الحريري: الاستقرار النقدي من ثوابت حكومتي وتسييل التغطية الذهبية لعملتنا غير وارد

TT

تبادل رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري والامير الوليد بن طلال بن عبد العزيز التحيات خلال حوار اجراه معه المشاركون في مؤتمر الاستثمار واسواق رأس المال مساء امس في فندق «فينيسيا انتركونتيننتال» وذلك في اشارة الى تحسن العلاقات بينهما بعدما شهدت في الآونة الاخيرة بعض الفتور نتيجة الانتقادات التي وجهها الامير الوليد للسياسة الاقتصادية والمالية للحكومة اللبنانية.

فقد وقف احد المشاركين في المؤتمر معرفا عن نفسه انه مسؤول في احدى الشركات التي يملكها الوليد بن طلال وتوجه اليه ناقلا له تحية الامير الوليد وسأله هل انه يضمن عدم حصول خفض مفاجئ لسعر صرف الليرة اللبنانية، فرد الحريري قائلا ان الاستقرار النقدي في لبنان هو من ثوابت الحكومة اللبنانية ولا توجد اي فكرة على الاطلاق لمراجعة سياسة الحكومة في هذا الشأن.

وطلب الحريري من سائله نقل تحياته الى الامير الوليد.

وسئل الحريري أليس من الافضل استثمار الذهب بدل تحزينه دون اي عوائد او فوائد منه، فرد قائلا: «من الناحية الرقمية والحسابية يمكن تسييل الذهب والاستفادة من عائدات تقارب 300 مليون دولار سنويا. لكن واقع الامر هنا ان جميع اللبنانيين اتفقوا على اهمية العامل النفسي لوجود الذهب. وقد ازداد هذا العامل اهمية بعد ارتفاع اسعار الدين العام ولا يمكن الآن التطرق الى هذا الموضوع حيث سيشاع ان الدولة وصلت الى حد بيع اغلى ممتلكاتها من الناحية المعنوية».

وأكد الحريري اهمية تسهيل التبادل التجاري العربي والغاء جميع لوائح الاستثناءات الحمائية للسلع، مقترحا ان تكون البداية «تخصيص كوتا رقمية للتبادل التجاري بحيث تتم من خلالها عمليات التصدير والاستيراد بين الدول العربية ضمن سقف هذه الكوتا ولانها ضمن البلد الواحد». واعطى مثالا على ذلك لبنان «الذي يستورد سنويا ما قيمته نحو 7 مليارات دولار لا تتجاوز السلع العربية منها 250 مليون دولار اذا ما تم استثناء الفاتورة النفطية». وقال «ان مجموع التبادل التجاري العربي حاليا هو في حدود 8 في المائة من مجمل التجارة العربية بما في ذلك النفط، وهذا دليل واضح جدا على المستوى المتدني للعلاقات الاقتصادية بين الدول العربية، وهذا ما نحاول معالجته مع الاشقاء العرب منذ سنوات خصوصا ان العلاقات السياسية القائمة جيدة وتتقدم باستمرار».