المرشح ضد عرفات يرفض الحديث عنه خوفا من الاعتقال

TT

لا يستطيع الاستاذ الجامعي عبد الستار قاسم ـ الذي يعتقد ان ياسر عرفات امر بقتله عام 1995 ـ إخفاء انتقاداته لرئيس السلطة الفلسطينية. ويقول، وهواستاذ للعلوم السياسية في جامعة النجاح في نابلس، انه لا يود الحديث عن عرفات لأنه كلما فعل ذلك ينتهي الامر به في السجن.

وكان قاسم قد اعلن الاسبوع الماضي ما لم يكن متوقعا عندما اكد اعتزامه خوض انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية في مواجهة عرفات الذي كان قد اعلن ان هذه الانتخابات ستجري خلال ستة اشهر. ويقول قاسم، الذي تعرض للحبس ثلاث مرات من جانب الشرطة الفلسطينية، ان قبول مسؤولية الحكم تقتضي تقديم الاستقالة في حالة استشراء الفساد، مطالبا باستقالة عرفات من رئاسة السلطة الفلسطينية، اذ يعتبر ذلك نوعا من الجرأة في الضفة الغربية.

وتعتبر مطالب قاسم اشارة واضحة على ان الشارع الفلسطيني لا يعتقد بالضرورة ان عرفات هو الذي يمكن ان يحرره من الفساد الداخلي والاحتلال الاسرائيلي رغم وعود الاصلاح التي تحدث عنها في الآونة الاخيرة. وفي ما يبدو بعض نواب عرفات انهم اعدوا انفسهم لصراع على خلافته، فإن القيادات الاقل مرتبة، والتي ظلت تسعى على مدى سنوات لاجراء اصلاحات، تعتقد ان مساعدي عرفات ليسوا اقل منه فسادا وان الشعب الفلسطيني سيرفضهم. ومن جانبه يعتقد تيسير نصر الله، العضو البارز في حركة «فتح»، ان من هم في حاجة حقيقية الى الاصلاحات هم الذين يطالبون بها في الوقت الراهن بسبب المطالب الاسرائيلية والاميركية دون تحديد تغيير حقيقي في مواقفهم. ورغم الشكوك في احتمالات اجراء اصلاحات حقيقية، يشعر بعض الفلسطينيين، مثل قاسم، باحتمال حدوث انفتاح باتجاه اجراء مراجعة جذرية وشاملة، ويعتقدون ان فرص الوصول الى رئاسة السلطة الفلسطينية كبيرة ولكن فقط في ظل سيادة الديمقراطية والحريات، على حد تعليقه. ولا يبدو ان قاسم من نوع القادة الفلسطينيين الذين يفكر فيهم رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون والرئيس الاميركي جورج بوش، اذ ليس من المتوقع ان يقبل بسلام على اساس الشروط الاسرائيلية، فحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة امر لا مساومة عليه بالنسبة لقاسم، كما انه لمح الى تأييده للهجمات الانتحارية، اذ انه يرى ان هذه الهجمات تحدث كرد فعل للعدوان الاسرائيلي، مؤكدا ان «شعوبا كثيرة حصلت على حريتها بالرد على الاحتلال باستخدام القوة».

ويعكس الاستياء في اوساط الشارع الفلسطيني استطلاع للرأي اجري الاسبوع الماضي بواسطة «المركز الفلسطيني للسياسة وابحاث الاستطلاعات» وتشير نتائجه الى ان 95 في المائة ممن استطلعت اراؤهم يؤيدون اقالة كل وزراء السلطة. كما تشير نتائج نفس الاستطلاع الى ان شعبية عرفات لا تزيد في الوقت الراهن عن 35 في المائة. وتشير نتائج اخرى للاستطلاع الى ان خلافة عرفات من احد من مساعديه لن ترضي غالبية الفلسطينيين.

ويعتقد قاسم ان تحول السلطة الفلسطينية الى ديمقراطية بصورة مفاجئة عملية تحتاج الى معجزة، ويبدو انه توصل الى هذه النتيجة من واقع تجربته الشخصية عندما تعرض الى اطلاق النار بسبب نشره مقالا انتقد فيه عرفات عام 1995، كما انه سجن مع عشرين فلسطينيا قبل عام بسبب توقيعهم على عريضة تطالب بانهاء الفساد في السلطة الفلسطينية. وكان من ضمن مجموعة الموقعين على العريضة حسام خضر، المعروف بانتقاده المستمر لعرفات. ويقول خضر ان بقاء عرفات في رئاسة السلطة هو اكثر الامور اهمية بالنسبة اليه، فقد «كسب كل المعارك عل المستوى الشخصي وخسر الشعب الفلسطيني كل الحروب تحت قيادته»، على حد قوله.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»