باكستان تهدد باستخدام الأسلحة النووية إذا هاجمتها الهند وواشنطن تستعد لإجلاء 64 الف أميركي من البلدين

TT

في اليوم الثاني لتوليه منصبه قال سفير باكستان لدى الامم المتحدة منير اكرم مساء اول من امس انه اذا تم استبعاد استخدام بلاده الاسلحة النووية في مواجهة هجوم تقليدي فان ذلك سيعطي الهند «رخصة لقتل الباكستانيين». وقال السفير اكرم الذي قدم اوراق اعتماده في الامم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي في مؤتمر صحافي ان باكستان لن تهاجم الهند اللهم الا اذا تعرضت لهجوم اولا، لكنها لم تعتنق قط مبدأ «الا تكون البادئ باستخدام الاسلحة النووية» في مواجة جارتها في جنوب آسيا.

واضاف: «نظرا لان القوات المسلحة للهند اكبر من قوات باكستان فان من يطلب من باكستان استبعاد استخدام الاسلحة النووية الا اذا استخدمت اولا ضدها فانه في الواقع يطلب القبول باستخدام القوات التقليدية للهند».

وارتفعت وتيرة الاتهامات ومعها بوادر نشوب حرب قد تكون طاحنة بين البلدين، الا انه رغم الحشود العسكرية على طول خط الحدود بينهما، وتبادل القصف المدفعى العنيف لا تزال هناك بارقة امل لاحتواء الوضع من خلال المساعي الدبلوماسية الدولية.

ووقعت مواجهات عسكرية بين الهند وباكستان عند حدودهما المشتركة منذ تعرض البرلمان الهندي في ديسمبر (كانون الاول) الماضي لهجوم دموي اتهمت نيودلهي بارتكابه جماعتين اصوليتين مقرهما باكستان تحاربان الحكم الهندي في جامو وكشمير. وعزز البلدان من وجودهما العسكري على الحدود وبخاصة فى اقليم كشمير المتنازع عليه والذي تسبب بحربين سابقتين من اصل ثلاث خاضها البلدان. كما استعرضا قواتهما العسكرية واسلحتهما المدمرة في رسالة الى الطرف الاخر بأنه الاقوى او انه قد لا يكون صيدا سهلا مهما كانت الظروف.

وامس قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف: «لن يقع نزاع (عسكري) بين الهند وباكستان الا اذا باشرته الهند». وسئل عن مخاطر نشوب نزاع وشيك بين البلدين فقال: «سنحاول تجنب النزاع». واضاف: «ان باكستان تريد العيش بسلام مع جميع جيرانها، بمن فيهم الهند». وقال، من جهة اخرى، انه يفكر في سحب بعض القوات الباكستانية من الحدود الافغانية لتعزيز الحدود الشرقية المتوترة مع الهند الا انه نفى تحريك اي قوات. واضاف: «نحن نفكر بجدية في تحريك بعض العناصر الى الشرق اذا استمر التوتر متصاعدا بهذا النحو.. لكن التحركات لم تبدأ بعد».

وفي وقت سابق (صباح امس) صرح مسؤول عسكري بان باكستان بدأت في سحب قوات من الحدود الافغانية التي كانت قد نشرت فيها الاف الجنود في اواخر العام الماضي لمساعدة القوات الاميركية في تعقب مقاتلي طالبان و«القاعدة».

وفي نيودلهي اعلن الناطق باسم الجيش الهندي الكولونيل سروتي كانت ان الهند «على اطلاع تام» بتحرك القوات الباكستانية نحو الحدود بين البلدين، وهي تراقب الوضع عن كثب. واضاف: «اننا على اطلاع تام على الوضع وعلى تحرك القوات الباكستانية من الرجال او المدرعات. اننا نسيطر سيطرة تامة على الوضع».

وفي الوقت نفسه الغى وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديس رحلة الى سنغافورة فيما ارجأ وزير الخارجية جاسوانت سينج في اللحظة الاخيرة لقاء كان متوقعا امس مع مبعوث ياباني بسبب الازمة مع باكستان. وقال مسؤول هندي في وزارة الخارجية ان اللقاء مع نائب وزير الخارجية الياباني سيكين سيوجيورا «ارجىء حتى يوم الجمعة (اليوم) «بعد ان استدعى رئيس الوزراء الوزير سينج. واوضح ان فاجبايي قرر عقد اجتماع مفاجئ في مقره امس حضره سينج وفرنانديس ووزير الداخلية لال كريشنا ادفاني.

من ناحية اخرى قالت صحيفة «يو.اس.ايه توداي» الاميركية امس ان الحكومة الاميركية تعد خططا لعملية اجلاء واسعة النطاق لنحو 64 الف اميركي من الهند وباكستان مع تزايد التوترات بين الجارين النوويين بشأن اقليم كشمير المتنازع عليه. واضافت: ان فريقا حكوميا اميركيا في الهند يعكف على اعداد خطة طوارئ لاجلاء نحو 1100 جندي من ثلاث قواعد في باكستان وما يصل الى 63 الف مواطن اميركي في البلدين.

ونقلت عن مسؤول لم تفصح عن هويته في البنتاغون، على علم بالخطة قوله: «ان مسؤولي وزارة الخارجية يعملون مع مسؤولين من قيادة القوات الاميركية في المحيط الهادي لعمل جسر جوي واسع النطاق لنقل المدنيين الاميركيين.

وسيزور نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج البلدين في السادس والسابع من الشهر المقبل في اطار جهود لتهدئة الازمة التي تهدد الحملة الاميركية ضد فلول القاعدة وطالبان في غرب باكستان قرب افغانستان.

وعلى الصعيد الميداني قال مسؤولون هنود ان قوات الامن قتلت اثنين يعتقد انهما من الانفصاليين الكشميريين امس منهية حصارا لمعسكر للشرطة في كشمير عقب مقتل ثلاثة من رجال الشرطة بالرصاص.

وجاء الهجوم الذي وقع على دودا على بعد 170 كيلومترا شرق جامو ليل امس الاول بعد اسبوعين من قيام ثلاثة رجال تقول الهند انهم نشطاء اصوليون مقرهم باكستان بشن هجوم على معسكر للجيش في كشمير قتلوا فيه اكثر من 30 شخصا قبل ان يلقوا حتفهم.

واعلن ناطقان عسكريان هندي وباكستاني امس ان تبادل القصف تزايد بكثافة خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية بين قوات البلدين مما اسفر عن سقوط عشرات الضحايا لا سيما في قطاع بونش بكشمير. وقالت الشرطة الهندية ان ما لا يقل عن شرطيين ومدني قتلوا على ايدي اصوليين استولوا على مركز للشرطة ليلا في مقاطعة دودا.

وقال ناطق عسكري هندي ان بلدة بونش تعرضت لاول مرة منذ الحرب الهندية ـ الباكستانية سنة 1971 الى قصف باكستاني عنيف اسفر عن مقتل سبعة اشخاص وجرح 30 آخرين الامر الذي ادى الى رد قوي من جانب المدفعية الهندية تواصل ليلا. واضاف ان الجيش الهندي استهدف بالخصوص مواقع للحامية رقم 15 لجيش المشاة مما اسفر عن نشوب حرائق في الجانب الباكستاني وقال انه تم تدمير احد اهم مواقعهم».

وقال الجيش الباكستاني من جهته امس انه قتل او تسبب باصابة 15 جنديا هنديا خلال قصف على كشمير ليلا.

وقال ناطق عسكري باكستاني ان «15 جنديا على الاقل قتلوا او اصيبوا فيما دمرت ستة ملاجئ تابعة لهم بالكامل».