لبنان: المر يخوض معركة «وجود عائلي» في المتن والمعارضة المنقسمة تخوضها «إثبات وجود»

البطريرك الماروني نصر الله صفير يدعو المواطنين للمرة الأولى «للإقبال على الاقتراع»

TT

تشهد منطقة المتن الشمالي في جبل لبنان معركة انتخابية فرعية على المقعد النيابي الارثوذكسي الذي شغر بوفاة النائب البير مخيبر، تشير كل الدلائل والمؤشرات الى انها ستكون حامية الوطيس نظراً لتداخل العوامل الشخصية فيها بالعوامل السياسية.

وستتمحور هذه المعركة حول ثلاثة مرشحين، ميرنا المر ابو شرف (كريمة نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر) وعمها غبريال المر (صاحب محطة تلفزيون «ام.تي.في» اللبنانية) والمحامي غسان مخيبر (ابن شقيق النائب الراحل البير مخيبر).

وما يجعل هذه المعركة حامية الوطيس امران: الاول هو انها تتخذ من جانب النائب المر طابع الدفاع عن الوجود لان المعارضين الذين رشحوا شقيقه غبريال يتطلعون الى «إلغائه»، كما يقول، والى احداث شرخ في عائلة آل المر من شأنه ان ينعكس سلباً على موقع هذه العائلة السياسي في منطقة المتن الشمالي.

اما العامل الثاني فهو ان المعارضين توخوا من ترشيح غبريال المر، الى العامل الشخصي الذي يغلب عليه والهادف الى تصفية حسابات شخصية مع النائب المر إثبات وجودهم بحيث ينطلقون من المتن الى انتخابات العام 2005 بعد رسم خريطة سياسية جديدة لتوزع القوى في هذه المنطقة.

على ان هؤلاء المعارضين (الرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل والنائب نسيب لحود والعماد ميشال عون وحزب الوطنيين الاحرار داني شمعون وصولانج بشير الجميل وغيرها ممن ينتمون الى لقاء قرنة شهوان المعارض وغيره) يعتبرون ان الانتخاب هو بمثابة تحد لهم للوصول الى تجمع معارض يستمر على الاقل الى انتخابات العام 2005. والى ذلك فإن البطريركية المارونية تعتبر هي الاخرى نفسها امام امتحان لمعرفة مدى التزام رعاياها بتوجهاتها بمعزل عن اي توجيه سياسي من هنا او هناك اذ لأول مرة اصدرت بياناً ليل اول من امس تضمن دعوة صريحة للناخبين الى «الاقبال على الاقتراع» واصفة الاقتراع بأنه «واجب وطني».

واكد وزير الداخلية الياس المر امس انه سيمارس واجباته القانونية في الانتخابات بغض النظر عن موقفه الشخصي، وشكا المر من «الاعلام المنحاز الذي خلق مناخا مشحوناً في البلد». وعن اسباب عدم ترشحه شخصياً للمعركة قال: «لم اترشح حتى لا تزج الدولة في انتخابات فرعية مع ان لا شيء يمنع اي وزير من الترشح. لقد رشحوا غبريال المر ليصلوا من خلال ذلك الى ترشيحي وزجّ الدولة ووزارة الداخلية في هذه المعركة، ولهذا السبب قلت ان هذا هو الفخ الذي نصبوه للدولة والمتنيين والذي لن ادخل فيه». ودعا المر العماد ميشال عون الى العودة الى لبنان، مؤكداً انه يضمن «امنه وسلامته».

وعشية الانتخابات انصرفت دوائر وزارة الداخلية الى استكمال الاجراءات الادارية واللوجستية والامنية للعملية الانتخابية وحسن سيرها. وقد بدأت ظهر امس في سراي المتن عملية توزيع القرطاسية واقلام الاقتراع على رؤساء الاقلام مساعديهم .

وقد اكد المرشح غسان مخيبر استمراره في خوض المعركة الانتخابية «حتى النهاية لمتابعة مسيرة عمه النضالية»، فيما اعلن النائب اكرم شهيب باسم الحزب التقدمي الاشتراكي ، اولا، دعم المرشح غسان مخيبر، وثانياً وقوفه الى جانب نهج الاعتدال الذي تمثلها الكتلة الوطنية، داعيا الى انتخابات نزيهة ودعوة السلطة الى الحياد .

اما العميد اده فقد اعتبر ان تجمع قرنة شهوان الذي يضم اركان المعارضة المسيحية برعاية بكركي «ليس حزباً او تحالفاً سياسياً، بل منبراً لقوى سياسية مختلفة تتلاقى وتتناقش لايجاد قاسم مشترك في برنامج جديد للبنان. وسيستمر لقاء قرنة شهوان لاننا نعترف باختلاف وجهات النظر داخله وهذا جزء من الحياة السياسية».