السفير المصري لدى الولايات المتحدة: مباحثات مبارك في واشنطن ستكون مكثفة ولا يوجد تنافس بين مصر والسعودية

TT

أكد نبيل فهمي سفير مصر في واشنطن أن الزيارة التي سيقوم بها الرئيس حسني مبارك للولايات المتحدة في النصف الاول من الشهر المقبل ستكون زيارة عمل غير تقليدية تركز على عملية السلام في الشرق الأوسط، خاصة في ما يتعلق بالمسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي، مشيرا الى ان الزيارة ستستغرق فترة زمنية أقصر من الزيارات السنوية الرئاسية لواشنطن. وقال فهمي لوكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية انه يجري حاليا الإعداد المكثف للزيارة التي سيتم خلالها التركيز على اللقاءات التي يعقدها الرئيس مبارك مع كبار المسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم الرئيس جورج بوش، مشيرا الى عدم وجود تنافس مصري وسعودي في هذا الصدد. وأضاف ان «برنامج الزيارة ما زال محل تشاور، إنما الواضح من عناصره الأساسية أن مدة الزيارة ستكون قصيرة، لذا تم تخصيص الوقت كله للمحادثات والاجتماعات بعيدا عن المناسبات العامة والبروتوكولية».

وأشار فهمي الى أنه جار تنظيم برنامج الزيارة وشكل المحادثات بما يوفر أطول فرصة ممكنة للقاءات على المستوى الرئاسي. وأوضح أنه لم يتحدد بعد ما إذا كان الرئيسان مبارك وبوش سيلتقيان مرة أو أكثر خلال الزيارة التي سيجري جزء منها في واشنطن، والباقي خارج العاصمة الأميركية، «وربما في أحد المنتجعات الرئاسية التي يستقبل فيها بوش كبار ضيوفه المتميزين». ومن المقرر أن يبدأ الرئيس مبارك زيارته للولايات المتحدة في الخامس من يونيو (حزيران) المقبل تلبية لدعوة رسمية من الرئيس بوش. وقال السفير نبيل فهمي انه بجانب مشاورات القمة المصرية ـ الأميركية من المنتظر أن يلتقي الرئيس مبارك بنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ووزير الخارجية كولن باول ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس. وأضاف انه لم يتحدد بعد بصفة نهائية ما إذا كان الرئيس مبارك سيلتقي بوزير الدفاع دونالد رامسفيلد.

وأشار نبيل فهمي الى أن الزيارة تشمل أيضا لقاءات يجري خلالها الرئيس أحاديث مع كبرى وسائل الإعلام الأميركية بالإضافة إلى لقاءات مع أعضاء الكونغرس الذين يستقبلهم الرئيس مبارك في مقر إقامته خلال الزيارة بجانب لقاء أو اثنين بمقر الكونغرس عكس الزيارات المعتادة التي يقضي فيه الرئيس ساعات طويلة في كابيتول هيل.

واستبعد السفير المصري أن يتم خلال الزيارة بحث قضايا ثنائية على الصعيد الثنائي أو غيره باعتبار أن الزيارة المقبلة ستخصص لعملية السلام في الشرق الاوسط في المقام الاول، نافيا في هذا الصدد أن يشهد الرئيس مبارك أول اجتماع للمجلس الرئاسي المصري ـ الاميركي عقب إعادة تشكيله، والمقرر أن تستضيفه واشنطن الشهر المقبل.

وحول طبيعة الدورين المصري والسعودي في عملية السلام وما يردده البعض من وجود تنافس بين البلدين، قال السفير نبيل فهمي «أولا ليس هناك تنافس مصري ـ سعودي»، موضحا أن «مصر تتطلع الى اليوم الذي ينتهي فيه النزاع العربي ـ الاسرائيلي وتنتهي الحاجة للمبادرات والاقتراحات». وأضاف «ثانيا الاقتراحات السعودية أصبحت عربية وهي بناءة وإيجابية تستند إلى ثوابت عربية متفق عليها بين جميع العرب، والتحرك السعودي يكمل المصري والعكس صحيح، وكلاهما تحرك عربي».

وأشار السفير المصري الى أن المسألة ليست تنافسا أو تعارضا، ولكن المشكلة تكمن في عدم استجابة إسرائيل للمبادرة العربية وعدم موافقتها حتى الآن على الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة، «وهذه هي المعضلة». مؤكدا أنه ليس هناك تنافس أو تعارض بين جانب أو آخر. وأشار السفير نبيل فهمي إلى أهمية التشاور المصري ـ الأميركي خلال هذه الزيارة، في مرحلة تجري فيها الولايات المتحدة تقييما كاملا لما يمكن اتخاذه من خطوات قادمة وتقترب فيها من اتخاذ قرارات حول ما قد تطرحه كأهداف ومراحل وآليات للمرحلة القادمة للخروج من الأزمة الحالية في ظل تداعيات حلقة العنف والعنف المضاد التي شهدتها الساحة الفلسطينية ـ الاسرائيلية.