قيادي في حركة قرنق: على الإدارة الأميركية ضبط خروقات الحكومة السودانية لوقف إطلاق النار

TT

انتقد باقان أموم، الامين العام لتجمع المعارضة السودانية والقيادي البارز في الحركة الشعبية لتحرير السودان، الادارة الاميركية لعدم تمكنها من ضبط خروقات الحكومة السودانية لوقف اطلاق النار، مما أدى الى مقتل 18 شخصا وجرح أكثر من 85 في قصف جوي حكومي وقع في غرب ولاية اعالي النيل بجنوب السودان فجر الاربعاء الماضي.

وقال اموم لـ«الشرق الأوسط» ان سلوك الحكومة السودانية يؤكد عدم جدوى الجهود الاميركية التي يقودها المبعوث الخاص، السناتور السابق جون دانفورث، خاصة ان قرار وقف اطلاق النار جاء بطلب من الولايات المتحدة. وطالب اموم بضرورة ان تكون جهود الادارة الاميركية متعددة الاتجاهات، معترفا في الوقت نفسه بأن الدور الاميركي يعتبر عاملا مساعدا لحل المشكلة. وقال ان زيارة دانفورث للسودان والتي مكث خلالها عشرة ايام فقط، لا يمكن ان يكون قد تفهم خلالها تعقيدات الوضع في السودان.

ووصف التقرير الذي رفعه دانفورث للرئيس الاميركي جورج بوش بأنه «استنتاجات تبسيطية» لواقع معقد. وقال ان حديثه عن مشاركة عائدات البترول بين الحكومة والحركة الشعبية «تبسيط غير منطقي»، مؤكدا ان الحرب الاهلية الدائرة في السودان ليست قضية مشاركة نهب ممتلكات وثروات الشعب السوداني واقتسامها. وقال ان الحركة الشعبية تعتبر عائدات البترول بمثابة «مال الدم» الذي لا يمكن اقتسامه ولا المشاركة فيه لأنه حق لكل أهل السودان. واعتبر اموم حديث دانفورث عن حق تقرير المصير لجنوب السودان وعلاقة الدين بالدولة اجتهادات شخصية لا تمت بصلة للواقع السوداني.

وأكد اموم خصوصية العلاقة التاريخية بين مصر والسودان والمصالح المشتركة بين مصر والسودان وليبيا، مشيرا الى أهمية الدور المصري ـ الليبي، وقال «نحن نرحب بهم كدول جوار شقيق تريد الاسهام معنا في حل مشاكلنا»، واضاف «لكننا لا نقبل وصاية من أحد سواء من مصر أو ليبيا أو اميركا أو بريطانيا»، وقال «على السودانيين أن يكونوا مستقلين وغير تابعين لأحد».

وفي رده على الهجوم الذي يشنه الصادق المهدي على الحركة الشعبية واتهامها بالسعي للتحالفات مع القوى الشمالية الداعية للتصعيد كالمؤتمر الشعبي والتحالف الوطني، انتقد اموم اللهجة التي تحدث بها زعيم حزب الأمة، وقال «نعم نحن قوى داعية للتصعيد، ولكن ضد العنجهية وضيق الأفق القومي والارهاب والأصولية». واضاف «نحن مع السلام العادل والديمقراطية التعددية ومع ان يكون السودان بلدا متسامحا راضيا بنفسه وقابلا لذاته».