65 في المائة من المغاربة عازمون على المشاركة في الانتخابات المقبلة رغم ارتفاع معدل المتخوفين من عدم نزاهتها

TT

أعرب 65 في المائة من عينة من المواطنين المغاربة الذين شملهم استطلاع للرأي أجري أخيرا عن عزمهم المشاركة في الانتخابات المقبلة المرتقبة في سبتمبر (أيلول) المقبل، لكن نسبة تزيد عن 50 في المائة من المستجوبين أبدوا مخاوفهم ازاء نزاهة الانتخابات المقبلة لأسباب متعددة أبرزها مسألة استعمال المال لشراء ذمم الناخبين.

وأظهرت نتائج الاستطلاع التي أعلنت عنها مساء اول من أمس جمعية «المغرب 2020» (غير حكومية) التي أجرت الاستطلاع بالتعاون مع مؤسسة متخصصة في استطلاعات الرأي، أن نسبة كبيرة من المستجوبين فاقت 80 في المائة، ليس لديهم علم ( 64 في المائة) أو تبدو لهم الصورة غامضة ( 17 في المائة) حول طريقة الاقتراع باللائحة والغالبية النسبية التي اعتمدت ضمن القانون الانتخابي الجديد. وبالمقابل فان نسبة 7 في المائة فقط من الناخبين المفترضين لهم المام بطريقة الاقتراع الجديدة. وحذر الباحث السوسيولوجي المغربي، محمد البردوزي، من احتمال لجوء نسبة كبيرة من الناخبين المغاربة الى الامتناع عن الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المقبلة، بسبب عدم وضوح طريقة الاقتراع الجديدة وغياب جهود لتوضيحه من قبل الحكومة والأحزاب.

وأكدت نتائج الاستطلاع ضعف حضور الأحزاب في الأوساط والشرائح التي أجرى فيها الاستطلاع، اذ أكد 81 في المائة من المستجوبين عدم انتمائهم لأحزاب سياسية وأغلبهم من النساء، مقابل نسبة 4 في المائة فقط من المستجوبين الذين أكدوا انتماءاتهم الحزبية، و12 في المائة متعاطفون مع الاحزاب.

وفي معرض توضيحهم لأسباب عزوفهم عن الانتماء للأحزاب اعتبر 53 في المائة أن «السياسة لا فائدة منها» بينما أعرب 15 في المائة عن عدم ثقتهم في الأحزاب.

واظهر الاستطلاع أن غالبية المستجوبين (52 في المائة) ينظرون الى الأحزاب السياسية بشكل غامض بسبب تشابهها وضعف اتصالها بالمواطنين وعدم وضوح برامجها وخطاباتها. ولاحظ البردوزي أن ضعف التواصل بين الأحزاب والمواطنين يفسر جانبا أساسيا من ظاهرة عزوف المغاربة عن السياسة والأحزاب. وأضاف أن صانعي القرار والنخب السياسية عليهم أن يدركوا خطورة هذه الظاهرة على مستقبل الديمقراطية في البلاد.

وحول رأيهم في دور المرأة وكفاءتها السياسية وفرصها كمرشحة في الانتخابات المقبلة، أجاب 83 في المائة من المستجوبين بالايجاب، مقابل نسبة 8 في المائة فقط قالوا انهم لا يثقون في كفاءة المرأة ولا سيما تقدمها كمرشحة للانتخابات المقبلة. وكان رد المستجوبين ايجابيا بنفس النسبة تقريبا حين سئلوا عن ثقتهم في دور الشباب في السياسة والانتخابات المقبلة. وجاءت وسائل الاعلام في مقدمة المؤسسات السياسية والاجتماعية التي أعرب المستجوبون عن ثقتهم فيها، وذلك بنسبة 57 في المائة بينما جاءت الأحزاب في مؤخرة ترتيب الثقة في المؤسسات، بنسبة 27 في المائة. وحظيت حكومة عبد الرحمن اليوسفي بثقة 45 في المائة من المستجوبين، بينما حظيت هيئات المجتمع المدني بثقة 42 في المائة. وأظهر الاستطلاع أن نسبة كبيرة تتراوح بين 73 و76 في المائة لديها نظرة سلبية ازاء حصيلة حكومة عبد الرحمن اليوسفي في ميادين مكافحة البطالة والفقر والفساد، بينما حظي قطاع التعليم بأفضل نسبة (38 في المائة) من التقييم الايجابي قياسا لثمانية قطاعات سئل عنها المستجوبون وضمنها العدالة (26 في المائة) وترشيد استعمال المال العام (20 في المائة).

وأعرب 58 في المائة من المستجوبين عن ثقتهم في مستقبل المغرب مقابل 14 في المائة متشائمون، و24 في المائة اعتبروا أن حال المغرب سيستقر على ما هو عليه. ولاحظ البردوزي أن ثقة المغاربة في المستقبل جيدة رغم ضعف ثقتهم في الأحزاب والانتخابات، مشيرا الى أن الاستطلاع أجري في فترة تميزت بـ«هطول الأمطار».

يذكر أن الاستطلاع أجري خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، وشمل عينة تضم 1200 شخص تزيد أعمارهم عن 20 عاما، ويتوفرون على أهلية التصويت في الانتخابات المقبلة، وينتمون الى عشر مناطق تمتد من جنوب المغرب الى شماله.