أشكروفت وموللر علما بمذكرة سرية تشير إلى أن أعضاء في القاعدة يتدربون على الطيران.. ولم يبلغا بوش بها

TT

ذكر المسؤولون الحكوميون ان المدعي العام جون اشكروفت ومدير مكتب المباحث الاتحادي روبرت مولر ابلغا بعد عدة ايام من هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي بأن المكتب تلقى مذكرة فرع فينكس في شهر يوليو (تموز) الماضي التي تحذر من ان اتباع اسامة بن لادن يتدربون في مدارس الطيران الاميركية.

غير ان كبار المسؤولين في ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش اوضحوا انه لا اشكروفت ولا مولر ابلغ الرئيس او مجلس الامن القومي بوجود مثل هذه المذكرة، كما لم يبلغا الكونغرس. ومن المؤكد ان هذه المعلومات سترفع من حدة النقد بخصوص اداء مكتب المباحث الفيدرالي، فضلا عن فشله في اتخاذ اجراءات بخصوص هذه المذكرة قبل وقوع الهجمات. ولم يذكر الرجلان علنا متى علما بمذكرة فينكس، ولكن مسؤولين قالوا انه في خلال عدة ايام من الهجمات استوعب كبار المسؤولين في اجهزة تطبيق القانون اهمية الوثيقة على انها اشارة هامة لم يهتما بها. والمعروف ان مذكرة فينكس كتبها كينيث وليامز وهو موظف في فرع فينكس، وقد بعث بها كرسالة بريد اليكتروني في 10 يوليو. وقد اطلع عليها مشرفون متوسطون من «وحدات مكافحة التطرف الاصولي». الا ان المسؤولين قالوا ان المذكرة لم ترسل الى كبار المسؤولين في المكتب. كما ان العديد من كبار المسؤولين لم يعلموا بالمذكرة قبل 11 سبتمبر من بينهم رئيس «وحدة الارهاب الدولي».

وتجدر الاشارة الى ان مذكرة فينكس واحدة من وثيقتين تخضعان حاليا لتدقيق شديد من المحققين في الكونغرس. والوثيقة الاخرى هي التقرير الاستخباري اليومي الذي عرض على بوش في 6 اغسطس (آب) الماضي. ويشير التقرير الى تهديدات القاعدة باختطاف طائرات في الولايات المتحدة.

من ناحية اخرى لم يعرف بعد الى اي مدي يمكن ان تسمح الحكومة للكونغرس بالتحقيق في فشل محتمل لاجهزة المخابرات قبل احداث 11 سبتمبر. وكانت شخصيات من الحزب الديمقراطي قد أعلنت انهم ينوون معارضة جهود البيت الابيض لتقييد تحقيقات الكونغرس في التحقيق المشترك للجنتي الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ الجاري حاليا. واعلن ريتشارد جيبهارت زعيم الاقلية الديمقراطية في مجلس النواب انه سيقدم مشروع قرار لتشكيل هيئة مستقلة لتحليل هجمات 11 سبتمبر. وذكر مسؤول ان زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ توماس داشل ربما يتقدم بمشروع مماثل. وكان تشيني وغيره من المسؤولين في الادارة قد رفضوا نشر نسخة من تقرير لوكالة المخابرات المركزية قدم الى بوش في 6 اغسطس الماضي، ويحذر من ان اعضاء القاعدة ربما يختطفون طائرة اميركية.

ورفض مولر ووزارة العدل طلبات الكونغرس بالحصول على نسخة من مذكرة تاريخها 10 يوليو من موظف بفرع مكتب المباحث في فينكس الى المقر الرئيسي. ولا تزال معظم محتوياتها غير معروفة، الا ان مسؤولين اكدوا انها تعبر عن قلق من احتمال استخدام بن لادن وغيره من الجماعات الارهابية مدارس الطيران للاعداد لعمليات ارهابية. وقد حثت المذكرة كبار المسؤولين في الـ«إف بي آي» على مراجعة تأشيرات الدخول للاجانب الذين يدرسون في مدارس الطيران. غير انه لم يتم اتخاذ اية اجراءات قبل 11 سبتمبر.

وتبين ان مكتب المباحث الفيدرالي لم يبعث بمذكرة فينكس للوكالات الاستخبارية الاخرى او الى رجال المكتب في مينسوتا، الذين كانوا يحاولون معرفة السبب وراء حصول المشتبه فيه زكريا موسوي على دروس في الطيران قبل القبض عليه في شهر اغسطس الماضي.

واكتفى المكتب بإرسال المذكرة الى مكتب مكافحة الارهاب في مدينتين (نسخة ارسلت الى جون اونيل مدير مكافحة الارهاب في فرع المكتب في نيويورك). وكان اونيل قد تقاعد من العمل في المكتب في اواخر شهر اغسطس. وبدأ عملا جديدا كمدير الامن في مركز التجارة العالمي حيث قتل في الهجوم. ويذكر ان مذكرة فينكس ليست معتمدة على معلومات استخبارية، ولكنها تعبر عن القلق بوجود مثل هذا العدد من العرب في مدارس الطيران، وتقدمت بتوصيات معتمدة على الحدس والتصورات، طبقا للمعلومات التي أدلى بها مسؤول كبير. واضاف المسؤول: «اتضح وجود العديد من الاشخاص من الشرق الاوسط يتلقون دروسا في الطيران في منطقة فينكس.. كان ذلك مجرد اطلاع محقق جيد على معلومات متوفرة».

وقال المسؤولون في المكتب انه تم اطلاع الاجهزة الاستخبارية الاخرى على المعلومات الخاصة بموسوي، ومن بينهم «سي آي ايه» وادارة الطيران الاتحادي. غير ان ادارة الطيران الاتحادي التي اصدرت العديد من التحذيرات بخصوص اختطاف طائرات في الصيف الماضي، لم تحذر شركات الطيران بهذه الحالة.

وقال المتحدث باسم ادارة الطيران الاتحادي سكوت برنر ان الـ«إف بي آي» قال انه لا يعتقد انه (زكريا) مرتبط بأي شخص آخر، ولا يوجد خطر قريب، والاهم من ذلك انه في السجن». الا ان مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية قد ذكروا انهم لم يتلقوا نسخة من المذكرة الا قبل عدة اسابيع. وكان المسؤولون في المكتب ذكروا ان اسماء الشرق اوسطيين في منطقة فينكس الذين اشير الى اسمائهم في المذكر ارسلت الى الوكالة في صيف عام 2001. وأوضح المسؤولون في المكتب ان وكالة الاستخبارات المركزية ردت عليهم بأن الرجال ليست لهم علاقة بالقاعدة.

* خدمة «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»