حسين آيت أحمد زعيم جبهة القوى الاشتراكية: ما حدث في الجزائر مهزلة وليس انتخابات

TT

وصف حسين آيت أحمد زعيم جبهة القوى الاشتراكية الجزائرية المعارضة، الانتخابات التشريعية التي جرت في بلاده الخميس الماضي بأنها «مهزلة وليست انتخابات»، معتبرا «انها تحقير» للجزائريين. وقال ان «مقاطعة الانتخابات كانت هائلة وشاملة وليس فقط في مناطق القبائل التي تلعب اليوم دورا قياديا في النضال من أجل نظام ديمقراطي في الجزائر». ودعا آيت أحمد، في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في الدار البيضاء على هامش مشاركته في مؤتمر الاشتراكية الدولية، الى قيام حوار حقيقي في الجزائر مع الممثلين الحقيقيين للمجتمع من أ جل التوصل لحل سياسي للأزمة في البلاد .

* كيف تقيمون الوضع في الجزائر بعد الانتخابات الاخيرة؟

* ان تقييمي في الوقت الراهن للانتخابات الاخيرة ونتائجها على الوضع في البلاد يرتكز أولا على التأكيد بأنه يستحيل ان نسمي ما جرى في الجزائر انتخابات، لقد كانت مهزلة تتحدى الرأي العام الجزائري الذي يسميها «حقرة». و«الحقرة» تتجاوز معنى الاحتقار، وهي كذلك احتقار للرأي العام العالمي. ان ما حدث يعتبر تحديا لأنه بعد عشر سنوات من الازمة والمواجهات والاقتتال المتواصل، ونظام الحكم الحقيقي المتمثل في العسكريين والبوليس السياسي، لم يجد حلا الا المسخرة الانتخابية بدل الاستعانة بالرأي العام العالمي ومنظمات حقوق الانسان من اجل ايجاد حل سياسي للقضية الجزائرية.

* وما هي دلالات النسبة الضعيفة جدا للمشاركة في الانتخابات بمناطق القبائل؟

* ان منطقة القبائل منطقة جزائرية وهي تلعب الآن دورا قياديا لايجاد نظام ديمقراطي مثلما لعبت دورا اساسيا ابان حرب تحرير الجزائر. ان منطقة القبائل ليست سوى منطقة من مناطق الجزائر، وهي قلعة للوحدة الوطنية الجزائرية، وطبعا ان الاستفزازات التي تعرضت لها خلال العام الماضي والقمع والقتل الذي تعرض له أبناء المنطقة، وقد شهدت يوم الجمعة الماضي عشرات الجرحى والموتى، ومن الواضح ان الأضواء تسلط على منطقة القبائل لكن المقاطعة للانتخابات كانت في حقيقة الامر شاملة وهائلة في كافة المناطق بالبلاد.

* وما هي تصوراتكم للمخرج من الأزمة الجزائرية؟

* بطبيعة الحال يمكن لأي مسؤول سياسي أن يقع في غلطات، لكن عندما تتكرر وتتجدد نفس الأخطاء، ونرى في كل مرة اخفاقات محاولات فرض الحلول الامنية والقمعية وعوامل القمع والحرب والتنكيل، لقد راح مائة ألف شهيد في بلادنا خلال العشرية الماضية، بغض النظر عن التوابع الوخيمة الاخرى على فئات الشعب الجزائري. ان حل الازمة الجزائرية يجد سبيله بسهولة ويسر في اقامة حوار حقيقي مع ممثلي المجتمع المدني، ومن ثم يكون حل سياسي للأزمة.

* وما هي اقتراحاتكم لمؤتمر الاشتراكية الدولية بشأن الازمة الجزائرية ؟

* نحن نشارك في مؤتمر الاشتراكية الدولية ونحتج على تقصيرها وغيابها في القضايا الدولية، ويتعين على الاشتراكية الدولية ان تبرهن عن القوة التي تمثلها في العالم، باعتبارها اقوى واوسع منظمة غير حكومية في العالم، ولذلك يتعين عليها ان تتخذ موقفا صريحا مما يجري في الشرق الأوسط ودعم فلسطين، وكذلك ازاء الوضع في الجزائر. وقد سبق لي ان استنكرت صمت وعدم الاهتمام الكافي بالقضية الجزائرية، ونحن هنا في الدار البيضاء بصدد اثارة هذا الموضوع من جديد، من خلال اقتراح وسائل حقيقية للمساعدة على حل الأزمة سلميا.

* وما هو المخرج من حالة الجمود التي تواجه الاتحاد المغاربي، ومشكل الصحراء؟

* افتخر بانتمائي الى جيل سياسي يؤمن بالتوحيد الديمقراطي للمغرب الكبير، وبموازاة للكفاح من اجل تأسيس نظام ديمقراطي في الجزائر، فانني لا ادخر جهدا من أجل العمل على توحيد المغرب الكبير، بل لتزول الحدود بين أقطاره. ويستحيل لبلداننا كل على حدة ان يشيدوا اقتصادهم ويحققوا طموحاتهم.

* وما هو رأيكم في اسباب تأخر تسوية ملف الصحراء وتأثيرها على تحقيق المشروع المغاربي؟

* لقد كان لدي منذ بدايات المشكل تحليل لأسبابها، واعتبر أنها وجدت كعامل من عوامل الأمن للتجربة الشمولية التي يمارسها نظام الحكم في الجزائر.