الاستخبارات الإسرائيلية تتراجع عن اتهام يهودية بنقل منفذ عملية ريشون ليتسيون وتعتذر لها

TT

تراجعت الاستخبارات الاسرائيلية عن اتهامها امرأة يهودية اسرائيلية بنقل الفدائي الفلسطيني عيسى عبد ربه من بيت جالا الى ريشون ليتسيون، قبل ثلاثة اسابيع، لتفجير نفسه. وقالت ان الامور اختلطت عليها فاتهمت هذه المرأة بالخطأ. ولكن هذا الاعتراف جاء متأخرا، اذ ان المرأة المتهمة مرينا فينسكي تعرضت، بسبب الاتهام، الى وابل من الاعتداءات الكلامية والمضايقات بلغت حد تهديدها بالقتل.

وكانت الاستخبارات قد اعلنت الخميس الماضي، وسط ضجيج اعلامي كبير، انها خلال 24 ساعة من تلك العملية استطاعت حل الغازها. وضبطت المتهمة وزوجها الفلسطيني ابراهيم سراحنة «اللذين نقلا الفلسطيني بسيارتهما من بيت جالا الى ريشون ليتسيون». وجعلت الجمهور مبهورا من قدراتها الخارقة على كشف ملابسات القضية بهذه السرعة والنجاعة. لكن ذلك تحول الى فضيحة، اذ كادت تؤدي الى قتل تلك المرأة.

يذكر ان العملية الفدائية كانت قد وقعت في يوم 12 مايو (ايار) الماضي في متجر في مدينة ريشون ليتسيون، شمال شرقي تل ابيب، وقتل فيها ثلاثة اسرائيليين وجرح حوالي الخمسين. وفي اليوم التالي بالضبط اعتقلت المخابرات امرأة يهودية وزوجها الفلسطيني بعملية عسكرية كبرى، اذ داهمتهما داخل مجمع تجاري كبير في مدينة بات ـ يام الساحلية بجوار يافا. وراحت تحقق معهما ثلاثة اسابيع متواصلة. ثم اصدرت بيانا بأنها حلت الغاز العملية. وتضمن البيان تفاصيل عديدة حول الزوجين «الخائنين».

وقد صعقت مرينا فينسكي عندما سمعت النبأ عن مشاركتها في تلك العملية الفدائية، وهي في بيتها. وقد جاءها النبأ من المعارف اولا، ثم من مكالمات التهديد الهاتفية، ثم من الاذاعة. وارتعبت خوفا ازاء ذلك. ولما اكتشف الخطأ، اعتذرت لها المخابرات رسميا. ونصحتها بالظهور على شاشة التلفزيون لتتحدث عن الامر، حتى يفهم الجميع انها اتهمت بجريمة خطيرة بالخطأ.

وبالمقابل، فان زوجها، وهو ايضا فلسطيني ويحمل اسم ابراهيم سراحنة، تعرض للاعتداءات داخل السجن الذي يقبع فيه بانتظار محاكمته بتهمة الاتجار في المخدرات.

ويتضح ان الالتباس لدى المخابرات الاسرائيلية وقع بسبب الاسم الذي يحمله ابراهيم سراحنة، ابن مخيم الدهيشة الذي قام فعلا بنقل الفدائي، ويحمله ايضا ابن عمه، ابراهيم سراحنة، الذي كان قد غادر الدهيشة منذ سنين طويلة وانتقل الى العيش في اسرائيل. كما ان حقيقة زواج كل منهما بامرأة من اصل روسي، ساهمت في الالتباس، مع العلم بأن المرأة التي شاركت في تنفيذ العملية ليست يهودية، بل روسية مسيحية وتدعى ايرينا بوليشيك، وهي تعيش في الدهيشة باقامة فلسطينية مؤقتة، ولم تحصل في حينه على بطاقة الهوية الاسرائيلية كونها دخلت اسرائيل بطريقة غير شرعية، بالتسلل من مصر مع فتيات اخريات يعملن حاليا في الدعارة.

وحسب الرواية المصححة للمخابرات الاسرائيلية، فان العائلتين متصادقتان وتتزاوران من آن لآخر. وفي احدى الزيارات قامت ايرينا بسرقة بطاقة الهوية الاسرائيلية التي تحملها مرينا واستخدمتها. وثار تساؤلان حول عدم اكتشاف محقق الاستخبارات الاسرائيلية هوية ايرينا الحقيقية طيلة اعتقالها منذ ثلاثة اسابيع، ولو كانت سرقة هوية امرأة ميتة او مهاجرة، هل كان سيكتشف احد هويتها الحقيقية؟! واذا كان هذا العنصر الاساسي مفقودا، فهل بقية عناصر الرواية صحيحة؟!