خدام: مواقف دمشق وجنبلاط واحدة في المحطات الرئيسية وستبقى كذلك

TT

اعتبر نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام «ان الوحدة الوطنية وحدها هي التي تضمن للبنان النهوض والتقدم والازدهار» آملاً في «ان يدرك كل لبناني ان سورية مع لبنان واستقراره وامنه ونهوضه».

وذكّر خدام، الذي لبى امس دعوة الى المختارة وجهها اليه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، بدور الاخير في اسقاط اتفاق 17 مايو (ايار) بين لبنان واسرائيل، مشيراً الى «ان هذا الاتفاق كان سيقيد لبنان وسيشكل طعنة كبيرة لسورية وللأمة العربية كلها». وأكد على ضرورة «الا ترتجف اعصابنا من ضغط هذه الدولة او تلك، والا نتراجع تحت ضغط القوة او التهديد بالقوة».

وفيما تحدث جنبلاط عن نوع من «التمايز» بينه وبين القيادة السورية في بعض المراحل (في اشارة الى مواقفه من الوجود السوري في لبنان) رد خدام قائلاً: «مرت ظروف كانت لدينا خلالها قراءة غير موحدة حول بعض القضايا الثانوية ولكن في المحطات الرئيسية كان موقفنا واحداً وسيبقى كذلك».

وكان خدام وصل الى قصر المختارة في الشوف عند الثانية عشرة والنصف من بعد الظهر يرافقه رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات العربية السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان والامين القطري لمنظمة حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان النائب عاصم قانصوه. وكان جنبلاط ووزراؤه في الحكومة واعضاء كتلته النيابية في استقبال خدام، اضافة الى النائب علي بزي ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووفد من حركة «امل» ووفد من «حزب الله» برئاسة الشيخ ابراهيم امين السيد ووفود من الحزب الشيوعي و«التنظيم الشعبي الناصري» والمنبر الديمقراطي.

ورحب جنبلاط بخدام والوفد المرافق قائلاً: «ربما في بعض المراحل حدث نوع من التمايز، كما تعرفون خصوصية لبنان. ولكن في الاوقات الصعبة والمصيرية، المختارة جزء لا يتجزأ من الشام، من سورية العروبة».

وتحدث عن الرعاية التي حظي بها لدى القيادة السورية بعد اغتيال والده كمال جنبلاط. وقال: «انطلقنا في مسيرة تثبيت السلم الاهلي والاستقرار واتفاق الطائف. وكانت التضحيات هائلة بالدم السوري واللبناني والفلسطيني من اجل الاستقرار والسلم الاهلي».

واضاف: «اليوم مجدداً تطل علينا عواصف كبيرة في المنطقة. ولكن من خلال هذا التضامن والتحالف اللبناني - السوري من اجل الحوار والسلم الاهلي ومن اجل عروبة لبنان والدفاع عن المقاومة الوطنية والاسلامية والاستقرار، نحن لا نخاف مهما كانت العواصف كبيرة، لا نخاف وقد مررنا بالاصعب وصمدنا وانتصرنا». وتمنى ان تكون ايام ابنه تيمور الذي حضر اللقاء «اسهل وافضل». وقال: «هو سيستلم العشيرة الدرزية التي لا تكبر بدرزيتها، وانما تكبر بعروبتها».

من جهته، عبر خدام عن سروره البالغ لزيارة المختارة ولتلبيته دعوة جنبلاط. وعلق على ما قاله الاخير عن التمايز قائلاً: «مرت بعض الظروف كانت لدينا خلالها قراءة غير واحدة حول بعض القضايا الثانوية. ولكن في المحطات الرئيسية كان موقفنا واحداً وسيبقى كذلك. ونحن نسجل للأخ ابو تيمور دوره البارز في اسقاط اتفاقية 17 مايو (ايار) تلك الاتفاقية التي كانت ستقيد لبنان وكانت ستشكل طعنة كبيرة لسورية وللأمة العربية كلها».

وتطرق خدام الى ما يحصل في فلسطين معتبراً انه «لا يستهدف الشعب الفلسطيني فقط وانما يستهدف العرب جميعاً، ولا يستهدف ارادة التحرير الفلسطينية انما يستهدف القدرة على البقاء والاستمرار لدى العرب جميعاً». ونبه الى انه «بالقدر الذي يقف فيه العرب متضامنين موحدين لمواجهة المشروع الصهيوني بالقدر الذي نستطيع ان نهزم فيه هذا المشروع».

وشدد على اهمية «الا ترتجف اعصابنا من ضغط هذه الدولة او تلك او هذه المجموعة او تلك، والا نتراجع تحت ضغط القوة او التهديد بالقوة. والمهم ان نصمد ونرى الامور على حقيقتها، لان القوة الغاشمة لن تستمر. وهذا الوضع العربي لن يستمر. وهذا الوضع الدولي لن يستمر. وكما انتصر العرب في الماضي سننتصر مجدداً».

وتمنى خدام للبنان «ان تتعزز وحدته الوطنية لان ليس هناك اثبت واهم من الوحدة الوطنية التي تضمن للبنان النهوض والتقدم والازدهار. ونأمل ونتمنى ان يدرك كل لبناني ان سورية مع لبنان واستقراره وامنه ونهوضه. ونأمل ان نرى لبنان يسير في طريق النهوض والازدهار».

ورداً على سؤال حول الشروط التي وضعها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لانضمام سورية الى مؤتمر السلام المزمع عقده برعاية اميركية، اجاب خدام: «ان هذه الشروط لا تستحق الرد، فعندما يحدد شارون الشروط فهذا يعني ان السلام مستحيل مع مثل هذه السياسات».

وفي ما يتعلق باغتيال نجل الامين العام لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة» جهاد احمد جبريل في بيروت اول من امس والعثور على جثة المسؤول الطلابي في «القوات اللبنانية» المحظورة المهندس رمزي عيراني في صندوق سيارته بعد اسبوعين على اختفائه اكتفى خدام بالقول: «انه ملف لبناني».

=