مبارك يتوقف ساعات في لندن ويجري مباحثات مع بلير قبل وصوله إلى واشنطن

المقترحات المصرية تقضي بقيام الدولة الفلسطينية على 42 في المائة من الأرض ثم إطلاق المفاوضات بعد انتخابات تشريعية ورئاسية على الانسحاب إلى حدود 67

TT

في طريقه الى العاصمة الاميركية واشنطن توقف الرئيس المصري حسني مبارك أمس في العاصمة البريطانية لندن في زيارة قصيرة للمملكة المتحدة استغرقت عدة ساعات اجرى خلالها جلسة مباحثات خاصة مع رئيس وزراء بريطانيا توني بلير اعقبتها جلسة مباحثات موسعة ضمت اعضاء الجانبين المصري والبريطاني واستكمل الجانبان مباحثاتهما على غداء عمل اقامه رئيس الوزراء البريطاني تكريما للرئيس مبارك والوفد المرافق له والذي يضم كلا من صفوت الشريف وزير الاعلام واحمد ماهر وزير الخارجية والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية والدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك.

وكان في استقبال الرئيس مبارك والوفد المرافق لدى وصوله الى مطار هيثرو سير ديفيد مايارسي ممثلا عن الحكومة البريطانية والسفير عادل الجزار سفير مصر في بريطانيا وأعضاء السفارة المصرية ورجال الدين الاسلامي والمسيحي وعدد من اعضاء الجالية المصرية في بريطانيا.

وفي مؤتمر صحافي عقداه عقب مباحثاتهما قال بلير: قبل كل شيء اعرب عن امتناني لتوقف الرئيس مبارك هنا في طريقه الى اميركا، واود ان اعرب عن تقديري لقيادته وفطنته وحكمته في الاشهر القليلة الماضية بل وفي السنوات القليلة الماضية بشأن الوضع في الشرق الاوسط.

واضاف بلير انه في ما يتعلق ببحث «مسألة الشرق الاوسط فإننا بوضوح بدأنا بالهجوم الارهابي المروع الذي وقع في اسرائيل والذي فقد فيه كثيرون ارواحهم. اود نيابة عن الشعب البريطاني ان اعرب عن خالص تعاطفي وتعازي لاسر من فقدوا حياتهم في اسرائيل».

وقال الرئيس مبارك من جانبه: افكر في الوضع الان بالشرق الاوسط.. لعلكم سمعتم عن الهجوم الانتحاري او الانفجار الذي وقع.. نأسف بشدة لمن قتلوا من الجانبين ونأسف بشدة لمقتل مدنيين لا علاقة لهم بالحرب على الجانب الاسرائيلي او الفلسطيني وهو ما يجعل مهما جدا تبادل وجهات النظر لفهم ابعاد هذه المشكلة التي نعايشها.

وفي واشنطن، التي المقرر ان يكون وصلها الرئيس المصري مساء امس، يبحث الرئيس مبارك خلال زيارته مع الرئيس الاميركي جورج بوش قضية الشرق الاوسط في ضوء نتائج الاتصالات التي تمت خلال الاسابيع الأخيرة بين الاطراف المعنية. ومن المقرر ان يقدم مبارك اقتراحات لبوش حول جدول زمني محدد للمفاوضات، تؤدي الى التوصل الى اتفاق سلام واقامة دولة فلسطينية.

وأشارت مصادر سياسية مصرية الى ان الاعلان عن ذهاب ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي للبيت الابيض فور زيارة مبارك لكامب ديفيد التي شهدت توقيع اول اتفاقية سلام بين العرب واسرائيل، يعكس الاهتمام الذي يوليه رئيس الولايات المتحدة لمقترحات الرئيس مبارك. وذكرت ان الجهود الاميركية والاوروبية من أجل عقد مؤتمر للسلام شجعت الرئيس مبارك على اعداد مقترحات وفق جدول زمني.

وأوضحت المصادر ان الدولة الفلسطينية المقترحة ستقوم على مساحة 42 في المائة من الاراضي الفلسطينية التي احتلت سنة 1967، وانه سيسبق اعلان هذه الدولة تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في نهاية .2002 وقالت ان خطة مبارك تنص بعد ذلك على اطلاق مفاوضات بين اسرائيل ودولة فلسطين كعضو معترف به في الامم المتحدة من أجل انسحاب اسرائيل الى خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 خلال فترة تتراوح بين 3 أو 4 سنوات وذكرت مصادر دبلوماسية مصرية رفيعة المستوى ان عملية السلام بكافة جوانبها سوف تكون الملف الرئيسي على أجندة مباحثات القمة المصرية ـ الاميركية بين الرئيسين مبارك وبوش.

وأكدت المصادر ان أية ملفات أخرى سواء ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين أو العراق ستتراجع كثيرا أمام الاهتمام والانشغالات من الجانبين بعملية السلام وتعقيداتها.

واضافت ان القاهرة ستعمل على ان تكون أية افكار يتم طرحها تعكس توازنا بين مصالح الطرفين سواء فيما يتعلق بالنواحي السياسية أو الأمنية، وكشفت بأن القاهرة تعمل ايضا على إحداث تطور في موقف واشنطن للضغط على حكومة شارون لوقف عملياتها القمعية وانهاء حصارها على الفلسطينيين.

واستبعدت المصادر ان يحدد اللقاء أطراً عامة لأي تسوية نهائية شاملة في الشرق الاوسط، واضافت انه يتعين علينا ان نعلم جميعا الموقف الاميركي المنحاز لاسرائيل والضغوط الرهيبة التي يمارسها اللوبي اليهودي على الادارة الاميركية، اضافة الى الانقسام الواضح في الادارة الاميركية حيث يوجد طرف شديد الانحياز لاسرائيل وطرف آخر يريد الحلول الوسط.

ومن جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم الامين العام للجامعة العربية المستشار هشام يوسف ان زيارة الرئيس حسني مبارك للولايات المتحدة الاميركية تكتسب أهمية خاصة في ضوء الافكار المطروحة للتحرك السياسي من خلال عقد مؤتمر أو اجتماع للتعامل مع النزاع العربي ـ الاسرائيلي والتوجه الاسرائيلي المرفوض للاكتفاء بحلول مرحلية أو ترتيبات جزئية.