مسؤولة في المباحث الأميركية تتهم مسؤوليها بعرقلة التحقيقات في نشاط موساوي قبل 11 سبتمبر

اتهمت مدير المباحث بتقديم معلومات خاطئة بالادعاء أنهم لم يحصلوا على تحذيرات قبل الهجمات

TT

شنت مسؤولة في مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي في مينابوليس حملة على مقر المكتب في واشنطن لوضع ما اسمته بـ «عراقيل» وفشله في التصرف بطريقة ايجابية في ملاحقة زكريا موساوي المشتبه في انه الخاطف رقم 20 في هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي خلال دراسته في مدرسة الطيران.

وكشفت رسالة كولين رولي وهي محامية في المكتب ان العملاء في مكتبها تلقوا توبيخات لطلبهم مساعدات من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، في القضية بعدما شعروا بعدم الرضا من رد فعل مقر المكتب في واشنطن.

واحتوت رسالة رولي التي ارسلت يوم الثلاثاء الى مدير مكتب المباحث روبرت مولر والى اعضاء لجنة الاستخبارات في الكونغرس على لغة بيروقراطية تنتشر فيها العبارات الغاضبة.

كما انتقدت المسؤولين في مقر المكتب في واشنطن لرفضهم طلب عملاء مكتب مينيسوتا اجراء تفتيش سري ومراقبة موساوي في الصيف الماضي، قبل اسابيع من هجمات 11 سبتمبر الماضي. واتهمت مولر وغيره من كبار المسؤولين بمحاولة التغطية على الحقائق في اطار دفاعهم عن اداء المكتب.

وكان مولر الذي تعرض لاسئلة حادة بخصوص رسالة رولي خلال شهادته امام الكونغرس، انه سيحيل الموضوع الى مكتب المفتش العام في وزارة العدل. وقد تعرض المكتب لانتقادات حادة ومتزايدة في الاسابيع الاخيرة بسبب فشله في التقاط تحذيرات قبل 11 سبتمبر بما في ذلك شكوك عميل لمكتب المباحث في فينكس الذي حذر في شهر يوليو (تموز) الماضي من ان طلبة الطيران العرب في اريزونا ربما يخططون لهجوم.

وكان عملاء فرع المكتب في مينابوليس قد طلبوا الموافقة على تفيش واجراء تسجيلات طبقا لقانون الاستخبارات الخارجية الذي يسمح للحكومة بمراقبة المشتبه فيهم من العملاء الاجانب او الارهابيين بعد اقرار محكمة سرية في واشنطن. ولكن المسؤولين في مقر المكتب رفضوا مثل هذا الطلب، وقالوا انه ليست لديهم ادلة كافية. ورفضوا نقل الطلب الى وزارة العدل ولم يربط موساوي بأي مؤامرة ارهابية قبل 11 سبتمبر.

الا ان التحقيقات التالية في اعقاب الهجمات كشفت ان موساوي ربما كان ينوي ان يكون المختطف العشرين اذا لم يحتجز. وكشف تفتيش الكومبيوتر الخاص به وامتعته عن وجود برنامج محاكي بالاضافة الى معلومات بخصوص طائرات رش المبيدات الحشرية وغيرها من المواد المشبوهة. وهو الامر الذي ادى الى تحذير وزارة العدل باحتمال هجمات باستخدام طائرات رش المبيدات لنشر الجراثيم البيولوجية. وقالت رولي في رسالتها وهي من 13 صفحة ان رجال مكتب مينابوليس تأكد لهم الخطر الذي يمثله موساوي حتى قبل 11 سبتمبر، طبقا لمعلومات مسؤول حكومي على علم برسالتها.

واشتكت من ان المسؤولين في المقر الرئيسي في واشنطن غيروا طلب التفتيش بحيث يصبح من السهل على ادارة مكتب المباحث الذي يتعامل مع هذه المسائل رفضه. كما انتقدت مكتب المباحث لعدم الكشف عن المعلومات بخصوص موساوي الى اجهزة تطبيق القانون الاخرى.

ومن ناحية اخرى ذكرت رولي ان مولر وغيره من المسؤولين في المكتب قدموا معلومات خاطئة في الاسابيع الاخيرة بالادعاء مرارا وتكرارا ان مكتب المباحث لم يحصل على تحذيرات واضحة قبل 11 سبتمبر، بخصوص التهديدات المحتملة.

وقد شعرت رولي بغضب خاص من تصميم مولر في الاسابيع الاخيرة من ان المكتب ربما كان قادرا القيام ببعض التحركات لمنع المأساة اذا حصل على مزيد من المعلومات. وقد حاولت هي وعدد من مرؤوسيها في مينابوليس الوصول الى مولر لابلاغه انه يتلاعب بالحقيقة، ولكن المكالمات رفضت او لم يستمع اليها احد.

وتجدر الاشارة الى ان مكتب المفتش العام التابع لوزارة العدل سيتولى التحقيق في اتهاماتها، لتقرير ما اذا كان قد تم انتهاك سياسات المكتب او الاجراءات، ولكن المسؤولين في الوزارة ذكروا انهم اكدوا جزءا من روايتها.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»