الجيش السوداني يعلن استعادته بلدة قيسان بعد خمس سنوات من سـيطرة قوات قرنق

TT

اعلن الجيش السوداني مساء امس انه استعاد السيطرة على بلدة قيسان «الاستراتيجية» الواقعة على الحدود مع اثيوبيا والتي يسيطر عليها الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي يقوده العقيد جون قرنق منذ خمسة اعوام. وقال الفريق محمد بشير سليمان الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، ان القوات الحكومية استعادت السيطرة على قيسان بعد «معارك طاحنة» مع «المتمردين» كما استعادت السيطرة على خمس قرى أخرى في طريق تقدمها الى البلدة. وهي قرى أغرو، وبلنشيو، وأردن، وكشنغكرر، وحلة شريف، وولي. واشار الناطق في بيان الى وقوع خسائر فادحة في صفوف الجيش الشعبي (الجناح العسكري للحركة الشعبية) في الارواح والعتاد مشيرا الى ان القوات الحكومية استولت على عدد من الدبابات والمركبات والمدفعية بمختلف أعيرتها ومدافع الهاون واسلحة مقاومة الطائرات والدبابات. وتعتبر مدينة قيسان احدى اهم مدينتين استراتيجيتين على الحدود مع اثيوبيا، والمدينة الاخرى هي الكرمك التي لا تزال في يد الحركة الشعبية. وتعكس سيطرة القوات الحكومية عليها تحسنا عمليا في العلاقات بين السودان واثيوبيا. وكان المسؤولون السودانيون اتهموا الحكومة الاثيوبية بانها قدمت مساعدة عسكرية للجيش الشعبي ليتمكن من السيطرة على قيسان في عام 1997.

من جهة أخرى اعلن متحدث باسم منظمة «انترناشونال كرايزيس غروب» غير الحكومية المتمركزة في بروكسل، ان الجيش السوداني عاجز عن تحقيق تقدم في المناطق الغنية بالنفط في جنوب السودان رغم حيازته اسلحة حديثة بفضل عائدات صادرات النفط. وفي المقابل، تسيطر قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان على المناطق النفطية في الجنوب بالقرب من مدينة بنتيو في ولاية اعالي النيل، حسب ما اعلن جون برندرغاست مدير المجموعة لشؤون افريقيا الوسطى، متحدثا للصحافيين في ختام زيارة الى جنوب السودان. وقال ان الحكومة السودانية فشلت في عزمها «اخلاء الجزء الاكبر من منطقة جنوب بنتيو من السكان وتعزيز الاجراءات الامنية فيها من اجل استغلال النفط».

واضاف المسؤول في المجموعة ان «المتمردين الجنوبيين» عززوا مواقعهم في منطقة اعالي النيل بعد ان وحدوا قواتهم في يناير (كانون الثاني) مع قوات الجبهة الديمقراطية لشعب السودان التي كانت خصما لهم في السابق. غير ان الجيش الشعبي لتحرير السودان مني اخيرا بخسائر عسكرية في ولاية النيل الازرق على الحدود مع اثيوبيا، بحسب المسؤول في المجموعة الذي قال ان «قوات المتمردين» فقدت السيطرة على العديد من المواقع خلال عمليات نفذها الجيش في مطلع العام.