مؤتمر الاشتراكية الدولية يتبنى وثيقة حول الشرق الأوسط ترتكز على المبادرة السعودية

TT

اعتمد مؤتمر الاشتراكية الدولية الذي اختتم أعماله أمس في الدار البيضاء أجندة شاملة للقضايا الساخنة في العالم وفي صدارتها الوضع في الشرق الأوسط الذي صادق بشأنه على مبادرة سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. واعتبر البرتغالي انطونيو غويتس رئيس الاشتراكية الدولية وثيقة السلام التي أقرت في الدار البيضاء منظورا جديدا للسلام في الشرق الأوسط، ويجسد توافقا بين حزبي العمل وميرتس الاسرائيليين وحركة فتح الفلسطينية، كما يجسد توافقا بين مئة وواحد وأربعين حزبا اشتراكيا في العالم ضمنها أحزاب معارضة وقادة لحكومات في عدد من دول العالم.

وقال عبد الرحمن اليوسفي الوزير الأول المغربي وأمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي ان اعلان الدار البيضاء يرتكز على روح مبادرة الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي التي أقرت في مؤتمر القمة العربية ببيروت. واعلنت الاشتراكية الدولية أنها ستقوم بمساع لدى الأطراف الدولية الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا بقصد التوصل لاتفاق مشترك حول الوضع النهائي على أساس القانون الدولي مع الاخذ بعين الاعتبار المبادرة السعودية. وتتضمن مبادرة الاشتراكية الدولية ضرورة مشاركة الدول العربية في هذا الاتفاق.

ويتضمن اعلان مبادرة الدار البيضاء التأكيد أولا على اعلان الدولة الفلسطينية قبل بدء أية مفاوضات فلسطينية ـ اسرائيلية، والاعتراف المتبادل بين اسرائيل والدولة الفلسطينية كدولتين متعايشتين. واعتبرت المبادرة ان الحل النهائي للنزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني يقوم على تطبيق القرار 242 لمجلس الأمن الدولي، واقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل ضمن وضع آمن ولا رجعة فيه، وان تشمل حدود الدولة الفلسطينية الضفة الغربية وقطاع غزة مع فسح المجال لامكانية التفاوض حول تبادل أراض. وتنص المبادرة على ضرورة ان تكون القدس عاصمة لكلا الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية، مع التأكيد على ايجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، كما تنص المبادرة على الاسراع ببدء مفاوضات السلام دون اشتراطها بوقف اطلاق النار، وبالمقابل تنص وثيقة المبادرة على التزام الجانبين بنبذ العنف وخصوصا العنف الذي يطال المدنيين، والاتفاق على اجراءات لمعاقبة مرتكبيه.

وتدعو المبادرة للتوصل الى اتفاق حول الوضع النهائي قبل الدعوة الى أي مؤتمر دولي للسلام. وتشير الاشتراكية الدولية الى اهمية أن تكون المشاركة في هذا المؤتمر شاملة لكل الأطراف المعنية، بالاضافة الى الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وأن تكون الدعوة لمؤتمر السلام على أساس المبادئ التالية: أولا الأرض مقابل السلام، ثانيا تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 242، ثالثا الاتفاق حول اقامة دولتين متجاورتين متعايشتين. وأعلنت الاشتراكية الدولية دعمها لانشاء صندوق دولي برعاية الأمم المتحدة، يكون موجها لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين.

ونصت مبادرة الدار البيضاء على التزام حزبي العمل وميرتس الاسرائيليين وحركة فتح الفلسطينية بالشروع في العمل من أجل اعادة الثقة في مسار السلام، وذلك بدعم من الاشتراكية الدولية التي دعت في نفس الوقت الى ضرورة توفير ضمانات دولية ومراقبة تنفيذ الاتفاق الذي يتم التوصل اليه، وايجاد آلية متابعة سياسية دولية للمفاوضات وحضور ميداني من خلال قوات دولية متعددة الجنسيات لحفظ السلام ومراقبة الحدود.