أهالي جنين لم يكونوا بحاجة لوسائل الإعلام ليعرفوا بأخبار عملية مجدو فقد وصلتهم عبر صوت الانفجار

TT

بخلاف المرات السابقة لم يكن أهالي جنين شمال الضفة هذه المرة بحاجة إلى الاستماع إلى وسائل الإعلام لكي يعرفوا أن عملية تفجير جديدة ضخمة هزت اسرائيل. فمع ذهاب الطلبة إلى مدارسهم وفتح المحلات التجارية لأبوابها، هز الانفجار الضخم أرجاء القطاع الغربي من المدينة كاملا منبئا عن تطور نوعي في عمليات المقاومة الفلسطينية، فتدافع المواطنون إلى شاشات التلفزة هذه المرة لينظروا ما حدث ولم تكن حينها وسائل الإعلام قد تناقلت خبر العملية. جاء ذلك في تقرير للمركز الفلسطيني للاعلام.

ويقول تقرير المركز: ان مكان الانفجار يقع على بعد كيلومترين فقط من حاجز سالم العسكري الذي يفصل أم الفحم عن جنين على شارع جنين ـ حيفا، وعلى مفترق مجدو التاريخي، هذا المكان الذي يعني للصهاينة حسب روايتهم التوراتية الشيء الكثير، ففيه هزم الفراعنة المصريون الآشوريين العراقيين قبل نحو 5000 عام، وتشير النبؤات التوراتية إلى أن نهاية اليهود ستكون في معركة تسمى «هارماجدو» وهي تعني مضيق مجدو.

وليست هذه العملية الأولى التي تنفذ في نفس المكان، فقبل نحو شهرين نفذ راغب جرادات من قرية السيلة الحارثية في جنين عملية على بعد عدة كيلومترات من هذا الموقع أدت إلى مقتل عشرة جنود اسرائيليين وجرح نحو 20 آخرين، وقبله بنحو شهرين أيضا نفذ رأفت أبو دياك من مدينة جنين عملية في ذات الموقع أدت إلى مقتل ثمانية اسرائيليين وجرح نحو 40 آخرين، وقبله بنحو سبعة أشهر نفذ زيد الكيلاني من قرية سيريس في جنين عملية في ذات الموقع أدت إلى مقتل اسرائيلي وجرح ثمانية آخرين.

ولم تكن العمليات الفدائية الأسلوب الوحيد للمقاومة في جنين لضرب هذا الموقع، إذ حدثت عدة عمليات كمائن لسيارات المستوطنين في ذات المكان.

وجدير بالذكر أن أهالي قرى غرب جنين ليسوا وحدهم من سمعوا الدوي الهائل لهذا الانفجار، فهناك نحو 1200 معتقل فلسطيني في سجن مجدو الملاصق لمفرق مجدو سمعوا الانفجار مباشرة، بل من المؤكد أيضا أن هدايا من هذا الانتحاري قد وصلتهم عبر شظايا السيارة المتطايرة، بل من المؤكد أن المعتقلين في قسم سبعة من هذا السجن، وهو قسم يطل مباشرة على الشارع الرئيسي الذي وقعت فيه العملية، قد شاهدوا في بث مباشر، لتعلو كما في كل مرة التكبيرات مزلزلة أركان الكيان الغاصب.