رئيس لجنة السلطات المحلية لفلسطينيي 48: نشعر بالخطر من الأفكار المتطرفة في المجتمع الإسرائيلي

TT

قال محمد زيدان، رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية لفلسطينيي 1948 في اسرائيل «اننا نسعى في الداخل الى ان ينال الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره ،واقامة دولته المستقلة.ونحن جزء من الشعب الفلسطيني نتأثر بما يحدث على الساحة الفلسطينية بشكل مباشر».

واكد زيدان في تصريحات للصحافيين ان الموقف من الصراع العربي ـ الاسرائيلي قائم على السعي نحو السلام ولكن لا يمكن ان يكون هناك سلام الا باقامة الدولة الفلسطينية.

وعبر زيدان عن تقدير فلسطينيي 48 للاردن لفتح المجال امامهم وتيسير عدد من شؤونهم الحياتية لأنهم جزء من امتهم العربية، مشيرا الى قرار الملك الراحل الحسين بن طلال بفتح الجامعات الاردنية امام طلبتهم مناشدا الدول العربية الاخرى الى التعامل معهم على هذا الاساس وقال زيدان «نريد ان نشعر بدفء عربي عندما نلتقي بإخوتنا العرب، فنحن اليوم نشعر بأننا نرزح تحت كابوس وضغط مزدوج . ففي اسرائيل يعتبروننا طابورا خامسا ومن ناحية اخرى نعتبر من قبل بعض الاخوة العرب جزءا من دولة اسرائيل ونحن نغتنم لقاءاتنا مع الاخوة العرب لاقناعهم اننا ما زلنا نشعر بامتدادنا العربي».

وبشأن التحديات الفلسطينية لمرحلة الانتخابات الاسرائيلية المقبلة، قال زيدان ان اعضاء الكنيست العرب سيواجهون مأزقا حقيقيا اذا لم يظهروا امام الناخب العربي بشكل موحد، ويعلنوا دعمهم لمصالح الجماهير العربية وخدمتها وعكس مواقفها. مشيرا الى انه في حال تفرق المرشحين العرب وعدم انسجامهم فان الاصوات العربية ستتشتت ويعزف آخرون عن التصويت، ولكن الصوت العربي لن يذهب للاحزاب الاسرائيلية لان هناك اليوم حسا قوميا عربيا يسود الشارع الفلسطيني في اسرائيل.

وقال «اننا جزء من الامة العربية ، ونحن بحاجة الى رعايتها ودعمها المعنوي فهذا العمل انساني ووطني وقومي وسياسي وديني. فنحن انقطعنا مدة طويلة عن امتنا العربية ونتشوق لان تفتح الامة العربية لنا ابوابها».

واكد «ان الهم الاساسي الذي نواجهه هو قضية مصادرة الاراضي». مشيرا الى ان الصراع الفلسطيني العربي مع اسرائيل هوصراع على الارض و«كتب علينا البقاء على ارضنا، ونحن نعلم ان معاركنا في الداخل ليست الميزانيات فقط، مع اهميتها لتطوير الخدمات ، ولكن الاهم هي مشكلة الارض».

وقال زيدان «اننا نحاول ايصال رسالة لليهود بان ما يقوم به الجيش الاسرائيلي هو احتلال ، والاحتلال لن يجلب الا الدمار والقتل».

وحول الخدمات المقدمة للوسط الفلسطيني، قال ان الميزانيات المخصصة للفلسطينيين ضئيلة اذا ما قورنت بالمخصصات للمناطق اليهودية مشيرا الى ان اسرائيل كانت تخصص في الماضي لكل تجمع عربي يزيد عن 10 الاف نسمة، 100 الف دولار فيما حصة التجمع اليهودي مليون دولار.

وقال «تغيرت هذه الحصص اليوم وحققنا تطورا في هذا المجال، ولكن في ميزانيات البنية التحتية ما زال الفرق كبيرا بين التجمعات العربية واليهودية ،فنحن بعيدون عن المساواة في نواحي الخدمات المحلية».

وذكر زيدان ان عام 1973 يعتبر مرحلة مهمة وحاسمة لفلسطينيي 1948، اذ تم فيها انتخاب مجموعة من الشباب الذين تولوا رئاسة السلطات المحلية و«بدأنا البحث في كيفية الاستفادة من القوانين الاسرائيلية لصالح الفلسطينيين في الداخل. وانشأنا تنظيما لتوحيد صوتنا حتى تتعامل معنا اسرائيل كمجموعة واحدة وليس كافراد واقمنا لجانا محلية بداناها في منطقة الجليل ثم اخرى في المثلث».

وحول الاليات التي تقوم بها اللجنة لاقناع المجتمع اليهودي بعدالة النضال الفلسطيني، قال زيدان «كان هناك نقاش وقنوات بيننا وبين اليهود قبل وصول ارييل شارون الى السلطة حول سبل حل الصراع. ولكن بعد ذلك بدأت هذه القنوات تغلق، وبدأ صوت اليسار اليهودي يتلاشى، والتيار الوسطي اخذ يميل الى اليمين المتطرف فأصبح المجتمع الاسرائيلي يميل للتطرف، واليوم همنا ان ندافع عن وجودنا داخل اسرائيل لانه اصبح في خطر في ظل سيطرة الافكار المتطرفة داخل المجتمع الاسرائيلي.

وأضاف زيدان انه كانت هناك نقاط اتصال عن طريق الاحزاب العربية مع الاحزاب الاسرائيلية اليسارية، وانشاء معاهد مشتركة، ومحاولة اقتحام الاعلام الاسرائيلي. مشيرا الى ان من بين المفارقات ان احد الذين ساهموا بشكل فعال في عقد هذه اللقاءات ومحاولة اقناع الشعب اليهودي بضرورة اقامة الدولة الفلسطينية هو «دوغ شنغرودر»، الذي قتل في احدى العمليات الفدائية.

وقال زيدان ان تعامل الاسرائيليين مع القضية الفلسطينية مليء بالشك والحذر، ذلك أن الاحداث الاخيرة ( العمليات الفدائية ) كان لها تأثير سلبي على الشارع الاسرائيلي، واعطت رغبة في الانتقام من الفلسطينيين، واعطت الحكومات الاسرائيلية المبررات لقمعهم.