واشنطن تعتقل طالب طيران لبنانيا ورد اسمه في مذكرة المباحث التحذيرية

TT

امرت السلطات الفيدرالية لمكافحة الارهاب بولاية اريزونا بحبس احد العرب الثمانية الذين وردت اسماؤهم في «مذكرة فينكس» الشهيرة، متهمة اياه تحديدا بخرق قوانين الهجرة. والرجل المعني هو زكريا صبرا، الطالب الذي قضى فترة طويلة في مدارس الطيران، والذي لفت انتباه مسؤولي مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) بمدينة فينكس (ولاية اريزونا) قبل اكثر من عام من هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، وهو محتجز الآن بمركز اعتقال تابع لإدارة الهجرة والتجنيس في اريزونا، بالقرب من فينكس. وقد رفض مسؤول بإدارة الهجرة والتجنيس الاجابة عن سؤال حول تاريخ اعتقال صبرا، وامتنع عن التعليق كذلك المحامي الذي يمثله.

وصرح مصدر يعمل بسلطات الامن ان صبرا، المواطن اللبناني البالغ من العمر 25 سنة، القي القبض عليه بعد ساعات فقط من ادلاء كينيث ويليامز، عميل مكتب المباحث بفينكس، بشهادته امام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ يوم 23 مايو (آيار) الماضي. وكان ويليامز قد حذر في مذكرته ذات الصفحات الخمس، والتي قدمها في يوليو (تموز) 2001، من ان اصوليين يتدربون وقتها في مدارس طيران اميركية وربما تكون لديهم ارتباطات بالارهاب. وكان صبرا من ضمن الذين ذكروا في تلك المذكرة التي قدمت الى رئاسة «اف. بي. آي».

وقال المصدر نفسه ان صبرا معتقل بدون ضمان، وان الذين اعتقلوه هم موظفون من ادارة الهجرة والتجنيس يعملون ضمن فريق مشترك لمكافحة الارهاب بفينكس.

وتشير الوثائق والمقابلات الى ان موظفي مكتب المباحث ظلوا يبدون اهتماما بنشاطات صبرا في جامعة «امبري ـ ريدل» للملاحة الجوية، بمدينة بريسكوت في ولاية اريزونا، وبعضويته في تنظيم «المهاجرون» منذ عام 2000 على الاقل. والواقع ان مذكرة ويليامز كان دافعها الاساسي هو القلق من نشاطات تنظيم «المهاجرون» الذي يتخذ من لندن مقرا له، فضلا عن علاقة بعض اعضاء التنظيم بمدارس الطيران.

ولم تزعم السلطات ان لصبرا اية علاقة بالخاطفين الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر الماضي. لكن المحققين كانوا قد اثبتوا منذ فترة طويلة ان واحدا من الخاطفين الـ 19، هو هاني حنجور، وصل الى ولاية اريزونا في منتصف التسعينات وتلقى تدريبا على الطيران في احدى المدارس المحلية. واعترف صبرا بانه اجج نيران الصراع السياسي في ولاية اريزونا. وكان قد نظم مظاهرة احتجاجا على الاجتياح الروسي للشيشان، ونظم كذلك في جامعة «امبري ـ ريدل» حلقة نقاش تهاجم الوجود الاميركي في اليمن، كما انه طرد من احد المساجد لانه انتقد المصلين لتأييدهم الحكومات غير الاسلامية مثل الولايات المتحدة وغيرها. وقال في مقابلة اجريت معه العام الماضي إن الحكومة الاميركية وغيرها من الحكومات الغربية يجب اسقاطها باستخدام الحجج العقلية والسياسية. ولكنه ادان هجمات 11 سبتمبر باعتبارها خرقا للمبادئ الاسلامية لانها استهدفت المدنيين.

وقال المصدر الذي يعمل بسلطات تنفيذ القانون «هناك جوانب كثيرة مثيرة للاهتمام حول هذا الشاب، ان القبض عليه لم يكن بسبب خرقه لقوانين الهجرة، هذه مسألة مؤكدة».

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»