محامو حقوق الإنسان يعتبرون قرار حظر لم الشمل للفلسطينيين عنصريا

TT

كان بسام مهداوي (31 عاما)، الذي يقيم بالضفة الغربية، يحلم باليوم الذي يعيش فيه مع زوجته وطفليه. فكل المسافة التي تفصل بينهم لا تزيد على ميلين لكنها تبدو وكأنها قارة بكاملها. يعيش مهداوي بقرية قريبة من مدينة طولكرم، الا ان زوجته مها سلامة مواطنة اسرائيلية تعيش مع ابنيهما في منطقة الخط الاخضر التي تفصل الضفة الغربية عن اسرائيل. زادت الشقة بين مهداوي وزوجته وطفليهما عندما أقر الكنيست الاسرائيلي مشروع قرار بحظر لم شمل العرب الاسرائيليين مع اسرهم التي تعيش في الضفة الغربية وقطاع غزة، اذ ان هذا القرار عزل في واقع الامر آلاف الاسر وفصل آلاف الاطفال عن آبائهم وفرق بين الازواج. وكان وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشاي قد قال قبل تركه لمنصبه يوم الاثنين الماضي ان منح الفلسطينيين تصريح اقامة يمكن ان يسهل من عملية دخول الفدائيين الى اسرائيل لتنفيذ هجمات ضد المدنيين. وقال يشاي، الذي كان وراء قرار الحظر، انه يريد ان يبقي على الفلسطينيين وغير اليهود خارج اسرائيل لأن دخول اعداد متزايدة من هؤلاء يتهدد الهوية اليهودية للدولة.

وانتقد محامو حقوق الانسان من جانبهم قرار الحكومة الاسرائيلية ووصفوه بأنه عنصري وانه يعد عقابا جماعية ضد العرب. فقال شارون ابراهام وايز، المحامي في «رابطة الحقوق المدنية باسرائيل»، ان اتخاذ اسرائيل لهذا القرار امر لا يصدق. وساق وايز مثالا على القرار المذكور بقوله: «تخيلوا ان شخصا متزوجا في فرنسا وان السلطات الفرنسية ابلغته بان اطفاله لا يمكن ان يعيشوا معه لأن قرارا اتخذ بحظر دخول اليهود».

ويقول العرب، الذين يشكلون خمس سكان اسرائيل، ان تجميد طلبات لم الشمل يعتبر هجوما آخر على مواطنيتهم وكرامتهم. جدير بالذكر ان قادة اسرائيليين بارزين قالوا ان سكان المدن العربية الاسرائيلية القريبة من الخط الاخضر ربما لا يصبحون مواطنين اسرائيليين اذا قررت اسرائيل التخلي عن هذه المناطق للدولة الفلسطينية مستقبلا. ويقول شويكي خطيب، رئيس «اللجنة الوطنية العربية للمراقبة»، ان ثمة شعورا حقيقيا وسط العرب بأنهم باتوا يعيشون على هامش المجتمع الاسرائيلي. ويقول العرب الاسرائيليون ان علاقتهم بالضفة الغربية تعود الى اجيال الى الوراء، اذ عقب اعلان قيام دولة اسرائيل عام 1948 وتحديد الخط الاخضر، اصبح العرب الذين كانوا يعيشون داخل حدود اسرائيل يحملون الجنسية الاسرائيلية، فيما ظل اقرباؤهم واصدقاؤهم في الضفة الغربية وقطاع غزة من دون دولة هناك.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»