... والأحوال الجوية قد لا تسمح بنشوب الحرب بين البلدين قبل أكتوبر

TT

نيودلهي ـ وكالات الأنباء: في شبه القارة الهندية يعني المناخ القاسي انه من النادر ما يكون الوقت مناسبا لخوض حرب، واذا اندلعت الاشتباكات المسلحة بين الهند وباكستان المسلحتين باسلحة نووية في غضون الاسبوعين المقبلين، فإن الجنود سيحاربون اثناء فصل الصيف القائظ، الذي يتبعه من يوليو (تموز) فصل الرياح الموسمية الذي يعد فصلا صعبا بالنسبة للعمليات.

لكن المحللين يقولون ان الجانبين سيثابران على اي حال كما فعلا في حروب سابقة، اذا كتب عليهما القتال، رغم ان الاحوال الجوية السيئة ما تزال عاملا تكتيكيا رئيسيا. وقال المحلل جاسجيت سينج وهو قائد طيار متقاعد: «من الواضح ان الاحوال الجوية السيئة تحد من العمليات لكنها لا تمنعنا عن القتال».

وخلال فصل الصيف الذي ينتهي في يونيو (حزيران) تشهد شبه القارة درجة حرارة تصل الى 50 درجة مئوية على الجانبين عند المناطق الوسطى والجنوبية من الحدود الهندية الباكستانية، الممتدة من بحر العرب جنوبا الى سهول البنجاب الخصبة.

وخلال فصل الرياح الموسمية الذي يتبعه يشهد اقليما البنجاب الحدوديان في البلدين امطارا تزيد على 70 سنتيمترا يمكنها ان تعرقل الطيران وتؤدي الى انغراس المعدات الثقيلة كالدبابات في الوحل في الريف الذي تسد المياه الطرق المؤدية اليه. وقال مسؤول عسكري هندي: «يتعين على اي تحرك عسكري التعامل مع كل هذه الظروف حيث تأثرت الصراعات الهندية الباكستانية السابقة بالاحوال الجوية».

لكن الاحوال الجوية في معظم انحاء اقليم كشمير المتنازع عليه في اقصى الشمال والذي يقف في قلب المواجهة العسكرية ستكون جيدة حتى بداية فصل الشتاء في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حيث يسد الجليد الممرات الجبلية.

وحشدت الدولتان مليون جندي تدعمهم طائرات مقاتلة وصواريخ ودبابات على حدودهما الممتدة من كشمير الى بحر العرب بعد ان نشب التوتر في منتصف ديسمبر (كانون الاول) الماضي.

وهددت الهند منذئذ باتخاذ «اجراء مناسب» لسماح باكستان بتسلل مسلحين عبر حدودها. ووعدت باكستان التي نفت اتهامات وجهت اليها بتصعيد العنف عبر الحدود بان ترد «بكل قوة» اذا تعرضت للهجوم. ورفضت باكستان استبعاد استخدام الاسلحة النووية ضد هجوم تقليدي.

وقال محللون عسكريون ان ارتفاع درجة الحرارة على طول الحدود والامطار الغزيرة قد تؤثر على القوات في البلدين بالدرجة نفسها وان كانت القوات الهندية قادرة على التغلب على الاحوال الجوية بشكل افضل بفضل تفوقها العددي.

واضاف خبراء ان فصل الصيف القائظ في ما بين ابريل (نيسان) ويونيو في صحراء في الجزء الجنوبي على الحدود الهندية الباكستانية سيكون له تأثير على الجنود والعتاد المتمركزين في حالة تأهب قصوى منذ منتصف ديسمبر الماضي.

وقال الجنرال المتقاعد ن. س. ناراهاري رئيس كلية الحرب الهندية السابق: «سيتأثر كل من الرجال والعتاد بدرجات الحرارة المرتفعة، سلبا، والاحوال ليست افضل في فصل الرياح الموسمية.. فالأمواج في بحر العرب تكون عاتية وتحول العواصف دون ابحار السفن».

وقال راجا مينون المحلل العسكري والادميرال السابق بالبحرية الهندية: «الامطار تجعل حركة الدبابات في المناطق الموحلة مستحيلة.. ففي حرب عام 1965 شلت الامطار حركة الدبابات الباكستانية في البنجاب، والحرب الحاسمة لا تحدث الا عندما تكون الدبابات قادرة على الحركة بحرية، كما يتقلص ايضا الاعتماد على العمليات الجوية على الجانبين اذا كان هناك سحاب منخفض.. الطيران يصبح صعبا اذ يتم معظم الطيران على ارتفاعات منخفضة».

ويقول الخبراء ان شهر اكتوبر هو الشهر الوحيد الصالح للحرب حيث الطقس لا يكون شديد الحرارة ولا شديد البرودة.