الهند تدعو قادة الجيش الى الاستعداد «لأي احتمال» وتعيد نشر قواتها على الحدود مع باكستان

TT

قال الجيش الهندي امس انه سيعيد نشر قواته من قلب ولاية غوجارات التي تمزقها اعمال العنف الطائفي الى الحدود من جراء تصاعد التوترات مع باكستان المجاورة. وقال ناطق عسكري: «مع وضع الموقف عند الحدود في الاعتبار سيجري سحب قوات الجيش من غوجارات الى مراكزه عند الحدود».

ويتمتع البلدان بمقدرة نووية. وفي مارس (آذار) الماضي جرى نشر 1300 جندي في الولاية الحدودية الغربية حيث قتل 950 فردا منذ اندلاع اسوأ اعمال عنف ديني في البلاد منذ عقد باواخر فبراير (شباط) الماضي.

واكد وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديس للقادة العسكريين المتمركزين في صحراء ولاية راجستان، شمال غرب البلاد، امس: «ان الهند سترد «بقوة »على الارهاب الذي تدعمه باكستان»، ودعاهم الى «الاستعداد لاي احتمال». وقال مسؤول عسكري كبير ان فرنانديس دعا كذلك كبار الضباط الى الاجتماع بعد مناورات لسلاح الجو خارج بيكانير، في راجستان.

واضاف المسؤول العسكري الذي شارك في الاجتماع مفضلا عدم الكشف عن اسمه، ان «وزير الدفاع دعا كبار قادة الجيش وسلاح الطيران الى الاجتماع بعد التدريبات، وقال انه ينبغي الا يكون هناك اي تهاون في قضايا الامن وانه يتعين توجيه رد قاس الى الارهاب الذي تدعمه باكستان عبر الحدود، وطلب منا كذلك ان نستعد لاي احتمال».

وبعد الاجتماع، قام فرنانديس مع رئيس اركان الجيش الجنرال سوندارادان بادمانابان وقائد سلاح الجو ريشناسوامي بجولة جوية فوق المراكز الحدودية الرئيسية لتفقد القوات، وانتشار المدرعات على طول الحدود الممتدة على 1050 كيلومترا مع باكستان. وتقترب درجة الحرارة من 50 درجة مئوية في هذه المنطقة الصحراوية.

وقال مسؤولون في حكومة ولاية راجستان ان الجيش قرر في وقت متأخر من مساء الاثنين الماضي وقف لقاء العلم التقليدي بين حراس الحدود الهنود والباكستانيين على الحدود الغربية المعززة عسكريا. ويقوم اللقاء اليومي على تقدم ضابط من كل جانب الى المنطقة العازلة لرفع علم ابيض قبل التحادث.

وفي بومباي، غرب الهند، اعلن مسؤول في البحرية ان القوات البحرية الموضوعة في حالة تاهب منذ الهجوم على البرلمان في نيودلهي في ديسمبر(كانون الاول) الماضي رفعت حالة الاستنفار بين صفوفها.

وقال جوروبال سنغ، المسؤول في هيئة السكك الحديد الحكومية، ان الجيش طلب تخصيص قطارات لنقل مزيد من القوات الى الحدود. واضاف «كانت هناك حركة كبيرة للقوات، كما تم نقل كميات كبيرة من المياه الى الحدود».

وفي اسلام اباد حذرت الحكومة الباكستانية امس من انها سترد على اي عمل عسكري هندي في اراضي باكستان.

وقال المتحدث العسكري باسم الحكومة الباكستانية الجنرال رشيد قريشي: «اي توغل في الاراضي الباكستانية او في كشمير الباكستانية سيقابل برد قاس». ويذكر ان البلدين نشرا قرابة مليون جندي على جانبي الحدود.

وعلى الصعيد الميداني قال شهود عيان باكستانيون ان القوات الباكستانية والهندية تبادلت اطلاق النيران في كشمير امس، مما زاد من حدة التوترات واجبر السكان في منطقة الحدود على ترك ديارهم. وقال مسؤولو الشرطة من الجانبين ان خمسة قتلوا في القصف. وقالت الشرطة الهندية ان ثلاثة مدنيين وجنديا قتلوا بينما اعلنت الشرطة الباكستانية عن مقتل صبي في العاشرة من عمره.

وجاءت الاشتباكات قبيل ساعات من زيارة رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي لمنطقة كشمير المتنازع عليها امس لتفقد قاعدة عسكرية سقط فيها 30 قتيلا الاسبوع الماضي في هجوم القت نيودلهي المسؤولية فيه على مقاتلين مقيمين في باكستان.

وقال شهود في بلدة سيالكوت الباكستانية بالقرب من الحدود بين اقليم البنجاب وولاية جامو وكشمير الهندية، ان ثلاثة اصيبوا بجروح في قصف هندي في منطقتي بيجوات وتشارواه الحدوديتين. وقال شاهد في تشارواه: «يستخدم الهنود الاسلحة الالية اساسا، وفي بعض الاحيان يطلقون قذائف المورتر». واضاف انه تم اخلاء 11 قرية في بيجوات في اعقاب القصف المكثف الذي دخل يومه الخامس. ويقول المسؤولون الباكستانيون ان نحو 21 مدنيا قتلوا في القصف الهندي منذ يوم الجمعة الماضي واصيب العشرات.

ونفت باكستان اي دور لها في هجوم الاسبوع الماضي على القاعدة العسكرية واقترحت نشر قوات مراقبة دولية لتحديد ما اذا كان مقاتلون يعبرون الحدود الى المنطقة التي تسيطر عليها الهند من كشمير، لكن نيودلهي رفضت ذلك. وحثت باكستان المجتمع الدولي على «إقناع الهند بالتعقل» ودعتها الى إجراء محادثات بهدف نزع فتيل التوتر. وقال عزيز أحمد خان المتحدث باسم الخارجية الباكستانية إن حكومته تطلع حكومات أجنبية والأمم المتحدة ومنظمات، دولية أخرى على تطورات الموقف أولا بأول، وإن باكستان مستعدة لقبول تدخل خارجي. لكن الهند قالت إنها لن تتفاوض مع باكستان حتى يفي الرئيس الباكستاني برويز مشرف بتعهد قطعه في يناير ( كانون الثاني) الماضي لملاحقة الجماعات المعارضة للحكم الهندي في كشمير.

وحث المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة والامين العام للامم المتحدة كوفي انان الجانبين على ضبط النفس خوفا من خروج الصراع عن نطاق السيطرة. وأعلنت واشنطن أنها سترسل ريتشارد أرميتاج مساعد وزير الخارجية لزيارة الهند وباكستان لكن موعد الزيارة لم يتحدد بعد. وتخشى واشنطن من أن يؤدي الصراع في جنوب آسيا إلى التأثير سلبا في «حربها ضد الإرهاب». ويقول المراقبون إن الزيارة الأخيرة التي قامت بها إلى البلدين كريستينا روكا نائبة وزير الخارجية لشؤون جنوب آسيا أظهرت ضعف الضغوط التي يمكن للدول الخارجية ممارستها، اذ ان هناك شعورا سائدا في نيودلهي بأن باكستان قد ربحت من مشاركتها في التحالف الدولي ضد الإرهاب في الوقت الذي ترعى فيه أنشطة المسلحين المناهضين للهند.

والى ذلك قال التحالف السياسي الرئيسي في باكستان انه سيقاطع الاجتماعات التي دعا اليها الرئيس الباكستاني برويزمشرف اليوم ( الاربعاء) لبحث كيفية الرد على تصاعد التوتر على الحدود مع الهند.

وقال زعيم التحالف نواب زاده نصر الله خان ان التحالف من اجل استعادة الديمقراطية الذي يضم 15 حزبا، لن يجتمع مع مشرف قبل ان يوافق على تشكيل حكومة مؤقتة تحل محل الحكومة العسكرية. واضاف: «هناك اجماع وطني على وجوب ان تكون هناك حكومة مؤقتة، وان تقتصر مهام القوات المسلحة في الدفاع عن حدود البلاد». ومن المقرر ان يرأس مشرف اجتماعا مشتركا للحكومة ومجلس الامن الوطني اليوم (الاربعاء).