تضارب حول مقتل فلسطيني خطط لتفجير سيارة مفخخة في ريشون ليتسيون

TT

أعلنت كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح الليلة قبل الماضية مسؤوليتها عن محاول تفجير سيارة مفخخة في ناد ليلي في بلدة ريشون ليتسيون جنوب تل ابيب لكنه قتل وفجرت سيارته قبل تنفيذ العملية حسب المصادر الاسرائيلية. واصيب في هذه المحاولة اسرائيليان.

ولو وصحت عملية ريشون ليتسيون الجديدة، فانها كانت ستكون العملية الثالثة التي تشهدها هذه المدينة منذ اقل من ثلاثة اسابيع عندما فجر فدائي قلسطيني نفسه في ناد للقمار في المدينة فقتل حوالي 15 اسرائيليا وجرح العشرات الآخرين في 6 مايو (ايار) الجاري، والثانية عندما فجر فلسطيني نفسه يوم الاربعاء الماضي في المدينة وقتل اسرائيليين وجرح 40 آخرين.

ورغم إعلان كتائب الاقصى عن هذه العملية فان ثمة اشاعات تفيد بان هذه العملية ليست اكثر من عملية قتل متعمد قام بها يهودي متطرف وضحيتها سائق سيارة فلسطيني بريء.

وكانت الشرطة قد ذكرت بداية ان ان شابا فلسطينيا حاول اقتحام النادي الليلي بسيارته فتصدى له حارس النادي الليلي وهو ايلي فيدرين، فقتله. لكن تبين في وقت لاحق ان الحارس هو شقيق نوعم فيدرين المعتقل حاليا للاشتباه في انه شريك في عصابة الارهاب اليهودية التي ضبطت وهي تحاول تفجير عبوة ناسفة ضخمة قرب مستشفى المقاصد الخيرية ومدرسة للبنان في القدس الشرقية المحتلة.

وبناء عليه فانه قد لا يكون مستبعدا ان تكون تلك المحاولة، عملية قتل متعمد على خلفية عنصرية. وسبق ان اخترع الكثير من اليهود قصص اعتداءات ارهابية فلسطينية ثبت كذبها في ما بعد.

يذكر في هذا السياق ان سائق سيارة اسعاف يهوديا تابعة لنجمة داوود الحمراء، ادعى كذبا امس ان شبابا فلسطينيين قذفوا سيارته بالحجارة وبعد التحقيق معه اعترف بان الاضرار التي لحقت بالسيارة سببها اصطدامها بعمود كهرباء، وانه اختلق هذه الكذبة خوفا من طرده من العمل. وكانت كتائب شهداء الأقصى، قد اعلنت مسؤوليتهاعن محاولة تنفيذ العملية التفجيرية. وجاء في بيان نشرته الكتائب ان الفلسطيني الذي قتل هو عمر شقوقاني من البيرة. وقال عمر في شريط سجل قبل خروجه الى تنفيذ العملية، إنه أراد تنفيذ العملية انتقاما لاغتيال قائد كتائب الاقصى في الضفة الغربية محمود الطيطي واثنين من مساعديه هما اياد حمدان وعماد الخطيب بينما كان ثلاثتهم يزورون قبور رفاقا لهم سبقوهم الى ذمة الله في مقبرة مخيم بلاطة في نابلس، كما قال عبد الله الطيطي والد محمود لـ«الشرق الأوسط».

ومحمود الطيطي هو قائد كتائب الاقصى الجديد الذي خلف ناصر عويس، وهو ايضا من مخيم بلاطة الذي وقع في اسر قوات الاحتلال الاسرائيلية في منطقة طوباس في النصف الاول من ابريل (نيسان) بعدما ترددت انباء عن مقتله في معارك حي القصبة في البلدة القديمة في نابلس.

وقال والد محمود الطيطي «ان ولدي محمود راح فداء فلسطين والفلسطينيين. ان هناك أبو فادي (هكذا يسمى محمود) في كل دار في المخيم». واضاف «ان ابني متزوج منذ 5 سنوات لكنه لم يكتب له ان تبصر عيناه مولوده الاول المتوقع ان ترى عيناه النور في غضون اقل من اسبوعين. اذ ان امرأته حامل في شهرها الاخير». ويتابع الطيطي الاب الذي كانت «الشرق الأوسط» تتحدث معه في بيت العزاء في مخيم بلاطة «ان ابني مات شهيدا وليس كل انسان قادرا على الحصول على الشهادة رغم ان الكل يتمناها. لقد وهب ابو رامي نفسه لفلسطين وها هو يغادرنا فداء فلسطن.. رحمه الله وربنا يطعمنا الشهادة».

وعن اغتياله قال الطيطي الاب لأربع اولاد او بالاحرى ثلاثة بعد اغتيال محمود وهو رقم اثنين بين اخوته محمد واحمد وسعود، «كان ابو فادي يزور رفاقه الذين سبقوه الى الشهادة في 7 ابريل في مقبرة المخيم من بينهم ياسر البدوي وحكم ابو عيشة، لكن جنود الاحتلال الذين يرابطون في جبل جرزيم (الطور) سارعوه ورفيقيه بثماني قذائف فقتلوهم».

واتهم الطيطي الاب عملاء اسرائيل بتوجيه بطائرات جنود الاحتلال وطائرات التجسس التي كانت تحلق منذ 3 أيام في سماء المخيم، الى مكان وجود ولده ورفيقيه. وقال ان جهاز الامن الوقائي الذي كان ابنه محمود يشغل فيه رتبة النقيب، اعتقل عددا من المتعاونين ويحقق معهم في هذه القضية. يذكر ان محمود الطيطي (29 سنة) قاد كتائب الاقصى بعد وقوع ناصر عويس في اسر القوات الاسرائيلية، وهو احد مؤسسيها، من بين 7 من كبار المطلوبين لاسرائيل وكانت تضغط على السلطة الفلسطينية عبر الولايات المتحدة لتسليمه.

وطالب حسام خضر عضو المجلس التشريعي وأحد قادة فتح في الضفة الغربية، وهو ايضا من مخيم بلاطة، الاجهزة الامنية الفلسطينية بملاحقة العملاء مع ازدياد عمليات الاغتيال الاسرائيلية للكوادر الفلسطينية، وتقديمهم للعدالة. وقال خضر لـ «الشرق الاوسط» ان «دم هؤلاء الشهداء في اعناق المسؤولين عن السياسة الامنية للشعب الفلسطيني».