بلخادم: صفقة الأسلحة الجديدة بين الجزائر وروسيا لا تعكس نوايا عدوانية

TT

أكد وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم، أمس، أن بلده ليس لديه «أية حجة ولا أي مسوغ ليظن أن العاهل المغربي الملك محمد السادس لن يحضر قمة اتحاد المغرب العربي» المقررة في الجزائر يومي 21 و22 يونيو (حزيران) القادم. ونفى أن تكون لدى الجزائر أية نية عدوانية من وراء سعيها لاقتناء أسلحة جديدة. وأوضح بلخادم، في مؤتمر صحافي عقده بالمركز الدولي للصحافة بالعاصمة، أن قرار عقد قمة قادة بلدان الاتحاد المغاربي وتاريخ انعقادها كان بالاتفاق مع كل الأطراف، وهذا مبرر كاف، في نظره، لحضور كل قادة دول المغرب العربي.

واضاف «خصوصا أن هذه القمة تأتي بعد سنوات طويلة من الجمود، وتوجد ارادة سياسية مشتركة في أن تكون قمة الجزائر انطلاقة لمرحلة جديدة». وذكر بلخادم ان بلاده مقتنعة أن «إعادة بعث الفضاء المغاربي يهم كل الأعضاء بدون استثناء». وأضاف الوزير أنه لقي تطمينات، ولمس هذه الإرادة لدى الملك محمد السادس عندما سلمه، قبل أيام، دعوة من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لحضور القمة. كما أشار إلى أنه سيتوجه اليوم إلى تونس وغدا إلى طرابلس لتسليم الدعوة إلى زين العابدين بن علي ومعمر القذافي لحضور القمة. وجدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية موقف بلده بخصوص قضية الصحراء الغربية، موضحا أن هذه المسألة «لا علاقة لها بمسار بعث اتحاد المغرب العربي، ولا يمكن أن تعرقله»، مشيرا إلى أن الأطراف المعنية، ويقصد الجزائر والمغرب، سبق لهما أن اتفق، عند التوقيع على اتفاقية مراكش، على ترك القضية تجد حلها في إطار الشرعية الدولية وتحت مظلة الأمم المتحدة. وأضاف أن هذا النزاع حول الصحراء كان سابقا لتأسيس اتحاد المغرب العربي، و«من التناقض القول الآن إن هذه القضية من شأنها أن تشل عمل الاتحاد أو تشكل عقبة أمامه». وبخصوص الضجة التي أثارتها بعض وسائل الإعلام بسبب زيارة قائد أركان الجيش الجزائري الجنرال محمد العمّاري إلى روسيا قبل أيام لعقد صفقة أسلحة جديدة، شدد بلخادم على أن الجزائر مثلها مثل أي بلد أو جيش في العالم يسعى إلى تطوير ترسانته العسكرية. وأوضح أنه من الطبيعي أن يعمل الجيش الجزائري من أجل الاحتراف والدفاع عن الوطن.

وذكّر الوزير الجزائري بما قاله الجنرال العمّاري في موسكو من أن هذا التسلح لا يُقصد به على الإطلاق الإساءة أو الدخول في حرب ضد أي كان. وقال: «ليس في نيتنا لا معاداة ولا الدخول في حرب ضد هذا أو ذاك، إلا إذا تم المساس بوحدتنا الترابية». وذكر في هذا الصدد، «ان الجزائر عرفت ويلات الحرب ولن تدخل على الإطلاق في مجازفة مثل هذه». واستبعد بلخادم أن تناقش قمة الجزائر القادمة مسألة الحدود البرية المغلقة بين المغرب والجزائر منذ صيف عام 1994، مؤكدا أن هذه المسألة هي «قضية ثنائية بين البلدين، وهي مطروحة للنقاش في إطار المفاوضات الثنائية» التي شرع فيها منذ زيارة وزير الداخلية المغربي السابق أحمد الميداوي إلى الجزائر وتلتها زيارتان لوزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني إلى الرباط. وفي هذا الإطار أشار إلى أن وزير داخلية المغرب إدريس جطّو أخبره أنه «سيزور الجزائر مباشرة بعد الانتخابات البرلمانية (المقررة الخميس القادم في الجزائر) لمواصلة هذا الجهد.

من جهة أخرى، قدّر رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن مؤتمر السلام الدولي الذي دعت إليه المجموعة الدولية لإنهاء النزاع في الشرق الأوسط «لن يكون ذا فائدة إلا إذا أعيد النظر في مسار السلام على أساس الأرض مقابل السلام، وتقيدت جميع الأطراف بالمبادرة العربية المتفق عليها في قمة بيروت أخيرا». كما أشار إلى وجوب قيام المجموعة الدولية وراعيي مسار السلام، على الخصوص، بما سماه «الضغوط الضرورية على إسرائيل لحملها على الرضوخ للشرعية الدولية». =