واشنطن: الطالباني الأميركي كان على علم بـ20 هجوما انتحاريا

TT

قالت الحكومة الاميركية ان «الاميركي الطالباني» جون ووكر ليند كانت لديه معلومات، قبل اعتقاله بافغانستان، عن مخططات لنحو 20 عملية انتحارية كل منها «اسوأ من 11 سبتمبر»، ويشارك في تنفيذها أكثر من 50 شخصا يعملون تحت مظلة شبكة اسامة بن لادن. ولم يحدد المدعون الفيدراليون مصدر هذه المعلومات، ولكنهم أوضحوا في وثائق قدمت للمحكمة أول من أمس ان القضية التي يرفعونها ضد لينيد البالغ من العمر 21 سنة «تقوم اساسا على الاقوال التجريمية التي أدلى بها المتهم نفسه لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف. بي. آي)».

ومع ان المحققين لا يربطون مباشرة بين ليند وبين موت عميل الاستخبارات الاميركية جوني مايكل سبان، أول ضحية أميركية للحرب الاميركية في أفغانستان، الا انهم يقولون انه كان يمكن ان ينبه» مواطنه «بأن حياته كانت في خطر. وقال المحققون: «ولكنه بدلا من ذلك آثر الصمت».

وبتوجيه هذا الاتهام فان الحكومة تحاول دعم الصورة التي رسمتها لليند باعتباره متورطا بصورة مباشرة في مشروع لشن حملة ارهابية ضد الولايات المتحدة ومشاركا في المسؤولية عن هذا المخطط. وعلى العكس من ذلك، فإن الدفاع يصور ليند على انه طالب في مجال الدراسات الاسلامية تلقى تدريبه ليكون جنديا في صفوف «طالبان» ولكنه لم يحمل السلاح مطلقا في وجه الولايات المتحدة. ولم يرد محامو الدفاع حتى الآن على الادعاءات الجديدة.

وكانت هذه التفاصيل التي أدلت بها الحكومة الاميركية قد أدرجت ضمن الوثائق المقدمة للمحكمة الفيدرالية في الاسكندرية، بولاية فيرجينيا، والتي سيحاكم امامها ليند في أغسطس (آب) المقبل. وكان تقديم تلك المعلومات رد فعل مباشرا لمطالبة فريق الدفاع اما باسقاط التهم الموجهة الى ليند او تحويل القضية الى سان فرانسيسكو نسبة لما يسميه الدفاع التعاطف الشديد مع قضية الادعاء في منطقة واشنطن.

ورد المدعون بان الدفاع، وليس الادعاء، هو الذي يقوم «بحملة تغطية اعلامية مكثفة» لتصوير موكلهم بأنه «شاب رقيق ولطيف، ومؤمن يمارس شعائر دينه باخلاص، فضلا عن انه مواطن اميركي صالح».

ويقول والدا ليند انه غادر كاليفورنيا وذهب الى آسيا الوسطى لدراسة الدين الاسلامي. ولكن الحكومة الاميركية تقول ان ليند انضم الى احدى خلايا «القاعدة» والتحق بمعسكر تدريب تابع لها ووافق على حمل السلاح ضد الاميركيين. وهذا هو جوهر القضية التي يواجهها، واذا ادين فيها فانه سيواجه عقوبة بالسجن مدى الحياة دون أي احتمال لنيله حق اطلاق السراح المشروط.

ويقول الادعاء الحكومي: «ان احداث 11 سبتمبر، ومعرفة ليند الوثيقة باولئك الذين يقفون وراءها، تثبت انه كان على علم تام بانه دخل في تحالف مع اشخاص عقدوا العزم على قتل الاميركيين. وكان ليند على علم تام وحتى قبل التحاقه بمعسكر الفاروق للتدريب انه يلتحق بمعسكر كانت تديره «القاعدة» وزعيمها بن لادن. وكان يعرف كذلك ان هدف «القاعدة» وأسامة بن لادن هو القتال ضد الاميركيين. ومنذ يونيو (حزيران) 2001 كان ليند يعرف كذلك ان بعض الهجمات الارهابية، وكانت تحديدا 20 عملية انتحارية يشارك فيها 50 شخصا، قد اكتمل تخطيطها من قبل زملائه في القاعدة وان مواطنيه الاميركيين هم الذين تستهدفهم هذه الهجمات في الغالب الاعم».

وقال المدعون ان بن لادن زار ليند في معسكر التدريب «وشكره شخصيا على التحاقه بالجهاد» وكانت تلك اشارة واضحة تماما بالنسبة الى ليند ان بن لادن «كان هو العقل المدبر لإرهاب 11 سبتمبر. وكان ليند يعرف كذلك ان هجمات اخرى يعتزم تنفيذها في المستقبل، قد خططت ايضا وانها ربما تكون اسوأ من هجمات 11 سبتمبر وانها موجهة ايضا ضد مواطنيه الاميركيين»، حسب قول المدعين.

ومع ان المحققين يعترفون بان ليند لم يطلق بنفسه الرصاصة التي أودت بحياة عميل الـ«سي آي إيه»، جوني سبان، الا انهم يقولون ان ليند قاد سبان بصورة غير مباشرة الى حتفه عندما اختار الا يبلغه بان حياته كانت في خطر. وتقول الحكومة ان ليند قتل سبان بامتناعه عن الفعل.

رد الادعاء كذلك على اتهام وجهه الدفاع بأن ليند ظل في الحبس الانفرادي لمدة 54 يوما دون ان يسمح له بمقابلة محاميه بسان فرانسيسكو، كما منع عندما كان في الحبس بافغانستان وعلى متن السفينة بليليو، من تلقي رسائل بريدية من أسرته. وقال الادعاء ان هذا الاتهام «ليس صحيحا تماما». وصوروا المسألة على النحو التالي: «تلقى ليند خلال الـ54 يوما المذكورة زيارتين من الصليب الاحمر الدولي واملى رسالة الى أسرته (وقد تسلمت الاسرة هذه الرسالة بالفعل)، كما أملى رسالة ثانية الى والديه (وقد سلمت هذه الرسالة أيضا)، وزاره قسيس داخل السفينة بليليو وتلقى رسائل من والده ووالدته، كما تسلم أيضا رسالة من فريق الدفاع».

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»