سراييفو ترجح وجود «أبو نضال التونسي» بالبوسنة والمصادر العربية تشير إلى أنه غادرها

TT

اكدت مصادر المقاتلين العرب في البوسنة ان «أبو نضال التونسي» المطلوب من قبل السلطات الايطالية التي تتهمه بالمشاركة في محاولة اغتيال بابا الفاتيكان سنة 1997 غير موجود في البوسنة حاليا، وانه غادر البوسنة بعد قضاء عقوبة بالسجن بمدينة زينتسا بوسط البوسنة مدتها سنتان بسبب حيازته متفجرات عثر عليها في منزله حسب ما اعلنته الشرطة في ذلك الوقت.

وكان رامو ماسليتشا وزير الداخلية البوسني قد اعلن امس ان صالح نضال «أبو نضال التونسي» تحت المراقبة الدقيقة للشرطة البوسنية وان الاوامر ستصدر بالقبض عليه اذا كانت هناك ادلة تدينه. وقالت مصادر المقاتلين العرب ان وزير الداخلية البوسني ربما وصلته معلومات عن شخص آخر لا يشبه «أبو نضال». وكانت ايطاليا قد طلبت رسميا من الحكومة البوسنية تسليمها مواطنا تونسيا آخر حاصلا على الجنسية البوسنية يدعى كمال بن علي كراي (ابو حمزة التونسي) يقضي عقوبة بالسجن مدتها سبع سنوات بعد ادانته بقتل مصري يدعى هشام ذياب ويلقب بـ«ابي الوليد». وقال التلفزيون الفيدرالي البوسني امس ان الطلب الايطالي وصل بالفعل الى المحكمة الفيدرالية بزينتسا (70 كيلومترا شمال غربي سراييفو) وذكر التلفزيون ان الحكومة الايطالية تأمل في تسلم كمال بن علي كراي قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الايطالي كارل ازيلي لسراييفو الشهر المقبل حيث سيوقع والوفد المرافق له مع المسؤولين البوسنيين جملة من الاتفاقات الثنائية في المجالات الثقافية والاقتصادية وغيرها. وكانت المحكمة الفيدرالية في زينتسا قد حكمت على كراي بسبع سنوات سجنا للاشتباه في كونه قاتل المصري هشام ذياب. وكانت اجهزة الامن المصرية قد ارسلت بيانات الى وزارة العدل البوسنية تفيد بأن المقتول انتحل اسم هشام ذياب الذي يعيش في صحة جيدة بمصر، وان الضحية استخدم اوراقاً ثبوتية مسروقة وبالتالي فهو مجهول الهوية. وجاء في الطلب الايطالي ان التونسي متهم بمحاولة اغتيال البابا. وقد تزامن الطلب الايطالي مع اتهامات جديدة لكراي بقتل كرواتيين يدعى الاول لوكا والثاني شرطي يدعى بيرو يازاريتش في 30 اغسطس (اب) 1997 بمنطقة ترافنيك وسط البوسنة. وقد نفى كراي اية صلة له بجرائم القتل المذكورة او بمحاولة اغتيال بابا الفاتيكان.

وقال في لقاء سابق مع «الشرق الأوسط» التي زارته في سجنه «انا مظلوم وضحية للا عدالة» وذكر انه في حاجة للمساعدة لان محاميه لا يقدر بمفرده على مواجهة القضاء. وعن الاتهامات الجديدة له بقتل كرواتيين في سنة 1997 قال «لم اسمع ابدا باسم بيرو او باسم الضحية الآخر»، كما نفى تعرضه للاستجواب بخصوص قضية محاولة اغتيال البابا وقال «لا يوجد اي دليل لكنهم لا ينتهون من تلفيق الاتهامات ضدي حتى لا اخرج من السجن». وتابع «آمل تسليمي لايطاليا وسأحمد الله على ذلك لان الايطاليين لا يملكون اي دليل ضدي ولم اقم بمخالفة القوانين الايطالية لما كنت هناك». وحول ما يقال عن تمويله عملية تسليح مجموعات من البوسنيين قال «هذا مجرد خيال وظن بدون دليل. جميع الذين سجنوا بسبب ما قيل عن هذا الامر اطلق سراحهم لعدم كفاية الادلة».

من جهته قال القاضي ملادن فيسيلياك، المسؤول عن ملف كراي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، ان المتهم لا يمكن تسليمه لايطاليا الا بعد تجريده من الجنسية البوسنية». وعن الاتفاقية الأمنية التي وقعت اخيرا بين ايطاليا والبوسنة والتي تقضي بتسليم المتهمين لدى الطرفين قال «يمكن للسلطات الايطالية ان تقدم الادلة التي تملكها ضد كمال بن علي كراي ويحاكم المتهم في البوسنة وليس ايطاليا». وعما اذا كانت هناك اتهامات محددة موجهة لكراي من قبل السلطات الايطالية، قال انه «متهم بمحاولة اغتيال بابا الفاتيكان في سبتمبر (ايلول) 1997 بمدينة بلوجي الايطالية» وكانت الحكومة الايطالية قد طلبت في وقت سابق من السلطات البوسنية تسليمها اثنين من المتهمين تقول انهما موجودان في البوسنة، هما صالح نضال وباسم سفر.

وكانت الحكومة البوسنية قد سلمت مصر اثنين من كوادر الجماعة الاسلامية المصرية هما ابو عماد المصري وصخر. كما سلمت متهمين جزائريين الى فرنسا، وستة جزائريين في ما يعرف بـ«المجموعة الجزائرية» الى الولايات المتحدة.