينية.

واعرب عن امله في ان تتفهم القوى الفلسطينية حجم الضرر المترتب على هذه العمليات وان تعيد النظر فيها وان يتناغم نضالنا الوطني مع البعد الاقليمي والدولي.