فدائي فلسطيني آخر يفجر نفسه أمام مجمع تجاري إسرائيلي في بتاح تكفا

مقتل طفلة وامرأة وجرح حوالي 30 والسلطة الفلسطينية تستنكر العملية

TT

في الوقت الذي كانت فيه قوات الاحتلال الاسرائيلي تمارس عملياتها الحربية في عدة مناطق فلسطينية، وتعلن انها ستبقى في بيت لحم عدة ايام لاعتقال عناصر تنوي تنفيذ عمليات داخل اسرائيل، قام فدائي فلسطيني من كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة «فتح» بتفجير نفسه امام مجمع تجاري في مدينة بتاح تكفا شمال شرقي تل ابيب، واسفر الانفجار عن مقتل طفلة عمرها سنتان وامرأة مسنة وجرح حوالي 30 اسرائيليا، جراح خمسة منهم قاسية.

وقد وقعت العملية في السابعة الا ربعا من مساء امس، عندما وصل الفدائي الى المجمع القائم في حي أم هموشافوت (ام المستوطنات). وحاول الدخول الى احد حوانيت الحلويات الغربية، فمنعه الحارس من الدخول، ففجر نفسه على المدخل، في منطقة مفتوحة. ولأن العملية تمت في المنطقة المفتوحة والمجمع التجاري صغير (معظم حوانيته مغلقة بسبب فتح مجمع تجاري جديد ضخم في المنطقة)، جاء عدد الاصابات قليلا نسبيا. لكن المسامير الفولاذية في الحزام المفخخ الذي انفجر على جسد الفدائي، تطايرت الى مسافات بعيدة واصابت مواطنين تواجدوا في ساحات المجمع.

وقال قائد شرطة المنطقة، العقيد موشيه فرنكو، ان قواته اغلقت المدينة وتبحث عن شخص آخر شوهد وهو ينزل الفدائي في المكان. واضاف ان الفدائي فاجأ الشرطة، اذ لم تكن هناك اية انذارات بوجود عملية كهذه في هذه البلدة.

ووصل الى مكان العملية وزير الامن الداخلي، عوزي لانداو، وقال انه سيقترح على رئيس الحكومة، ارييل شارون، ان يشن حربا مدمرة على كل السلطة الفلسطينية واذرعها الامنية والتنظيمات الفلسطينية الاخرى «فكلهم ارهابيون. ولا يمكن التخلص من عملياتهم الارهابية باقامة جدار فاصل او بعمليات صغيرة متواضعة كما هو الحال اليوم، ولا بد من تحطيم البنى التحتية بالكامل».

واصدرت وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» بيانا ادانت فيه هذه العملية. وقالت انها عملية ضارة لمصالح الشعب الفلسطيني، والذين يقفون وراءها يتمردون على القيادة التي اعلنت رفضها لهذه العمليات. واكدت ان السلطة الفلسطينية ستواصل اجراءاتها لمنع مثل هذه العمليات بكل قوتها.

ولكن الحكومة الاسرائيلية لم تقتنع بهذا الموقف، واعلنت انها ترى في السلطة الفلسطينية المسؤول الاول عن هذه العملية وغيرها. ودعا شارون قادة اجهزته الامنية ووزراء الطاقم الامني (الخارجية والدفاع والامن الداخلي). ومع ان الاجهزة الامنية اكدت انها تصدق بأن السلطة الفلسطينية لا تقف وراء هذه العمليات، الا انها قالت انها لا تقوم بالجهد اللازم لوقفها. فيما قالت مصادر مقربة من رئيس الحكومة ان هذه العملية تدفع اسرائيل دفعا للقيام بعملية رد كبرى.