أميركا تقتل ثلاثة من حلفائها الأفغان.. خطأ

TT

كابل ـ وكالات الانباء: فتحت القوات الاميركية الخاصة نيران اسلحتها بطريق الخطأ على مجموعة افغانية متحالفة معها ظنا انها مجموعة من مقاتلي تنظيم «القاعدة» فقتلت ثلاثة من هذه المجموعة في احدث اخطاء «النيران الصديقة» في الحرب بافغانستان. ووقع الحادث امس الاول في منطقة بشرق البلاد تطارد القوات الاميركية والبريطانية فيها فلول حركة طالبان وتنظيم «القاعدة».

وقال المتحدث باسم الجيش الاميركي الكولونيل روجر كينج في ساعة متأخرة من امس الاول ان القوات الاميركية الخاصة التي كان يرافقها مسؤولون عسكريون افغان لم تكن تعلم بوجود حلفاء افغان داخل مجمع كان من المعتقد ان زعماء من تنظيم القاعدة وحركة طالبان مجتمعون فيه.

واضاف: «كشفت عمليات مراجعة مبدئية ان الرجال الذين كانوا في المجمع جزء من فصيل افغاني آخر من منطقة اخرى في افغانستان، ومتحالف مع السلطة المؤقتة». واوضح ان اثنين من الافغان اصيبا في الحادث الذي وقع في قرية قرب مدينة كرديز عاصمة اقليم بكتيا حيث يعالجان في مستشفى تابع لقوات التحالف.

وذكر ان تقريرا افاد بان احد رجال المجموعة المسلحة صرخ قائلا: «المجموعة وصلت الى هناك للقتال ضد تنظيم القاعدة لكن تم تجاهل صرخته على ما يبدو». واشار الى ان هناك تحقيقا يجرى حاليا في الحادث وان خطوات ستتخذ للحيلولة دون تكرار وقوع مثل هذه الحوادث. ومضى يقول: «مراجعة هذا العمل مستمرة وستبذل جهود لاتخاذ اجراءات تنسيقية للحيلولة دون وقوع حوادث مماثلة مستقبلا».

وشنت القوات الاميركية حملة في افغانستان في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي لمطاردة اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والمتهم الرئيسي في الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، ولمعاقبة حركة طالبان التي كانت توفر له المأوى. وشكا الافغان مرارا من مهاجمة القوات الاميركية لاهداف بطريق الخطأ مما اسفر عن مقتل عشرات الاشخاص سواء في هجمات جوية او برية.

ولفوفيتز: العالم سيواجه اعتداءات أسوأ من اعتداءات 11 سبتمبر سنغافورة ـ وكالات الانباء: قال مساعد وزير الدفاع الاميركي بول ولفوفيتز امس ان العالم سيواجه اعتداءات ارهابية اسوأ من تلك التي استهدفت الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الماضي. وقال ولفوفيتز اثناء مؤتمر يضم وزراء الدفاع في دول منطقة اسيا ـ المحيط الهادي واميركا الشمالية واوروبا ان تحذيرات وجهت و«بما ان الارهابيين يواصلون قتل ابرياء، فان وسائلهم ستكون اكثر دموية».

واضاف: «سيكون من الخطأ الاعتقاد ان ما شهدناه كان اخر واسوأ الاعتداءات.. سيكون من الخطأ الاعتقاد انهم لن يضربوا الا الولايات المتحدة في المستقبل».

وقال ان التهديد الارهابي شامل «ويعرض للخطر ملايين المسلمين المعتدلين في شرق اسيا الذين يعتبرون بين الاهداف الرئيسية للارهابيين، وان العالم لن يتمكن تماما من استئصال التهديد الذي يوجهه اولئك الذين صمموا على الانتحار لقتل اناس اخرين، الا انه يمكن القيام بكثير من الامور لتفادي اعمالهم».

«إف. بي. آي» رفض عرضا باختراق «القاعدة» واشنطن ـ وكالات الانباء: قالت مجلة «يو اس نيوز اند وارلد ريبورت» الاميركية في نسختها التي ستنشر غدا (الاثنين) ان المسؤولين عن مكتب المباحث الفيدرالي (اف.بي.اي) رفضوا عرضا من احد مخبريهم باختراق معسكر تدريب لتنظيم القاعدة قبل اسابيع من اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي التي وقعت في الولايات المتحدة، واتهم بتدبيرها تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن.

واضافت ان خبراء مكافحة الارهاب في مقر «اف. بي. آي» رفضوا عرضا لاحد المتعاملين معهم من دون التحقق من صلاحيته. وقالت المجلة نقلا عن مصادر لم تذكرها: «ان المخبر نتيجة لذلك، لم يتوجه الى افغانستان حيث كان المعسكر الذي اراد اختراقه». ويوم الاربعاء الماضي، اقر مدير «اف. بي. آي» روبرت مولر بان المكتب ارتكب اخطاء في استغلال المعلومات التي كانت بحوزته.

ألمانيا تشدد شروط دخولها بالنسبة لمواطني 22 بلدا هامبورغ (المانيا) ـ وكالات الانباء: قالت صحيفة «دير شبيغل» الاسبوعية الالمانية في عددها الذي سيصدر غدا (الاثنين) استنادا الى مصادر حكومية، انه سيتم تشديد شروط الدخول الى الاراضي الالمانية بالنسبة لمواطني 22 دولة، من بينها مصر وباكستان وكوريا الشمالية. واضافت ان وزارة الداخلية اقرت في وثيقة سرية بالاتفاق مع وزارة الخارجية لائحة من 22 بلدا لن يحصل مواطنوها على تأشيرة دخول الا بعد التدقيق المكثف بطلباتهم.

وقالت ان اجهزة الاستخبارت ستستجوب مواطني هذه البلدان التي تشمل ايضا كلا من ايران والسعودية وافغانستان. واشارت الى ان وزارة الداخلية تفكر ايضا في امكانية فرض اجراء اخذ بصمات رعايا هذه الدول (22 دولة) الراغبين في الاقامة في المانيا. وستأخذ البصمات في السفارات الالمانية في بلدان طالبي الدخول الى المانيا.

ويندرج هذا المشروع في اطار تطبيق القوانين الجديدة حول الامن التي تمت المصادقة عليها قبل ستة اشهر في المانيا اثر هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي في الولايات المتحدة.

من شرطي خارق إلى جاسوس خارق..

مكتب المباحث الاتحادي يضع أميركا تحت المراقبة واشنطن ـ وكالات الانباء: يجند مكتب المباحث الفيدرالي (اف.بي.اي) كل طاقاته لمواجهة تحدي الارهاب، ليختار التحول الى جاسوس خارق لمراقبة الاميركيين والاجانب في الولايات المتحدة بشكل اكثر دقة وفاعلية. وكما كان الحال في الخمسينات والسبعينات، سيتسلل عناصره من الآن وصاعدا الى ميادين السياسة والدين والحياة الخاصة وحرية التعبير، وهي ميادين شديدة الدقة والحساسية.

وهم مسلحون في خطوتهم هذه بمبرر فائق هو هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي التي استوجبت اجراء اصلاح عميق في صفوف اجهزة الامن الاميركية. وبعد ان عمل وزير العدل جون اشكروفت ومدير اف.بي.اي» روبرت مولر على وضع تفاصيل مشروعهما خلال الاشهر التي تلت الاعتداءات، عرضا خطتهما على الاميركيين، معلنين وضعها موضع التنفيذ فورا، وبمباركة الرئيس جورج بوش.

ويتضمن الشق الرئيسي من هذا الاصلاح انشاء جهاز استخبارات داخل الـ«اف.بي.اي» يعمل بشكل مستقل، وذلك للمرة الاولى في تاريخ المكتب. ويشبه هذا الجهاز الذي سيطلق عليه اسم «مكتب الاستخبارات»، ادارة مراقبة الاراضي الفرنسي لمكافحة التجسس او جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت).

وسيوضع بادارة مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.ايه). و«اف.بي.اي» مخول عمليا بمراقبة الاجتماعات السياسية والتجمعات الدينية ومنتديات المناقشة عبر الانترنت. وسيتم تجهيز عناصره بوسائل تقنية شديدة التطور تمكنهم من دخول بنك المعلوماتية المخصص حتى الآن للمستهلكين ورجال الاعمال والعلماء، من اجل رصد أي دليل يشير الى نشاط ارهابي.

وقال اشكروفت في سياق عرض تعليماته: «ان كان هناك مكان يستقبل الجمهور، وكان الجمهور موضع ترحيب فيه، فان «اف.بي.اي» ايضا يكون موضع ترحيب فيه». ولن يكون عمل عناصر «اف.بي.اي» بعد الآن مقيدا كما كان الحال من قبل بوجوب الحصول على مذكرة من قاض تسمح لهم بدخول مسجد او احتفال ديني او اجتماع سياسي او بفرض تنصت هاتفي او معلوماتي على شخص ما.

واوضح اشكروفت: «ينبغي السماح للعناصر على الارض بهامش مبادرة اكبر، ولا سيما في مجال تدارك الامور، مما يمنحهم قدرة اكبر على جمع معلومات حول جرائم لم ترتكب بعد». واثار الغموض الذي يلف تعريف السلطات «النشاط الارهابي» قلق انصار الحريات الفردية الذين يخشون من حصول تجاوزات.

وقال وزير العدل: «ان معظم الناس يعتقدون ان قوة تمارس بشكل اعتباطي،وغير شرعي بهدف اثارة الفوضى في البلاد وبلبلة نظامها السياسي وقدرتها على اتخاذ قرارات هي من العناصر الرئيسية للارهاب»، لكنه اقر بأن «هناك اكثر من تحديد للارهاب».

وبرز «اف.بي.اي» بعد الحرب العالمية الثانية وحتى السبعينات من خلال مراقبته المتواصلة لشخصيات سياسية وثقافية، في اطار الحملة التي شنها السناتور جوزف ماكارثي على الشيوعيين. واكتشف الاميركيون خلال الستينات ان «اف.بي.اي» كان يراقب القس مارتن لوثر كينغ وحركات الراديكاليين السود مثل حركة «بلاك بانترز» (الفهود السود).

وعمد «اف.بي.اي» في تلك الحقبة الى التسلل الى صفوف هذه الحركات لمحاولة القضاء عليها من الداخل، مثلما سعى للسيطرة على الحركات المعارضة لمواصلة حرب فيتنام، ومن ثم تلك المعارضة للسياسة الاميركية في اميركا الوسطى.

وقال بيتر كوزنيك مؤرخ حركة الحريات الفردية بدهشة ان «الاميركيين نسوا تاريخهم.. انهم يضحون بحريتهم من اجل امنهم». واضاف: «ان تعرضت الولايات المتحدة لاعتداء ارهابي ضخم جديد، عندها ستكون الديمقراطية الاميركية برمتها في خطر».