«شاس» يعتذر عن تمرده ويعود إلى حظيرة شارون

TT

تراجع حزب اليهود الشرقيين المتدينين (شاس) عن تمرده، معتذرا عنه في رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون يتعهد فيها بالتصويت إلى جانب خطة الطوارئ الاقتصادية، والالتزام الصارم بقرارات الحكومة. وبهذا، فتح هذا الحزب الطريق أمام عودته إلى حظيرة شارون التي خرج منها قبل عشرة أيام. ومن المتوقع أن يؤدي وزراؤه القسم بالولاء في أول جلسة قادمة للكنيست الاثنين المقبل.

ويكون حزب «شاس» بهذا قد صمد فقط عشرة أيام خارج الحكومة. وأكد بالدليل القاطع الاتهام بأنه يخشى من إجراء انتخابات، يخشى فيها من فقدان المقاعد والامتيازات الكثيرة التي نجح في تحقيقها خلال وجوده في الحكومة. وبهذا يكون شارون أيضا قد تجاوز الأزمة الائتلافية الأولى خلال حكمه، بتحقيق مكسب شخصي (حيث أثبت أنه قائد حازم وصارم وقوي) وحزبي (حيث لم يرضخ «شاس» لحزب حاكم من قبل سوى لليكود تحت قيادة شارون) كبير جدا سيسعى لقطف ثماره في القريب.

يذكر أن «شاس» هو الحزب الثالث في إسرائيل (بعد العمل والليكود) وله 17 مقعدا في الكنيست. وحاول التمرد على شارون عندما صوت ضد خطة الطوارئ الاقتصادية وتسبب في إسقاطها قبل 10 أيام. وكانت خطة الطوارئ قد طرحت على جدول البحث بعد أن هددت المؤسسات الاقتصادية الدولية بتخفيض مكانة إسرائيل في سلم الاعتمادات المالية وبنزع الثقة باقتصادها، الأمر الذي أفزع المؤسسة الاقتصادية في إسرائيل، فهرعت إلى شارون تقول له إن هذه هي ساعته لإنقاذ الوضع وإثبات قدراته القيادية. فقام شارون، في الحال، بإقالة جميع وزراء شاس ونواب وزرائه (وحزبيين دينيين آخرين أيضا). وبفضل تصرفه الحازم حفظت مكانة إسرائيل في المؤسسات الاقتصادية العالمية.

ورفض شارون تقديم أي تنازل لصالح «شاس»، بل انه أذل قيادته السياسية والروحية بشكل لم يسبق له مثيل في الحلبة الإسرائيلية. وأجرى اتصالات لتوسيع ائتلافه من جهة، وراح يعد لخطة مع رئيس حزب العمل، بنيامين بن اليعزر، تهدف إلى التعاون بينهما من الآن وحتى سنة 2007، بحيث لا يتحالف أي منهما مع الأحزاب الدينية ضد الآخر ـ «أولا نقيم تحالف الوحدة القومية بيننا، وفي ما بعد ندعو الأحزاب الأخرى للانضمام»، حسب تعبير بن أليعزر.

إزاء ذلك كله، تراجع قادة «شاس». وأرسلوا لشارون كتاب خنوع كاملا يتعهدون فيه بكل ما اشترطه عليهم شارون. ولم يخف مساعدوه فرحتهم به وقالوا: «حاولوا في البداية استعراض العضلات وراحوا يهددوننا بنتنياهو، ولكنهم وصلوا إلى قناعة بأن شارون هو رئيس حكومة إسرائيل للدورتين القادمتين، وقرروا عدم المقامرة بنفوذهم والبقاء معه في الحكومة. وفعلوا ذلك بالضبط مثلما يريد شارون من خصومه: رضوخ كامل ومن دون أي مقابل».

وبعودة «شاس» يصبح ائتلاف شارون مسنودا إلى 77 نائبا في الكنيست (من مجموع 120)، ولكنه لا يكتفي بذلك، فهو يحاول الآن إعادة تحالف «يهدوت هتوراه» (من حزبي«اغودات يسرائيل» و«ديجيل هتوراه» المتدينين الاشكنازيين) وله 5 نواب، وحزب الاتحاد اليميني المتطرف (حزبا «موليدت» و«إسرائيل بيتنا»)، وله 7 نواب، بحيث يصبح ائتلافه مسنودا إلى أصوات 84 نائبا.