السلطات الأميركية والأوروبية تتعقب يمنيا تحدث عن هجمات بطائرات قبل سنة من 11 سبتمبر

TT

قال مسؤولون اوروبيون يوم اول من امس ان السلطات تتعقب مواطنا يمنيا في ثلاث قارات بسبب تعليقات له قبل 13 شهرا من هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي خلال محادثات هاتفية تنصتت عليها السلطات، اذ يعتقد مسؤولون ان تلك التعليقات ربما كانت تشير الى مخطط اختطاف الطائرات التي نفذت بواسطتها الهجمات التي وقعت في نيويورك وواشنطن العام الماضي. ولا يزال المشتبه فيه، عبد السلام علي عبد الرحمن، لغزا وكذلك المكالمات الهاتفية التى تنصتت عليها بواسطة الشرطة الايطالية في اغسطس (آب) 2000 ومطلع عام 2001، اذ وردت فيها اشارات الى «مطارات» و«طائرات» و«هجمات ستصبح حدثا في التاريخ».

ويعمل محققون اميركيون وايطاليون للتوصل الى ما اذا كان لدى المشتبه فيهم الذين تنصتت الشرطة على مكالماتهم عمل مسبق بهجمات 11 سبتمبر. وقال مسؤول استخباراتي ايطالي انهم سألوا الجانب الاميركي عن المعلومات المتوفرة لديه حول عبد الرحمن وما اذا كان حيا ومكان وجوده وهويته.

واعتمادا على معلومات استخباراتية مصرية، قال محققون ايطاليون ان عبد الرحمن (42 عاما) له علاقة بشبكة «القاعدة» خلال عمله كرئيس قسم في جهاز امن يمني ويحمل جواز سفر دبلوماسيا. واكد مصدر حكومي يمني ان عبد الرحمن يتنقل بجواز سفر دبلوماسي، لكنه اضاف انه لا يبدو كمسؤول حكومي. واوضح المسؤول اليمني ان المعلومات التي جرى التوصل اليها تفيد بأنه لا يعمل في جهاز الامن السياسي اليمني مشيرا الى انه ليس من الصعب على كبار الشخصيات ورجال الاعمال الحصول على جواز سفر دبلوماسي في اليمن. كما اشار المسؤول اليمني الى ان الشرطة تبحث عن عبد الرحمن، مؤكدا ان تحقيقا كبيرا سيجري بهذا الشأن. العثور على عبد لرحمن ومعرفة المزيد من المعلومات حوله سيساعدان في تحديد ما اذا كانت المكالمات الهاتفية التي تنصتت عليها السلطات الايطالية لها صلة بهجمات 11 سبتمبر. وكانت «لوس انجليس تايمز» قد حصلت على تقرير ادعاء كان جزءا من قضية تنصتت الشرطة خلالها على هواتف في شقق وسيارات وهواتف جوالة وسجلت ساعات طويلة من المحادثات بين ارهابيين مشتبه فيهم كانوا يتحدثون عن الجهاد والاستشهاد وحول وثائق مزورة. ويبدو ان عبد الرحمن قد تحدث حول استخدام طائرات كسلاح ضد الولايات المتحدة، مما اوجد شعورا بالارتياح لدى رفيق له يدعى ابوبكر محمد السيد كان يعمل إماما لمسجد بمدينة ميلان الايطالية وتتهمه السلطات هناك بالضلوع في نشاطات ارهابية. ويعتقد ان السيد الذي يرجح انه قتل خلال الغارات الجوية الاميركية على افغانستان، كان يقود خلية تابعة لشبكة «القاعدة» وفرت دعما لوجستيا وساعدت المجندين في السفر الى معسكرات التدريب في افغانستان. وطبقا للمكالمات المسجلة تنبأ عبد الرحمن بـ«دمار ستكتب عنه كل صحف العالم»، كما انه سأل خلال التسجيل عن بن لادن قائلاً: «هل لا يزال عبد الله يتعرض للتعقب والمطاردة؟». ويعتقد المحققون الايطاليون ان عبد الله هو الاسم الحركي لاسامة بن لادن. وعلى هذا السؤال اجاب عبد الرحمن قائلا: «نعم، لكنهم لن يفعلوا أي شيء»، واضاف: «حتى اذا كان هناك اتفاق دبلوماسي بين الاميركيين واليمنيين، فإن ذلك سيضعف قوتنا كثيرا».

واوضح مسؤولون ايطاليون انه يشتبه في توفير عبد الرحمن وثائق مزورة وتذاكر طيران لمتطرفين اصوليين في اوروبا خصوصا في سويسرا. وطبقا لتقرير استخباراتي، فإن اخا لعبد الرحمن اسمه نبيل القي عليه القبض عام 1998 بسبب نشاط له يوصف بانه ارهابي خلال عام 1997 في موستار بكرواتيا.

وخلال الوقت الذي جرى فيه التنصت على المكالمات في اغسطس (اب) 2000 كان رمزي بن الشيبة، وهو يمني آخر كان يسكن سابقا في غرفة واحدة بمدينة هامبورغ مع محمد عطا، قد عاد الى اليمن بصورة مؤقتة، كما انه ظل في المانيا حتى اواخر يوليو (تموز).

وحسبما تشير وثائق قانونية اميركية، فإن ابن الشيبة اجرى تحويلا ماليا من اليمن لخاطفين كانوا يدرسون في مدرسة للطيران بولاية فلوريدا في 14 اغسطس، ووفقا لذات الوثائق تقدم بن الشيبة للحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة للالتحاق بمدرسة للطيران، اذ كان ذلك الطلب الثالث من مجموع اربعة طلبات فاشلة تقدم بها للحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة رفض آخرها في 25 اكتوبر (تشرين الاول) .2000 واوضح مسؤولون يمنيون ان المحققين حتى الآن لم يتوصلوا الى علاقة بين بن الشيبة وعبد الرحمن، كما لم يتعرف المحققون بعد على الاشخاص الذي كان يناقشهم السيد مع مشتبه فيه تونسي في 24 يناير (كانون الثاني) 2001 عندما تحدثوا عن «مسألة سرية للغاية» لها صلة بوثائق مزورة لـ«الاخوان الذين سيتوجهون الى اميركا»، حسب الحديث المسجل. الجدير بالذكر ان الخاطفين الـ19 استخدموا اسماءهم وهوياتهم الحقيقية وليس لهم علاقات تذكر مع اعضاء شبكة «القاعدة» في اوروبا، بيد ان مسؤولا ايطاليا قال ان الوثائق التي كان يتحدث حولها ابوبكر محمد السيد خلال المكالمة ربما كانت مخصصة لمن وصفهم بـ«متآمرين آخرين غير معروفين».

ويشتبه في ان يكون للخاطفين شركاء آخرون في الولايات المتحدة. ففي مكالمة هاتفية اعترضها محققون ألمان بعد 24 ساعة من هجمات 11 سبتمبر اشار مشتبه فيه الى «30 شخصا سافروا للعملية».

*خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص ب«الشرق الأوسط»