دعاوى قضائية ضد 4 شركات طيران أميركية لإنزالها ركابا بينهم عرب من الطائرات بعد أحداث سبتمبر

TT

رفعت أول من امس دعاوى قضائية ضد أربع شركات طيران أميركية من قبل خمسة مسافرين قالوا إنهم منعوا من السفر بعد 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، لأسباب تمييزية عنصرية.

وقد رفعت هذه القضايا ضد شركات طيران «أميركان ايرلاينز» و«يونايتد ايرلاينز» و«كونتيننتال ايرلاينز» و«نورث ويست ايرلاينز»، أمام محاكم فيدرالية في مدن لوس انجليس وسان فرانسيسكو وماريلاند ونيوجيرسي، عن طريق الاتحاد الأميركي للحريات المدنية.

وحسبما جاء في الدعوات القضائية، فإن المدعين الخمسة، اثنان منهم من أصول عربية، تلقوا أوامر إما بالخروج من الطائرات التي كانوا سيسافرون على متنها أو بعدم دخول الطائرات بعدما كانوا قد مروا بإجراءات الفحص الأمني في مطارات دولية خلال الفترة من شهر أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديسمبر (كانون الأول) الماضيين.

ويحمل أربعة من المدعين الجنسية الأميركية، فيما يتمتع الخامس بحق الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة. وقد توجهوا بطلبات تتضمن التأكيد ان الاجراءات الممارسة بحقهم لم تكن قانونية، وبأن تتقدم شركات الطيران بمسوغات قانونية تفسر حرمانهم من السفر. وتضمنت بعض القضايا المطالبة بتعويضات لم تحدد مبالغها.

وقال البرت مخيبر، المسؤول في اللجنة الأميركية ـ العربية لمكافحة التمييز، التي تتضامن مع ثلاثة ممن رفعوا القضايا أمام المحاكم «لم نرفع هذه القضايا انطلاقا من فراغ. فقد فعلنا ذلك بعد مشاورات مكثفة» مع شركات الطيران ووزارة النقل، من دون أن نصل إلى نتيجة. وقد طالبت اللجنة شركات الطيران ووزارة النقل واتحاد الطيارين بوضع إرشادات تمنع تكرار حوادث التمييز.

من جانبها، قالت وزارة النقل إنها تحقق في 31 شكوى تلقتها من أشخاص تم منعهم من السفر جوا منذ 11 سبتمبر، وفي 111 شكوى من مسافرين شعروا بأنهم عوملوا أمنيا بشكل خاص بسبب ملامحهم. ولم تتوصل التحقيقات الى نتائج حسبما قال متحدث باسم الوزارة.

أما محامي اللجنة الأميركية ـ العربية لمكافحة التمييز، بن ويزنر، الذي رفع شكوى نيابة عن عاصم بياع في محكمة فيدرالية بمدينة لوس أنجليس، فقال «لا يمكننا السماح لأي مسافر أو عضو في طاقم الطائرة ممن يشعرون بعدم الارتياح لوجود شخص ما، بأن يمارسوا سلطة أقوى على قوانين حقوقنا المدنية». وأضاف «ما تعرض له عاصم بياع لم يكن مجرد حادث عابر. فقد تم منع العديد من المسافرين متعددي الأديان والخلفيات العرقية من السفر لأسباب لا علاقة لها بالإجراءات الوقائية الأمنية المشروعة».

وكان بياع (40 سنة)، اللبناني المولد الذي هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1976، قد قال إنه أرغم على مغادرة طائرة «يونايتد إيرلاينز» في مطار لوس انجليس الدولي يوم 23 ديسمبر الماضي، بعدما قال لأحد أفراد طاقم الطائرة إن وجهته النهائية ستكون مدينة الرياض. وأضاف بياع، وهو مدير الحسابات في شركة أندرسون ويعمل في الرياض، ان موظف شركة الطيران قال له إن الطاقم لم يكن مرتاحا لوجوده في الطائرة التي كانت متجهة اولا الى مدينة نيويورك. وحينئذ قدموا له بطاقة الصعود للطائرة التالية، لكنه امتنع عن استخدامها لأن شركة الطيران لم تتمكن من أن تضمن السماح له بالسفر. وأوضح قائلا «لن أنسى المشاعر التي انتابتني عندما شاهدت الطائرة تغادر بدوني. شعرت بأن الأعوام الـ 22 التي قضيتها في حرية بأميركا تبخرت خلال ثوان».

وقد امتنع المتحدث باسم شركة «يونايتد إيرلاينز»، جو هوبكنز، عن التعليق على القضية التي رفعها بياع، لكنه قال إن سياسة الشركة لا تقر التمييز بحق المسافرين استنادا الى العرق أو الدين. وأضاف هوبكنز «سلوك المسافر شيء آخر، وإذا ما حدق المرء عن قصد نحو قمرة القيادة، على سبيل المثال، فربما قد يطلب منه مغادرة الطائرة».

ومن بين المدعين في القضايا الأخرى، ارشاد شودري (مسلم بنغلاديشي الأصل ويقيم في بيتسبرغ) الذي قال إنه منع من دخول رحلة طائرة «نورث ويست ايرلاينز» التي كانت متجهة يوم 23 أكتوبر الماضي، من سان فرانسيسكو، مضيفاً أن شركة الطيران ركزت عليه أمنيا رغم انه تجاوز مراحل التفتيش المختلفة.

وقال المتحدث باسم «نورث ويست ايرلاينز»، بيل ميلون، إن الشركة حققت في مزاعم شودري وتبين لها ان موظفيها «تصرفوا وفقا للإرشادات الأمنية (التي وضعتها هيئة الطيران المدني الفيدرالية) وللقواعد الفيدرالية». وقد منع شودري من السفر لأن قائد الطائرة تلقى معلومات متناقضة بشأن ما إذا كانت السلطات المختصة قد سمحت له بدخول الطائرة من عدمه. وأضاف ميلون «بعد التأكد من أن السلطات سمحت له بالسفر، اصطحبه موظفو «نورث ويست» لطائرة أخرى توجهت في رحلة مباشرة كان مقرراً أن تصل إلى وجهته النهائية قبل موعد وصول رحلته السابقة».

أما حسن صادر، وهو مغربي المولد ومقيم في فيرجينيا، فقال إنه تلقى امرا بمغادرة طائرة «أميركان ايرلاينز» في بالتيمور يوم 31 أكتوبر الماضي بعدما اشتكى مسافر آخر من وجوده. وقال المتحدث باسم «أميركان ايرلاينز»، جون هوتارد، إن الشركة «شعرت بخيبة أمل شديدة» من القضية التي رفعها صادر. واضاف المتحدث «مع أننا نأسف لشعور البعض انهم تعرضوا لسوء معاملة نتيجة لإجراءات احترازية، فان الأمن والأمان هما أبرز ما يشغل أي عضو في طاقم الرحلات».

وقال مدعيان آخران، هما إيدغاردو كيورغ ومايكل داسراث، أنهما أخرجا من طائرة «كونتيننتال إيرلاينز» في نيويورك ليلة رأس السنة الماضية بعدما اشتكى مسافرون من وجودهما. وقال داسراث، وهو من بروكلين في نيويورك، ومن مواليد غيانا، إنه استمع إلى مسافرة تقول لقائد الطائرة «هؤلاء ذوو البشرة السمراء يتصرفون بشكل مريب». أما كيورغ، وهو فليبيني يعيش في تامبا بولاية فلوريدا، فقد رفع قضية منفصلة عن داسراث، ذلك أنهما لم يكونا يعرفان بعضهما بعضا قبل تلك الرحلة. وامتنع المتحدث باسم «كونتيننتال»، رحسان جونسون، عن التعليق على القضايا المرفوعة ضد الشركة، الا انه قال «لدى الشركة سياسة ثابتة وراسخة ضد التمييز بأشكاله كافة».

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»