إيفانوف: الحرب النووية بين الهند وباكستان ستوقع 19 مليون قتيل

فاجبايي يتحدث عن 3 آلاف مسلح أصولي مستعدين للتسلل إلى الهند وإسلام آباد ضد اقتراح هندي بدوريات مشتركة في كشمير

TT

تبادلت القوات الهندية والباكستانية اطلاق النار من عربات مدرعة عبر الحدود في كشمير امس في اول مرة تستخدم فيها مثل هذه المركبات منذ بدء المواجهة. وقال مسؤول دفاعي هندي: «القوات الباكستانية بدأت اطلاق النار من عربات مدرعة في قطاع ر.س بورا وتم الرد بالمثل، وتلك هي المرة الاولى التي تطلق فيها النيران من مركبات مدرعة خلال الاشتباكات التي اندلعت في الفترة الاخيرة». واضاف: «ان قوات البلدين تبادلت كذلك قصفا مكثفا بقذائف المورتر ونيران المدفعية في قطاع نوشيرا».

وفي الوقت نفسه رفضت باكستان اقتراحا هنديا بالقيام بدوريات مشتركة على طول حدود كشمير المتنازع عليها لكبح تسلل المسلحين الاصوليين قائلة: «من غير المرجح ان ينجح هذا الاقتراح». وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان : «الاقتراح ليس جديدا، وبالنظر الى طبيعة العلاقات الباكستانية الهندية فمن غير المرجح ان تنجح الية الدوريات المشتركة».

وكان اتال بيهاري فاجبايي رئيس الوزراء الهندي قد قال مساء اول من امس: «ان الهند قد تدرس امكانية القيام بدوريات مشتركة على طول حدود كشمير المتوترة اذا أوقفت باكستان التسلل عبر الحدود من جانب مسلحين مقرهم باكستان». واضاف: «اذا قررت باكستان الا تساند عمليات التسلل فمن الممكن ان يتوصل البلدان لالية للدوريات المشتركة». وطالب فاجبايي باكستان بان تحول وعودها بقمع المسلحين الاصوليين الى افعال. وقال: «على باكستان ان تضع حدا لعمليات التسلل التي تجري عبر خط المراقبة الذي يفصل بين المنطقة التي تسيطر عليها الهند في كشمير والمنطقة الباكستانية، وعليها ايضا ان تزيل معسكرات النشطين في الجانب الباكستاني من الخط». واضاف: «ذلك يجب ان يتحقق قبل ان تفكر الهند في اي خطوات».

واكد: «ان ثلاثة آلاف من الناشطين الانفصاليين ينتظرون للتسلل الى الهند من معسكرات تقع في الشطر الباكستاني من كشمير». واضاف: «معلوماتنا تفيد ان عمليات تسلل تجري حتى في هذه اللحظة، ولدينا تقارير تتحدث عن وجود حوالي ثلاثة آلاف من الناشطين الانفصاليين في هذه المعسكرات، وقلنا ان تصريحات باكستان التي اكدت انها وضعت حدا للارهاب ليست كافية».

وقال: «علينا ان نتحقق مما اذا كانت الوعود قد نفذت على ارض الواقع.. يجب ازالة المعسكرات الارهابية وحين نستوثق جيدا من المواقع عندها يمكننا ان نفكر في خطوات اخرى». كما قال جورج فرنانديز وزير الدفاع الهندي امس انه لم يحدث اي تراجع يعتد به في عمليات تسلل المسلحين المقيمين في باكستان الى المناطق الخاضعة للهند في كشمير. واضاف: «كل المعلومات الواردة حتى الآن لا تشير الى ان هناك اي انحسار يعتد به او ملحوظ في عمليات التسلل».

وفي بكين حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي ايفانوف امس من ان نشوب حرب نووية بين الهند وباكستان يمكن ان يؤدي الى سقوط عشرين مليون قتيل، لكنه عبر عن امله في ان تنتصر الحكمة في هذا النزاع. وقال في ختام زيارة للصين ان السلطات الصينية ترى الامر نفسه. واضاف: «انني اشاطر الصين رأيها في ان تصعيد النزاع واستخدام السلاح النووي سيؤديان الى مقتل 12 مليون نسمة على الفور،وسبعة ملايين اخرين بمرور الوقت في حالة تبادل الضربات النووية.. لكننا نراهن على انتصار الحكمة».

وقال الوزير الروسي: «ان المتطرفين المسلحين يواصلون التسلل الى الهند من باكستان بما في ذلك المجموعات التي يجري طردها من افغانستان». وكرر ايفانوف القول ان تجارب اطلاق الصواريخ التي قامت بها باكستان في نهاية الشهر الماضي كانت «استفزازا يدفع الهند الى التعامل بالمثل». كما كرر القول ان الهند ـ احد اهم زبائن موسكو في مبيعات السلاح ـ تعتبر «شريكا استراتيجيا اساسيا» لروسيا في المنطقة. وفي طهران اعرب نائب رئيس مجلس الشورى الايراني محمد رضا خاتمي عن قلقه «من خطر مواجهة نووية على مشارف ايران» واكد ان طهران «ستبذل كل ما في وسعها» لوقف التوتر بين نيودلهي واسلام اباد. واضاف: «هناك خطر مواجهة نووية على مشارف ايران.. انه خطر على المنطقة باسرها». واشار الى «ان ايران عرضت وساطتها وستبذل كل ما في وسعها لوقف التوتر بين الهند وباكستان التي تجمعها بهما علاقات حسنة».

وقال: «الان وقد باتت الولايات المتحدة القوة المسيطرة في افغانستان يمكنها تدمير الترسانة النووية الباكستانية» بدون المزيد من التوضيحات.

وعلى صعيد آخر تبدأ الولايات المتحدة مرحلة جديدة في مبادرتها الدبلوماسية التي تهدف إلى التخفيف من التوتر بين الهند وباكستان بشأن كشمير،اذ بدأ وزير دفاعها دونالد رامسفيلد جولة في المنطقة يزور خلالها أوروبا والخليج العربي. وبدأ رامسفيلد جولته بزيارة لندن وبروكسل امس.

وفي الوقت نفسه يقوم نائب وزير الخارجية الأمريكي ريتشارد آرميتاج بزيارة لكل من الهند وباكستان اليوم وغدا.

وقال رامسفيلد انه لن يتوسط بين الهند وباكستان، وان رسالته للدولتين تعتمد على ما يستجد من أحداث في الأيام القليلة القادمة. واضاف:« ليس من الممكن التنبؤ بما يمكن أن يحدث، ولكني آمل أن يجد البلدان من الوسائل ما يسمح لهما بالانتقال من الوضع الذي هما فيه إلى الوضع الذي يريدهما العالم فيه».

ومن المتوقع أن يحذر وزير الدفاع الأميركي البلدين من العواقب التي يمكن أن تترتب على وقوع حرب نووية بينهما. وقال تقرير صدر حديثا عن وكالة المخابرات العسكرية الأميركية انه في حال وقوع حرب نووية بين الهند وباكستان فمن المحتمل أن يقتل 12 مليون شخص من الجانبين وان يصاب ما بين مليونين و6 ملايين شخص آخرين.

وبدوره قال كوفي انان الامين العام للامم المتحدة امس ان الهند وباكستان لم تنجحا في اغتنام فرصة انعقاد مؤتمر الماآتا لتهدئة التوترات في شبه القارة الهندية. واشاد انان الذي يزور موسكو بالجهود التي بذلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للوساطة لحل النزاع خلال مؤتمر امني عقد في كازاخستان لكنه قال: ان زعيمي الهند وباكستان اضاعا فرصة اقرار السلام.

وابلغ انان بوتين في اجتماع بالكرملين :«اقدر بشدة وساطتكم في حل النزاع...واريد ان اشكركم على الجهود التي بذلتموها في الما آتا». وأضاف: «اذهلني ان اسمع من يقول ان الرئيس بوتين اخفق في اقرار السلام في حين ان الوضع الفعلي هو ان الزعيمين اضاعا فرصة وفرها لهما المؤتمر».

وفي نيويورك قال السفير السوري ميخائيل وهبة ان اعضاء مجلس الامن الدولي متفقون على ان النزاع بين الهند وباكستان بشأن كشمير يجب ان يترك للجهود الدبلوماسية الثنائية خارج الامم المتحدة. وقال وهبة الذي ترأس بلاده مجلس الامن للشهر الحالي :«هناك اتفاق على انه يجب اتاحة وقت كاف للدبلوماسية الهادئة والمتأنية».

واضاف:«في حالة تدهور الوضع فانني متأكد ان المجلس سيكون مستعدا عندئذ لمناقشة هذا الامر واعطائه اقصى الاهتمام».

وتحاشى مجلس الامن حتى الان اجراء مناقشات بشأن الازمة رغم ان الامم المتحدة لها مراقبون عسكريون وموظفون مدنيون يراقبون ما يسمى بخط السيطرة الذي يفصل بين الجيشين الهندي والباكستاني. ووافق مجلس الامن قبل عقود على قرارات تدعو الى اجراء استفتاء بين سكان كشمير لمعرفة ان كانوا يريدون ان يصبحوا جزءا من الهند او جزءا من باكستان.

واثارت المكسيك النزاع الهندي الباكستاني في مجلس الامن اثناء جلسة مغلقة عقدت امس الاول،لكن دبلوماسيين اوضحوا ان اعضاء المجلس الاربعة عشر الاخرين قالوا على الفور انه ينبغي الا يتدخل المجلس.

واحد الاسباب الرئيسية لاحجام الامم المتحدة عن مناقشة النزاع هو معارضة الهند. وقال فريد ايكهارد المتحدث باسم الامم المتحدة: «الهند لا ترغب في تدويل جهود السلام».