الخارجية الأميركية تعتبر في تقريرها السنوي عن الإرهاب تفجيرات سبتمبر أسوأ حادث إرهابي عالمي في التاريخ

TT

طغت الهجمات الانتحارية التي دمرت مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بالقرب من العاصمة الاميركية في 11 سبتمبر (ايلول) الماضي على التقرير السنوي الذي اصدرته الخارجية الاميركية امس عن الارهاب في العالم خلال العام الماضي، والذي يحمل اسم «انماط الارهاب العالمي لعام 2001».

فقد ركز التقرير الذي جاء في 181 صفحة، وهي ضعف عدد صفحات اي تقرير اصدرته الخارجية عن الارهاب العالمي، على احداث سبتمبر، والحملة العالمية التي قادتها الولايات المتحدة ولا تزال تقودها ضد الارهاب، والنهج الذي اتبعته الولايات المتحدة على كافة الجبهات لمحاربة الارهاب والارهابيين، ومدى التعاون والتجاوب الذي اتسم به رد دول العالم على تحدي وتهديد الارهاب العالمي، ومدى التعاون الذي لقيته الولايات المتحدة من دول العالم في المرحلة الاولى من حربها ضد الارهاب والتي تمثلت في الحملة العسكرية في افغانستان ضد حركة طالبان وتنظيم «القاعدة» التي يتزعمها اسامة بن لادن، الذي تتهمه الولايات المتحدة وتنظيمه بانه وراء تفجيرات نيويورك والبنتاغون كما جاء في التقرير.

وتضمن التقرير وصفا واستعراضا لرد فعل العالم على هجمات 11 سبتمبر اوضح حجم ذلك الرد كما اوضح ايضا الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الارهاب والنهج الذي تتبعه في تلك الحملة او الحرب ضد الارهاب وعلى جبهات مختلفة دبلوماسية ومالية وعسكرية واستخباراتية وسياسية، وما حققته هذه الحرب من نتائج ونجاحات حتى الآن. كما أبرز التقرير مدى التعاطف والتعاون الذي ابداه العالم مع الولايات المتحدة.

وقال التقرير، الذي بدأ بمقدمة لوزير الخارجية الاميركي كولن باول، ان العالم ابدى تعاونا وتكاتفا مع الولايات المتحدة لم يسبق له مثيل لمحاربة الارهاب، او كما قال الوزير باول «ان جميع دول العالم استجابت للنداء الذي اطلقه الرئيس جورج بوش لاقامة تحالف عالمي ضد الارهاب». وقال في كلمة له في الخارجية عند اصدار التقرير ان الولايات المتحدة قادت حملة دولية ضد طالبان و«القاعدة» وانهت تلك الحركة التي وفرت المأوى لـ«القاعدة»، وقال ان مواصلة الحرب ضد الارهاب لن تقتصر على افغانستان بل ستشمل كل مكان انما ينشط فيه الارهاب.

وقال باول «ان التقرير يوضح ان الارهاب ليس تهديدا للولايات المتحدة دائما هو تهديد عالمي يشكل خطرا على كل دولة في العالم». ولذلك كما قال باول فان الحملة ضد الارهاب يجب ان تكون حملة شاملة وبكافة الابعاد.

واشار الى ما تم انجازه من نجاح على مختلف المجالات عالميا ومحليا في هذه الحرب الطويلة ضد الارهاب. كما اشار الوزير الاميركي الى ما قامت وتقوم به بلاده مع اليمن حتى لا يكون مقرا لـ«القاعدة» ونشاطاتها بعد افغانستان.

وجاء في التقرير الذي صدر في اجواء من التأهب والقلق من وقوع اعمال ارهابية، جديدة داخل الولايات المتحدة لم يسبق لها مثيل، بان مواطنين من حوالي 80 دولة قتلوا في تفجير مركز التجارة العالمي.

ووصف التقرير تفجيرات سبتمبر بانها اسوأ حادث ارهابي عالمي في التاريخ، حيث تم خطف اربع طائرات ركاب اميركية بشكل منسق، فجرها مختطفوها في مركز التجارة والبنتاغون والرابعة لم تصل الى هدفها.

وقال التقرير: ان عدد ضحايا التفجيرات بلغ 3547، وهو اكبر عدد من الضحايا يسجل في تاريخ العمليات الارهابية.

واكد التقرير اربعة اسس وثوابت للسياسة الاميركية في محاربة الارهاب: وهي، لا تنازلات للارهابيين، أو عقد صفقات معهم، وجلب الارهابيين وتقديمهم للعدالة، وعزل الدول الداعمة للارهاب الدولي وممارسة الضغوط عليها لتغيير سلوكها وسياساتها. ودعم الدول التي تتعامل مع الولايات المتحدة في محاربة الارهاب وتقديم المساعدة لها وتعزيز قدراتها لمحاربة الارهاب.

وظلت الدول دائمة العضوية في القائمة السوداء التي تصنفها الولايات المتحدة بانها تدعم الارهاب وهي كوبا وايران والعراق وليبيا وكوريا الشمالية والسودان.

وفي ما يتعلق بالتعامل مع هذه الدول قال منسق شؤون مكافحة الارهاب في الخارجية الاميركية فرانسيس تيلر ان القانون الاميركي يملي على الولايات المتحدة كيفية التعامل مع تلك الدول وكذلك يفرض ما يجب القيام به.

وقال في مؤتمر صحافي واحاديث معه ان الولايات المتحدة تتوقع من الدول التي تدعم وترعى الارهاب الدولي ان تتوقف عن نشاطاتها واعرب عن الامل في ان يرى منها نهجا وسلوكا يؤكد عمليا انها لا تدعم الارهاب وانها تنبذه وتنضم الى الاسرة الدولية لمحاربة الارهاب.

واشار الى ان السودان وليبيا حققا تقدما كبيرا في التعاون في هذا المجال مع الولايات المتحدة.

وتناول التقرير سردا للاعمال الارهابية التي وقعت في كافة انحاء العالم خلال العام الماضي، وتكرر فيه ايضا ما يرد سنويا عن المنظمات والجماعات الارهابية في كافة انحاء العالم.

لكن تقرير هذا العام كان تقرير هجمات 11 سبتمبر 2001 الارهابية وما ترتب عليها وما سيترتب في اطار الحملة والحرب الطويلة ضد الارهاب.