قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل جميع الذكور في مخيم بلاطة واستمرار العمليات الحربية «الهادئة» في خمس مدن فلسطينية

TT

في اطار العمليات الحربية «الهادئة» (التي تتم يوميا من دون اي اعتراض دولي)، تقوم قوات الاحتلال الاسرائيلي باعتقال كل الذكور الذين تتراوح اعمارهم بين 16 و60 عاما في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين (قرب نابلس). وقد اعتقل منهم، حتى يوم امس، حوالي 2000، وتواصل قوات الاحتلال «مهمة» اعتقال 1000 آخرين.

ونفذت هذه الاعتقالات بعد عملية احتلال شرسة للمخيم، بدأت بتطويقه من كل جانب ومراقبته من الجو بواسطة طائرات التجسس والمروحيات المقاتلة، واقتحام الدبابات والمجنزرات من كل جانب. ثم امرت جميع الذكور بالخروج والتجمع في الساحة المركزية، وراحت تغزو البيوت منزلا منزلا، وتجري التفتيشات الدقيقة من خلال عملية تخريب وتكسير للاثاث وتعيث الفساد والخراب في المواد الغذائية (خلط السكر بالزيت والطحين والارز) وتنبش الخزائن. ثم تتوج هذه الجريمة بالانتقال الى البيت المجاور بواسطة هدم الجدار او احداث ثغرة كبيرة فيه.

وفي هذه الاثناء كانت حافلات الركاب العسكرية تنقل المعتقلين الذكور الى معسكر قريب لقوات الاحتلال، وهناك يجري رجال المخابرات التحقيقات معهم، فردا فردا، حول نشاطهم وحياتهم الشخصية واقاربهم وجيرانهم ورجال المقاومة في صفوفهم، بهدف جمع المعلومات عنهم وتخزينها والاستفادة منها في العمليات الحربية الاخرى.

وما زالت قوات الاحتلال ترابط داخل مدينة نابلس، المحتلة منذ فجر الخميس الماضي، وتنفذ فيها ايضا الاعتقالات.

وقد اتسمت عمليات الاحتلال في نابلس وبلاطة بالوحشية الانتقامية بشكل خاص، اذ تبين ان كل المطلوبين الكبار الذين تتهمهم اسرائيل بارسال الانتحاريين، قد اختفوا. ولم تعثر على اثر لهم حتى في الاماكن التي وصلت معلومات استخبارية عن وجودهم فيها. وعلى سبيل المثال فعندما لم تعثر على ناصر بدوي، احد قادة كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة «فتح»، اعتقلت اشقاءه الثلاثة واعتدت بالضرب على النساء اللواتي اعترضن طريقهم.

وعندما لم تعثر على ماجد المصري، الذي تولى قيادة كتائب شهداء الاقصى في الاسبوع الماضي على اثر اغتيال قائدها السابق، محمود الطيطي، جلبوا جرافة وهدموا عدة جدران خارجية من بيته ثم اعتقلوا ثلاثة من اشقائه.

وكانت قوات الاحتلال قد غادرت ظهر امس مخيم الدهيشة للاجئين، قرب بيت لحم، لكنها واصلت عملياتها الحربية في احد احياء المدينة وكذلك في قلقيلية وطولكرم.

ويلاحظ ان جيش الاحتلال الاسرائيلي يواصل عملياته الحربية هذه بمطلق الحرية. ولا يكترث بالجهود الدولية والعربية لتهدئة الاوضاع. واذا كانت اسرائيل تمتنع عن عمليات عسكرية في الماضي، لدى حضور اي مسؤول اميركي او اوروبي او عربي، فانها اليوم تقوم بعملياتها الحربية البشعة في الوقت الذي يوجد فيه لديها كوكبة من ابرز المسؤولين الاوروبيين والاميركيين والعرب (اقرأ خبرا آخر عن هذه الجهود ومن يشارك فيها).