وجهت جماعة الاخوان المسلمين المحظورة بمصر تعليمات لاعضائها النشطاء بالتزام الهدوء ووقف تجمعاتهم الجماهيرية، وعدم المشاركة في أية مظاهرات خلال هذه المرحلة، خوفا من اعتقالهم من قبل السلطات المصرية. وعلمت «الشرق الأوسط» ان تعليمات الاخوان صدرت في اعقاب اعتقال 7 من نشطاء الجماعة في الاسكندرية منذ أكثر من اسبوع قبيل مظاهرة المليون التي اعدت لها الجماعة في ذكرى يوم نكبة فلسطين.
وأكدت مصادر قريبة من الجماعة ان تعليمات قيادات الاخوان جاءت مشددة، خوفا من ملاحقات أمنية لاعضاء بالجماعة، مشيرة الى ان اعتقالات الاخوان عادة ما تزيد خلال هذه الفترة من كل عام حسبما جرى خلال العام الماضي باعتقال أكثر من 70 من اعضاء الجماعة، كان بينهم قيادات بارزة. وتزامنت تشديدات الجماعة بمنع تجمعات أعضائها مع مفاجأة متوقعة فجرتها السلطات المصرية قبل أيام باطلاق 25 من اعضائها، بينهم عضو مكتب ارشاد الجماعة المهندس محمد خيري الشاطر والذين جرى اعتقالهم قبل نحو 11 شهرا، وكان هناك اعتقاد سائد داخل أوساط الجماعة بإحالة هذه المجموعة مع آخرين الى القضاء العسكري في قضية جديدة للجماعة.
وجاءت تعليمات قادة الاخوان بعد المظاهرات الحاشدة التي قادها أعضاء الجماعة في معظم الجامعات المصرية خلال الاسابيع الماضية تضامنا مع الشعب الفلسطيني ولدعم انتفاضته، وهو ما احدث تداعيات داخلية أسفرت عن مقتل أحد الطلاب بجامعة الاسكندرية على اثر صدام مع الشرطة. ويأتي موقف الاخوان كإجراء تدريجي للانسحاب من المواجهات الجماهيرية مع الحكومة في أعقاب صدور قرارات من قادة الجماعة لاعضائها بالمشاركة في مظاهرات متفرقة ولكن من دون الخروج الى الشوارع لمنع أية احتمالات بصدامات مع الأمن، وهو ما أحدث الفرقة بين الاخوان والتيار الناصري الذي اعتبر الاخوان متواطئين مع الحكومة بامتناعهم عن الخروج في مظاهرتين حاشدتين; الأولى كانت عقب صلاة الجمعة بجامع الازهر، والثانية في ذكرى يوم النكبة بميدان التحرير.