مشرف:باكستان لن تكون البادئة بالحرب لكن سترد بشكل «ملائم»

القصف الهندي يوقع 6 قتلى باكستانيين.. والهند تعتقل 4 من مواطنيها بتهمة التجسس لإسلام آباد

TT

دعا الرئيس الباكستاني برويز مشرف، في كلمة الى الامة، امس، الى «الوحدة الوطنية» في «هذا المنعطف التاريخي» الذي تمر به باكستان، بسبب التوترات مع الهند. وقال مشرف «ان باكستان تمر بمرحلة صعبة جدا. نواجه وضعا خطيرا في ظل منعطف تاريخي». وأضاف مشرف «اعتقد ان الوحدة الوطنية ضرورة مباشرة في ظل هذه الاوضاع الخطرة. علينا جميعا ان نفكر بالوحدة الوطنية عبر الترفع عن مصالحنا الشخصية ومصالح الاحزاب». وتابع «اعتقد ان التشاور مهم جدا في الظروف الحالية»، داعيا الاحزاب السياسية التي رفضت الحوار حتى الآن الى التشاور في شأن التوتر مع الهند.

وجدد مشرف تأكيده بأن باكستان لا تريد الحرب مع الهند، لكنها مستعدة للرد بكل قوة وبشكل «ملائم» اذا تعرضت الى هجمات هندية. وتابع ان «خطر الحرب لم ينقشع بعد».

وتعهد الرئيس الباكستاني باجراء الانتخابات البرلماني بين السابع والحادي عشر من اكتوبر (تشرين الاول) المقبل. وقال «وعدي الى الامة ان تكون هذه الانتخابات نزيهة وشفافة وسوف ندعو كل الاجانب الذين يريدون مراقبتها».

وألقى الرئيس الباكستاني هذه الكلمة في وقت واصلت فيه القوات الباكستانية والهندية امس القصف على المناطق الحدودية في اقليم كشمير المتنازع عليه.

وأفادت المصادر الباكستانية الرسمية ان ستة اشخاص قتلوا واصيب 16 بجروح امس في القصف الهندي. كما اوضحت السلطات ان القصف استؤنف ايضا بعد فترة في الشمال على خط المراقبة الذي يفصل قطاعي كشمير، الهندي والباكستاني، فأصيبت امرأة بجروح في الجانب الباكستاني. وأوضح التلفزيون الباكستاني ان القصف الهندي بلغ قريتين في منطقة سيالكوت ومدينة في اقليم البنجاب القريب من كشمير الهندية. واضاف المصدر نفسه ان امرأة وشابة واربعة مدنيين آخرين قتلوا في القصف الذي ألحق اضرارا بـ17 منزلا. وتابع المصدر ان القوات الباكستانية ردت مستهدفة مواقع عسكرية هندية.

ومن جانبها افادت السلطات الهندية ان حارس حدود هندي قتل واصيب آخر بجروح باطلاق هاون باكستاني في قطاع راجوري في كشمير الليلة قبل الماضية. وأكد الهنود ما تحدثت عنه المصادر الباكستانية حول اصابة امرأة بجروح في القصف الهندي.

ويأتي هذا التصعيد العسكري بعد العملية الانتحارية التي اسفرت عن 35 قتيلا في 14 مايو (ايار) الجاري في جامو بكشمير الهندية، ونسبتها نيودلهي الى ناشطين تسللوا من باكستان.

ووسط هذا التوتر، اعلنت شرطة راجستان، في شمال غرب الهند، امس، اعتقال ثلاثة عسكريين ومدني بتهمة التجسس لحساب باكستان. وأوضح ارون كومار دوغار مساعد المدير العام للشرطة في مدينة جودبور ان الهنود الاربعة اعتقلوا للاشتباه في انهم باعوا «معلومات حساسة» لأحد الرعايا الباكستانيين المعروف باسم اصغر علي الذي اعتقل هو ايضا يوم السبت الماضي بتهمة التجسس.

وقال دوغار «ان التحقيق الذي نجريه يثبت ان الرجال الاربعة زودوا علي بمعلومات عن تحركات القوات الهندية». واضاف «حاولوا ايضا جمع ونقل معلومات حول مراكز الصواريخ الباليستية في الهند». وتعتبر صحراء راجستان المتاخمة للحدود مع باكستان، مع كشمير، واحدة من المناطق الاكثر تسلحا في الهند.

ولا تزال الجهود الدبلوماسية متواصلة بهدف حث البلدين على حل مشكلتهما بالتفاوض والحؤول دون دخولهما في حرب. وفي هذا الاطار، وصل نائب وزير الخارجية الروسي اناتولي سافونوف امس الى اسلام آباد لبحث اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاص باطلاق حوار بين الزعيمين الباكستاني والهندي مطلع الشهر المقبل. واقترح بوتين ان يقصد رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي والرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف الماتي في قازقستان لاجراء مباحثات على هامش مؤتمر دولي مرتقب بين 3 و5 يونيو (حزيران) المقبل.

ومن جانبه دعا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس الرئيس الباكستاني الى وضع حد لعمليات توغل الناشطين في كشمير. ووجه بلير هذه الدعوة في اتصال هاتفي استمر 15 دقيقة مع الرئيس مشرف، حسبما افاد المتحدث الحكومي البريطاني. ويتوقع ان يزور وزير الخارجية البريطاني جاك سترو هذا الاسبوع الهند ثم باكستان بهدف اقناعهما تفادي خيار الحرب وحل المشكلات القائمة بينهما عبر الحوار.

إلى ذلك، افادت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية امس ان باكستان تمكنت خلال السنوات الثلاث الماضية من التزود سرا بترسانة نووية اكبر بكثير مما ينقله بعض الخبراء. ونقلت الصحيفة عن البروفسور برويز هودبهوي استاذ الفيزياء النووية في جامعة قائد اعظم في اسلام آباد «ان العلماء الباكستانيين يعملون بشكل سري 24 ساعة على 24 منذ ثلاث سنوات لتسريع انتاج اليورانيوم ذي الاستخدام العسكري لصنع رؤوس نووية». وحسب البروفسور نفسه، هناك اشارات واضحة بان هذه الرؤوس النووية قد تم تركيبها على صواريخ باكستانية. وتابع العالم الباكستاني «نحن اليوم اقرب من اي وقت مضى من نزاع نووي مع الهند».

واعتبرت الصحيفة البريطانية ان اقوال برويز هودبهوي تدفع الى الاعتقاد بأن باكستان «يمكن ان تكون قادرة على صنع اكثر من ما بين ثلاثين وخمسين رأسا نووية» كما يعتقد الخبراء الغربيون اليوم. وتابعت الصحيفة ان «كل رأس نووية لها قوة القنبلة الذرية التي القيت على هيروشيما عام 1945». ونقلت الصحيفة ايضا انه «حسب بعض المعلومات فان الهند اخرجت رؤوسها النووية من مراكز التخزين لنصبها على الصواريخ».