عضو مجلس وطني فلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: اليهود استولوا على 80% من القدس الشرقية والمسجد الأقصى معرض للانهيار

TT

وصف موفق عبد الرحمن عضو المجلس الوطني الفلسطيني المقيم في منطقة القدس اوضاع سكان المدينة المقدسة الاصليين تحت الاحتلال بأنها باتت تشبه اوضاع الاقليات في المناطق المحتلة عام 1948، مؤكدا ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تعامل المقدسيين بتمييز عنصري واضح.

وقال عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» في عمان ان القدس أصبحت مدينة شبه مفرغة من سكانها الاصليين وإنه بات ممنوعا على سكان القرى المحيطة بها الدخول اليها سواء للتسوق أو لصلاة الجمعة، وذلك بهدف قطع صلاتهم وروابطهم العميقة. واضاف ان من يتمكن من الدخول اليها يعاني من العذاب الشديد.

وأكد عبد الرحمن ان اليهود اصبحوا يسيطرون على 80% من المدينة المقدسة وهم من عتاة المتطرفين واكثرهم عداء للعرب والمسلمين، موضحا ان ذلك ينعكس سلبا على من تبقى من أبناء القدس الذين يتعرضون لشتى انواع الحصار الاقتصادي، واذ يفرضون عليهم حزمة كبيرة من الضرائب التي لا توازي دخولهم وذلك لاجبارهم على التخلي عن ممتلكاتهم.

وكشف عبد الرحمن عن قيام وزارة الداخلية الاسرائيلية بمنح عشر جنسيات اسرائيلية يوميا للمقدسيين وذلك للتمكين من الاستيلاء على ممتلكاتهم بعد وفاتهم عكس الهويات التي لا تمكنهم من ذلك، مضيفا ان القنصلية الاميركية القريبة من الوزارة تفتح ابوابها على مصاريعها للراغبين بالحصول على تأشيرات للهجرة وان المعاملة لا تستغرق اكثر من ساعتين وانه تتم مصادرة الهويات الاسرائيلية في مطار بن غورين لمنع الراغبين بالعودة إلى القدس.

من جهة أخرى اكد عبد الرحمن ان السلطات الاسرائيلية تعمل على اغراق المدينة المقدسة بالمخدرات وانها توزعها على مروجيها مجانا، كما ان تعاطيها يتم علنا أمام أفراد الشرطة الاسرائيلية الذين لا يحركون ساكنا، مشيرا إلى ان الشباب المقدسي كاد ان ينسى لغته الأم لانه لم يتبق من تعامله باللغة العربية سوى 20%.

وقال ان المسجد الاقصى اضحى شبه فارغ من المصلين الذين كان يبلغ تعدادهم أيام الجمع العادية 60 الفا، فيما يؤمه هذه الايام مئات فقط بسبب إجراءات المنع والحصار الاسرائيلية.

وردا على سؤال حول حجر الهيكل اوضح عبد الرحمن ان ما قام به الاسرائيليون مؤخرا من استعراض لنقل هذا الحجر فوق شاحنة طولها 20 مترا، لم يكن سوى ملهاة للشعب الفلسطيني لمواصلة الحفريات تحت المسجد الاقصى، مؤكدا انه عاين بنفسه قبل أيام شقوقا في جميع واجهات المسجد ما عدا الامامية، مؤكدا ان هذه الشقوق تتسع يوما بعد يوم وبالتالي فإن المسجد الاقصى اصبح معرضا للانهيار بفعل تأثير أي هزة بسيطة مفتعلة.

وقال ان الحفريات مستمرة تحت المسجد وان المعركة الاهم والاخطر ستكون في القدس، مضيفا ان الهدف الأكبر من الاجتياح هو تمرير مخططات الاسرائيليين في القدس.

وكشف عبد الرحمن النقاب عن خطة اسرائيلية تهدف لنزع الصيغة الفلسطينية عن المؤسسات القائمة في القدس، وان بعض الفضائيات العربية تكرس هذا المفهوم، موضحا ان بيت الشرق اصبح اسمه الجديد «بيت القدس».

وفي ما يتعلق بالدعوة الحالية للاصلاح اوضح عضو المجلس الوطني الفلسطيني ان الفساد موجود في كل دول العالم ومع هذا فإن التركيز حاليا يتم على الساحة الفلسطينية التي ما زالت تعيش تحت الاحتلال.

وطالب عضو المجلس الوطني باعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية واعتبارها مرجعية لكل المؤسسات الفلسطينية وقال انه لا بديل عنها إلا قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. ودعا الى اعتبار السلطة اهم مؤسسات المنظمة وهي مرحلة مهمة من مراحل النضال الفلسطيني.

وطالب بتطوير موقف وطني فلسطيني افضل من خلال حوار وطني واقعي والخروج بصيغة وحدوية تنتهي بتغليب تمسك الشعب الفلسطيني بثوابته غير القابلة للتأويل، وكذلك تطوير وتعميق العلاقة مع الاشقاء العرب والاصدقاء في العالم واعادة ترتيب البيت الفلسطيني قبل الدخول في أي مرحلة جديدة.

واختتم بالتأكيد على ضرورة معاقبة العملاء والمتعاونين مع سلطات الاحتلال والاهتمام بقضايا الاسرى والمعتقلين قبل العودة إلى المفاوضات.