قراءة في وثائق 1971 البريطانية (34) ـ واشنطن تجر لندن إلى مخطط لصناعة القيادات الأفريقية

حسن ساتي

TT

على غرار ما فعل خبراء الناتو في تحليلهم لدول المغرب العربي (الحلقة 33) انفقت وزارتا الخارجية البريطانية والاميركية، برعاية من الوزيرين اليك دوغلاس هيوم ووليام روجرز جهدا كبيرا في دراسات عن القيادات الافريقية، حاضرا ومستقبلا.. وهذه الوثائق تعكس بعض ذلك الجهد.

رؤية أميركية لصناعة القيادات

* وثيقة رقم: 67

* التاريخ: 15 ابريل 1971

* الى: وزير الخارجية البريطاني

* من: وزير الخارجية الاميركي

* الموضوع: القيادات الأفريقية

* عزيزي: اليك ناقشنا خلال زيارة رئيس الوزراء الى واشنطن في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، وباختصار، مشكلة قيادات المستقبل في افريقيا جنوب الصحراء، وتم الاتفاق على انه من المفيد إعداد اوراق من قبل خدماتنا وموظفينا حول القيادة ومشاكل الخلافة في دول افريقية محددة.

اوراقنا جاهزة الآن وقد ارسلناها الى سفارتنا في لندن للنقاش الاولي مع مندوبيكم. في مسودات تلك الدراسات، ركزنا على الاتي:

* تحديد مناطق ذات ضعف محدد تكون فيها المصالح الاميركية والبريطانية حيوية، وتحديد القيادات القادمة، وفحص وسائلنا في تحديد تلك القيادات، والتعرف على ما يجب عمله لتعميق اوضاع قادة المستقبل بالوسائل التالية:

أ ـ الزيارات الرسمية.

ب ـ الزيارات الخاصة، والمؤتمرات.. الخ.

ج ـ المؤسسات الخاصة، لتعريف المشاكل ذات الصلة والتي تحدث تأثيرا على الرموز الموالية للغرب في دول افريقية محددة وبشكل عام العلاقات مع الدول الناطقة بالفرنسية وديون غانا والتوجهات تجاه جنوب افريقيا.

انا على استعداد لارسال السفير السابق وليام ويتمان الثاني الى لندن وهو مسؤول كبير بالمكتب الافريقي للمشاركة في تبادل اعمق لوجهات النظر حول هذا الموضوع، اذا كان مثل هذا الاقتراح قد لامس قناعتك.

المخلص لك وليام. بي روجرز وزير الخارجية. واشنطن

* لندن توافق..

* وثيقة رقم: 69

* التاريخ: 15 ابريل 1971

* الى: وزير الخارجية

* الموضوع: المحادثات البريطانية ـ الاميركية حول القيادة في افريقيا 1 ـ احاط الوزير الاميركي غيرينز في 23 ديسمبر الوكيل الدائم بان وزارة الخارجية الاميركية مستعدة الآن للمضي في تبادل وجهات النظر حول القيادة في افريقيا، على مستوى الحاضر والمستقبل، في عدد من الدول الافريقية، وقد نبعت الفكرة من محادثة مع السيد روجرز وزير الخارجية في كامب ديفيد.

2 ـ احطنا الاميركيين باننا موافقون على تلك الدراسة، وتم الاتفاق على تغطية الدول الاتية: كينيا، اوغندا، تنزانيا، اثيوبيا، موريشوس زامبيا، نيجيريا، غانا، الكونغو كينشاسا، ساحل العاج، السنغال وليبيريا. تم تبادل الاوراق مع الاميركيين ويقضي التصور القائم الان باجراء النقاش حولها بين مسؤولي الخارجية البريطانية وويتمان من الخارجية الاميركية، بالاضافة الى ممثل من السفارة الاميركية في لندن، وغالبا ما يكون جوليوس ووكر وذلك في يومي 27 و28 ابريل.

3 ـ كتب الوزير روجرز لك حول هذا الموضوع، وارفق لك مسودة للرد عليه.

ادارة شرق افريقيا (توقيع بخط اليد)

* وثيقة رقم: 72A

* التاريخ: 14 ابريل 1971

* الى: لي توكيو.

1 ـ قرأت الآن الاوراق الاميركية حول القيادة في افريقيا، تبدو لي انها مواكبة الى حد كبير لاوراقنا. وهناك اختلافات محددة يكون من المفيد طرحها باختصار لتكون نقاطا للتغطية خلال المناقشات.. وهناك ايضا بعض النقاط التي قد يكون من المفيد اخذ اراء حولها من رؤسائنا. وعلى سبيل المثال فان اميركا تفضل المنافسة المفتوحة في الكونغو في حال سقوط موبوتو.

2 ـ هذه هي النقاط التي اثارت انتباهي:

أ ـ هناك خط عام مطروح وسائـد في هذه الاوراق يقول ان من الخطأ للغرب ان يربط نفسه بأي قائد مستقبلي محدد، وبنفس القدر بأي قائد حالي في السلطة، لان استحسان الغرب، او ميله نحو هذا او ذاك يقترب من «قبلة الموت»، وبقدر ما يتعلق الامر بقائد مستقبلي، فمن السهل جدا ان يكون ذلك الحكم خاطئا. وفي الاوراق اشارة حملت نقدا لنا في كينيا لاننا ركزنا كثيرا على قبيلة الكيكوي.

ب ـ لا يوجد اعتقاد بأن موظفي الخدمة المدنية والتكنوقراط في أي من تلك الدول يمكن ان يصبحوا قوة سياسية اساسية، ومع ذلك، فقد اقترحت اوراق كثيرة انهم يستحقون الرعاية والاهتمام لما يمكن ان يولدوه او يحملوه من تأثير. ويمكن اعتبار آراء مؤسسة اريل متسقة، ومقبولة، لجهة وضع الاعتبار للجيل التالي من القادة الكبار للخدمة المدنية.

ومن المثير للنظر ان الاوراق الاميركية حول نيجيريا تقيم وزنا ضئيلا لتأثير قادة الخدمة المدنية هناك، فيما نقيم له نحن وزنا كبيرا.

ج ـ اثارت اوراقنا حول زامبيا نقطة مهمة تقول ان من الاسهل الوصول لارضية مشتركة او اتفاق مع الزامبيين خارج بلادهم. قد نناقش هذه النقطة على خلفية المدى الذي يمكن ان نعتبره بها لملاحظة عامة او الطريق الذي ستوصلنا له. واتساءل هنا، هل هو امر حسن، وانا من المعتقدين بحسنه، ان ندعو قادة المستقبل لزيارات؟ وهذا امر آخر. غالبا ما يكون الافضل فيه ان يتم بطريق غير مباشر عبر مؤسسة اريل.

د ـ هناك تقليل للدور الاساسي الذي تلعبه القوات المسلحة والى مدى اقل قوات الشرطة. ارغب في الحصول على تنوير ملخص من وزارة الدفاع حول ما نقوم به حاضرا في مجال التدريب في هذه البلاد وما هي الاحتمالات القائمة تجاه المزيد. وهل يمكن اعتبار هذا حفلا او مجالا اخر، يكون فيه من الافضل تنفيذ تلك الصلات التبادلية بعيدا عن علم الدولة المعنية؟

هـ ـ اوراقنا تفوقت كثيرا على الاوراق الاميركية فيما يخص قضية تعليم اللغة الانجليزية. ارغب في الحصول على تنوير ملخص من ادارة العلاقات الثقافية حول الاحتمالات المستقبلية في هذا المجال.

3 ـ قد ترغب في وضع هذه الملاحظات غير الرسمية في الاعتبار وانت تطالع دراسة اللجنة التي تحملها الاوراق التي بين يديك.

اتش. سميدلي

* تنبؤ بالحرب الأهلية في الكونغو استأثرت الكونغو كينشاسا (زائير لاحقا) برئاسة الجنرال موبوتو سيسي سيكو ومعها اوغندا برئاسة الجنرال عيدي امين بحصة الاسد في الملف رقم Fco31/744 المخصص للقيادات الافريقية.

وتقول الوثائق عن الكونغو ان نتائج اي رحيل مفاجئ لموبوتو ستكون مأساوية على البلاد ومن الصعب التنبؤ بالعواقب (رحيل موبوتو في 1997 ومجيء خلفه الراحل كابيلا الاب ادخلا البلاد فى حرب اهلية انفجرت في اغسطس 1998 وراح ضحيتها اكثر من 200 الف شخص وجرت اليها خمس دول افريقية دخلتها بجيوشها فيماعرف بحرب افريقيا العالمية الاولى، والدول هي اوغندا ورواندا الى جانب التمرد وزيمبابوي وانغولا ونامبيا الى جانب شرعية كابيلا.. «الشرق الاوسط»).

والاشارة هنا الى ان تنبؤ الوثيقة قد حدث.

اما عن اوغندا، فلم تستبعد الوثيقة ان يتم اغتيال الجنرال امين (ازاحه ابوتي عن السلطة بتدخل من الجيش التنزاني «الشرق الاوسط») وان كانت الوثيقة قد قللت من الاحتمال اعتمادا على شعبية امين خاصة في اوساط اوغندا وقالت ان قاتل امين، على الاقل في تلك الاوساط القبلية سيتم تمزيقه اربا اربا.

وتقول الوثيقة حول الدور المنتظر من الغرب انه على الدول الغربية الاستمرار في تمكين اوغندا من ابتعاث وتدريب اكبر قدر من المعلمين، وفي المقابل، تزويدها باكبر قدر تحتاجه من المعلمين الاجانب، وتعترف الوثيقة بأن على بريطانيا ان تتحمل العبء الاكبر لمثل هذا البرنامج، وخاصة في تدريب كوادرها العسكرية.

=