الرئيس المصري يحيل خلافا بين وزارتي الإسكان والثقافة إلى اليونسكو

TT

تفاقمت الازمة الناشبة حاليا بين وزارتي الثقافة والاسكان في مصر بخصوص نفق الطريق الدائري في منطقة الاهرامات بعد تعليق موافقة الرئيس حسني مبارك لمشروع وزارة الاسكان بانشاء النفق لحين مناقشة خبراء اليونسكو للمشروع والذين سيحضرون للقاهرة خلال النصف الاول من شهر يونيو (حزيران) المقبل.

محور الخلاف بين الوزارتين جاء نتيجة لاعتزام وزارة الاسكان انشاء نفق جنوب منطقة الاهرامات لاستكمال الوصلة الجنوبية للطريق الدائري في الوقت الذي رأت فيه وزارة الثقافة ان المشروع سيؤدي الى حجب مقبرة الاهرامات والتي هي محمية اثرية وتخضع لقوانين التراث العالمي، فضلا عن أنه سيؤدي الى نشوء عشوائيات بالمنطقة.

ولذلك اضطر الرئيس المصري الى التدخل وتكليف وزير الثقافة بمخاطبة خبراء دوليين من اليونسكو لدراسة أنسب الحلول لتمرير الطريق الدائري حماية لمقبرة الاهرامات وهو ما اعتبره البعض نجاحا لوزارة الثقافة على وزارة الاسكان مما قد ينذر بخلافات وازمات لاحقة بين الطرفين، في حال اشتراكهما في مشروعات متشابهة.

من جانبه اعتبر وزير الثقافة فاروق حسني لـ«الشرق الأوسط» ان مشروع انشاء النفق المكشوف سيؤدي الى كارثة حقيقية يمكن ان تهدد مقبرة منف المدرجة على قائمة التراث العالمي، وتخضع لاشراف منظمة اليونسكو وبالتالي فإنها الوحيدة المخولة بالبت في هذا الامر.

وقال اننا كمسؤولين عن حماية الاثار لا يمكن ان نتهاون في حماية التراث أو نسمح لأي طرف بالمساس به فضلا عن السمعة الدولية لمصر التي تتمتع بها في مجال حفظ الاثار وحمايتها، وهو ما تحرص عليه الوزارة، مشيرا الى ان قرار الرئيس مبارك بتحويل الموضوع الى اليونسكو يعكس اهتمامه ووعيه بقيمة الكنوز المصرية واكد الدكتور زاهي حواس الامين العام للمجلس الاعلى للآثار لـ«الشرق الأوسط» ان مشروع النفق وفقا لوجهة نظر وزارة الاسكان سيمر قرب منطقة الاهرامات بنحو 4 كيلومترات من الناحية الجنوبية الامر الذي يؤكد انه سيحجب رؤية الاهرامات التي ترى من على بعد 20 كيلومترا وبالتالي في حالة تنفيذ المشروع ستقل مسافة الرؤية وتتهدد المنطقة الاثرية.

وقال ان الوحيد الذي يملك حق الفصل في هذا الخلاف المتصاعد هو منظمة اليونسكو باعتبار ان المنطقة تخضع لاشرافها وقوانينها، ومسجلة على قائمة اليونسكو على الخريطة العالمية.

اما الدكتور محمد الكحلاوي امين عام جمعية الاثريين العرب الذي عرف عنه معارضته الشديدة لسياسة وزارة الثقافة، ابدى وقوفه مع الموقف المنادي بتحكيم خبراء اليونسكو في المشروع، خاصة ان مصر عضو في هذه المنظمة الدولية وعليها الالتزام بقوانينها ولوائحها والا يتم اختراع قوانين ذاتية أو جديدة من انفسنا.

واعلن الكحلاوي لـ«الشرق الأوسط» رفضه انشاء نفق مكشوف أو مغطى حول المنطقة الاثرية ويقول: يكفي ما تتعرض له من «نزلة السمان» الموجودة بجانبها، وهي النزلة المكدسة بالسكان والعشوائيات، الامر الذي يهددها ويشكل خطورة عليها، لذلك لا ينبغي اضافة تهديد جديد باقامة نفق مجاور لها.