مياه السد السوري المنهار غطت مساحة 60 كلم مربعا ودمشق طلبت مساعدة عاجلة من الأمم المتحدة

دعوة السلطات التركية لاتخاذ الاجراءات الضرورية قبل تدفق المياه إلى أراضيها

TT

طلبت سورية من منظمة الأمم المتحدة امس تقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من كارثة انهيار سد زيزون (وسط سورية)، أول من امس، والذي تسبب باجتياح مياهه البالغ حجمها نحو 70 مليون متر مكعب، لعدد من القرى المجاورة له اذ غمرتها المياه على مساحة تقدرت بستين كيلومترا مربعا وادت، في حصيلة أولية، الى مقتل عشرة اشخاص وسط توقعات بأن يتجاوزعدد الضحايا الخمسة عشر شخصا. واشار آخر التقارير التي تلقاها مكتب «الشرق الأوسط» في دمشق، الى ان المياه انحسرت من معظم المناطق، وان فرق الانقاذ تعمل على نصب الخيام لايواء المشردين وتوزيع المواد الغذائية والبطانيات عليهم، ريثما يتم نقلهم الى مناطق سكنية اخرى.

وكان مصدر سوري مأذون قد اشار الى ان اتصالات عاجلة جرت صباح امس مع توفيق بن عمارة، المنسق المقيم لمنظمات الأمم المتحدة في دمشق، للطلب من المنظمات الدولية المختصة تقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من انهيار السد.

كما اشار المصدر الى ان جميع الهيئات والمؤسسات المعنية في سورية تقوم بتوجيه من الرئيس السوري بشار الأسد بتقديم المساعدات اللازمة لأهالي المنطقة المنكوبة. وقد وجه الرئيس الأسد بتقديم مساعدة فورية بقيمة خمسين ألف ليرة سورية ( ألف دولار أميركي) عن كل ضحية من الضحايا الذين بلغ عددهم حتى صباح امس عشرة اشخاص، وتقديم عشرة آلاف ليرة سورية (مائتا دولار أميركي) لكل أسرة متضررة ريثما يتم حصر الاضرار والتعويض عنها بشكل كامل. وقد شكلت لجان مختصة لحصر الاضرار الجسيمة التي لحقت بالمنازل والاراضي الزراعية والممتلكات التي غمرتها المياه، فيما باشرت لجنة تحقيق برئاسة النائب العام في محافظة حماه أعمالها على الفور، لتحديد من تقع عليه مسؤولية انهيار السد واتخاذ الاجراءات القانونية بحقه.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان عمليات الانقاذ مستمرة من قبل الفرق المختصة من محافظة حماه وعدد من المحافظات السورية الاخرى والتي وصلت الى موقع السد لتقديم جميع المساعدات الطبية والغذائية والانسانية اللازمة لمن شردتهم المياه.

في غضون ذلك يواصل رئيس الوزراء السوري محمد مصطفى ميرو يرافقه عدد من الوزراء وكبار المسؤولين السوريين الاشراف على سير عمليات الإنقاذ فيما تقوم فرق الانقاذ المدعومة بطائرات الهليكوبتر التابعة لسلاح الجو السوري بدوريات مراقبة وتغطية لكامل المنطقة المنكوبة. وذكرت تقارير واردة من منطقة السد أن مياه بحيرة السد التي اجتاحت القرى والسهول والمزارع دمرت العديد من الممتلكات والاراضي المزروعة بالقمح والقطن والشمندر السكري والخضار، وادت الى غرق بعض قطعان الماشية.

وذكر شهود عيان ان فرق الطوارئ والانقاذ والاطفاء والاسعاف التي سارعت الى منطقة الكارثة، عملت على اجلاء الأهالي عن مركز المنطقة المتضررة بعد ان حوصر العديد من السكان داخل بيوتهم او توجهوا إلى أسطحة منازلهم او الى المناطق المرتفعة في تلك المنطقة.

كما ذكرت التقارير نقلاً عن شهود عيان ان ارتفاع المياه في بعض المناطق وصل الى اكثر من ثلاثة أمتار حيث لم تعد تظهر في وسطها سوى المواقع المرتفعة من البيوت وقبب الجوامع.

واشار شهود العيان الى ان المياه التي تدفقت من بحيرة السد بشكل كاسح جرفت كميات كبيرة من امتعة المواطنين وحاجياتهم خاصة في قرى زيزون وقسطون والزيارة والدقماق والمشيك وخربة الناقوس والقرقور ومحاضر محطة ابقار جورين واراضي جمعيات دوير الأكراد وجورين.

وقال شاهد عيان لـ «الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من مدينة حماة، انه لو انهار سد زيزون في وقت متأخر من ليلة أول من امس، لكان اودى بحياة الآلاف من سكان تلك المنطقة ولكانت الخسائر افدح بكثير.

من جهته دعا محافظ ادلب، حسين علي الهدار، السلطات التركية، لاتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل وصول المياه المندفعة من بحيرة السد إلى مجرى نهر العاصي وتدفقها باتجاه الحدود التركية.

وقال المهندس طه حاج حسن مدير الشؤون الفنية في وزارة الري: «لم نلحظ أية مؤشرات سابقة لأي تصدع في جسم السد ولدينا قياسات مراقبة دورية لذلك، كما لم نلحظ ايضا أي مؤشر خلل في جسم السد»، واضاف «ان هذه القياسات تؤخذ كل خمسة عشر يوما وان جميع المؤشرات والقياسات دلت على ان كل شيء طبيعي» .