وزير خارجية المغرب: أزمة الشرق الأوسط تمثل جرحا أليما في الهوية المتوسطية

TT

قال محمد بن عيسى وزير الخارجية والتعاون المغربي إن أزمة الشرق الاوسط التي تتصارع فيها منذ أزيد من نصف قرن شعوب محكوم عليها بالتعايش في ظل السلام والكرامة تمثل «جرحا أليما في الهوية المتوسطية».

وأبرز بن عيسى خلال تدخله اول من امس في الاجتماع الوزاري التاسع للمنتدى المتوسطي المنعقد بميكونوس (جزيرة يونانية فى بحر ايجه) أن منطقة حوض البحر الابيض المتوسط تواجه تحديات أمنية عديدة ومتنوعة، مشيرا الى أن تصاعد العنف في الشرق الاوسط خلال الاشهر الاخيرة جراء سياسة القمع التي تنهجها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والتي بلغت أوجها خلال مجازر جنين يؤكد ضرورة الاسراع في إيجاد حل عادل ودائم لهذا النزاع الذي يهدد السلم والأمن في المنطقة الاورو متوسطية برمتها. وجدد بن عيسى بالمناسبة دعم المغرب لعقد مؤتمر دولي للسلام حول الشرق الاوسط من أجل إقامة سلام عادل ودائم يضمن للفلسطينيين دولة مستقلة ولسورية ولبنان استرجاع جميع أراضيهما المحتلة وللاسرائيليين ضمانة حدود آمنة وقارة ولجميع شعوب المنطقة إقامة علاقات طبيعية قي اطار الامن والاستقرار الدائمين.

ولدى تطرقه للتهديد الذى يشكله الارهاب بالنسبة للأمن شدد بن عيسى على ضرورة تكثيف الجهود لمحاربة هذه الظاهرة والقضاء على أسبابها، مذكرا بانه فى أعقاب الاعتداءات التى تعرضت لها الولايات المتحدة بادر الملك محمد السادس الى عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية المنتدى المتوسطي في أغادير في أكتوبر( تشرين الاول) 2001 . وقال «إن ميثاق السلوك حول الارهاب الذي نستعد لإعتماده يشكل خطوة هامة نحو تنفيذ هذا الالتزام ويؤكد مساهمتنا الملموسة فى دعم الوفاق الدولي حول مكافحة هذه الظاهرة»، معربا عن ارتياحه لتنظيم منتدى حول حوار الثقافات ينشطه مفكرون على هامش هذه الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري. وذكر بن عيسى أن الملك محمد السادس اقترح تنظيم لقاء في المغرب حول الحوار بين الأديان وذلك في أفق إعداد «ميثاق أخلاقي بين الأديان التوحيدية». وأشار بن عيسى إلى احتضان المغرب للاجتماع الأول للحوار الاقتصادي بين ضفتي المتوسط نهاية يونيو (حزيران) المقبل، موضحا أن من بين المواضيع التى سيبحثها هذا الاجتماع الاندماج الاقليمي وعلى الخصوص المسلسل الرباعي الاطراف الذي انطلق في أغادير والذي حقق تقدما ملموسا وأصبح دخوله حيز التطبيق وشيكا.