المعمارية العراقية زهى حديد تصمم مبنى المتحف الوطني للفن في روما

مدن العالم تتعطش إلى ملامح الحضارة المعاصرة وعلى الأميركيين بناء شيء عظيم في نيويورك

TT

بدأت في روما اخيرا اعمال انشاء المبنى الجديد للمتحف الوطني للفن المعاصر الذي صممته المعمارية العراقية الأصل زهى حديد. ويوفر المبنى حيزا كبيرا لمختلف انواع الفنون، وسيشيد بكلفة 130 مليون يورو (120 مليون دولار) في الاطراف الشمالية لمركز روما التاريخي. ويأتي هذا الحدث الذي سيحول روما من عاصمة الأمجاد القديمة الى مدينة معاصرة لفنون القرن الحادي العشرين، بعد افتتاح اكبر منشأة موسيقية في ايطاليا الشهر الماضي صممها وفق احدث التقنيات الجديدة، المعماري الايطالي رنزو بيانو الذي اشتهر عالميا بتصميمه في السبعينات من القرن الماضي لمركز بومبيدو في باريس.

قلما يتمهل الزائر الى روما الذي يشاهد آثارها العريقة، للتمعن في معماريتها الحديثة. الا ان كل هذا سوف يتغير مع ظهور افكار معمارية جديدة، اذ تخطو روما حثيثا نحو القرن الحادي والعشرين بتنفيذ عدد من المشاريع التي ستحول واحدة من اقدم مدن العالم الى معبد للفن المعاصر والمعمار الحديث. وفي حديث لوكالة «رويترز» قالت زهى حديد ان «روما كانت مدينة تبدو متجمدة في الزمن، اي داخل الحضارة القديمة لها، وكانت خالية من الحضارة الحديثة. الا ان هذا يتغير اخيرا». وصممت زهى التي يهلل بعض المعماريين لأعمالها واصفين اياها بـ«المغنية الاولى» في المعمار، عددا من المنشآت بينها مركز فني في سينسيناتي، وموقع للتزحلق في النمسا، ومركز علمي في المانيا، ومجمع حضري في سنغافورة وطريق جسر في ابوظبي. ووفق التصميم المعماري للمتحف فان المبنى الذي سينتهي العمل في انشائه بحلول عام 2005، سيبدو على شكل سلسلة من ممرات الطرق الملتوية المغطاة بالزجاج، توضع الواحدة منها فوق الاخرى. وتقول زهى حديد عنها «انها امتداد او توصيلة عصرية من عدة طبقات، لما تعنيه المدينة. وآمل ان يكون (التصميم) مثل الحجر الذي يلقى في البركة، مؤديا الى تموجات لكل المنطقة المحيطة».

واضافت زهى ان مدنا كثيرة تتعطش الى ادخال ملامح الحضارة المعاصرة «فالناس يرغبون في الحصول على تجارب وافكار عن الفن. ولم تعد قاعات الفنون والمكتبات ودور الاوبرا قلاعا بعد الآن. ان عليها ان تفتح ابوابها لكل انسان».

ورغم سكنها في لندن فان زهى حديد تتجول كثيرا، وكانت في نيويورك يوم 11 سبتمبر (ايلول) الماضي الذي شهد وقوع العمليات الانتحارية. وقد اهتزت مشاعرها بتدمير برجي مبنى التجارة العالمي وهي تقول «كان البرجان يصدان الكثير من الضياء، الا انهما كانا يوازنان خط الافق فوق نيويورك. كانا جميلين».

الا ان المعمارية التي تحمل الجنسية البريطانية، قالت انها تتخوف من ان يتسرع الاميركيون في انشاء مبنى ما بدلا منهما، وتضيف «من المهم جدا لأميركا ونيويورك عمل شيء عظيم ما هناك. الا انني اتخوف من ان الاميركيين قد يفقدون فرصتهم السانحة، اما بأن لا يفعلوا شيء، او ببناء شيء ما بسرعة». وكانت المعمارية العراقية قد ولدت في بغداد عام 1950 واكملت تعليمها في العراق وسويسرا ولبنان قبل ان تسكن العاصمة البريطانية عام 1972 وتركز اهتمامها على المعمار.

=