نتنياهو يحث رئيس الوزراء السرائيلي على ترحيل الرئيس الفلسطيني

قال إنه يعرف أن واشنطن سترحب بالخطة وأن ذلك هو «أفضل هدية» إلى الأميركيين

TT

على الرغم من اعلان مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، امس ان شارون لن يطرح على الرئيس الاميركي جورج بوش في لقائهما غدا في البيت الابيض، موضوع طرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الا ان هذا الموضوع بات يتصدر جدول الابحاث في السياسة الاسرائيلية على جميع المستويات، الى درجة ان البعض يرى ان حديث شارون عن عدم طرحه امام بوش هو مجرد تمويه على خطة جاهزة للترحيل تنتظر اول مناسبة لتنفيذها.

واعلن رئيس الحكومة الاسبق ومنافس شارون على رئاسة الحكومة القادمة، بنيامين نتنياهو، امس انه تحدث مع شارون ونصحه بان يطرد عرفات حتى قبل ان يغادر الى الولايات المتحدة. وقال نتنياهو، الذي يمضي نصف وقته في الولايات المتحدة منذ ان ترك منصبه عام 1999، ان «الاجواء الاميركية ممهدة لقبول خطوة كهذه اكثر من اي مكان في العالم واكثر من اي وقت مضى. اني اعرف بالضبط عما اتكلم، فانا اعيش فترات طويلة في هذه البلاد والتقي يوميا مسؤولين بارزين فيها واشاهد قنواتها التلفزيونية. واقرأ صحفها، وبناء على ذلك كله اقول لشارون: امض في تنفيذ هذا المخطط فورا ولا تتردد، فالادارة الاميركية ليس فقط لن تعترض، بل سترحب. ان افضل هدية تقدمها الى الرئيس بوش في لقائك معه بعد غد (غدا) هو طرد عرفات. فانا لا اعرف شخصية مكروهة وممقوتة ومنبوذة ومثيرة للاشمئزاز في الادارة الاميركية اليوم اكثر من عرفات».

واضاف نتنياهو انه مقابل الكره لعرفات هناك تأييد وتعاطف مع اسرائيل لم يسبق له مثيل. وضرب مثلا على ذلك، كيف سخر احد اشهر مذيعي الاخبار في شبكة «فوكس» التلفزيونية الاميركية من بيان الاستنكار الذي اصدره عرفات ضد عملية مجدو. وقال «ليس من عادة المذيعين ان يدخلوا آراءهم السياسية الخاصة ضمن البث الاخباري. لكن هذا المذيع لم ينضبط. وصاح قائلا: انه بيان كاذب». وكان شارون قد تلقى، وهو في طريقه الى واشنطن، امس رسالة تأييد حارة وقع عليها 42 حاكم ولاية اميركية من مجموع 50 ولاية، ديمقراطية وجمهورية على السواء. ويعربون فيها عن دعمهم لجهود حكومة شارون في مكافحة الارهاب وفي العيش بسلام وامان.

وفي اسرائيل نفسها تتصاعد الضغوط على شارون ليقوم بطرد عرفات. وقالت مصادر سياسية، امس، ان احد اشد هذه الضغوط من رئيس اركان الجيش، شاؤول موفاز، الذي سينهي وظيفته ويخلع بزته العسكرية في مطلع الشهر القادم. وقالت انه، كما يبدو، اقسم ألا يترك قيادة الجيش قبل ان ينفذ هذه المهمة. فهو يعتبر طرد عرفات مهمة مقدسة كتب عليه ان ينفذها بنفسه. وانه يخشى ان يترك هذه المهمة لمن يحل محله، الجنرال موشيه يعلون، المعروف بانه متطرف اكثر منه. وكان هذا قد اعد خطة لقتل عرفات. ولولا ان وزير الخارجية، شيمعون بيريس، كشف هذه الخطة بشكل علني في حينه فاندفع الاوروبيون والاميركيون لمنعها، لكان عرفات اليوم في عداد القتلى.

وقد اعلن موفاز، مساء اول من امس، انه متمسك برأيه بانه يجب على اسرائيل ان تطرد عرفات فورا وبلا تأخير «فطالما ان هذا الرجل على رأس الشعب الفلسطيني، فان الارهاب لن يتوقف، ولن تتم مفاوضات ولن يتحقق سلام».

الجدير ذكره ان شارون غادر اسرائيل مساء امس الى واشنطن، بعد ان كان استقدم دعوة من الرئيس بوش. وسيجري بعض اللقاءات مع وسائل الاعلام ومع بعض رجالات الكونغرس ووفد من اليهود الاميركيين. ثم يختلي بنفسه في بيت الضيافة ليستعد للقاء مع بوش، غدا الاثنين. وقال مسؤولون في مكتبه انه سيطرح على بوش مجددا خطته للسلام مع الفلسطينيين، المبنية على حل مرحلي طويل الامد يتم في اطاره اعلان الدولة الفلسطينية على 42 في المائة الارض الفلسطينية وانتظار فترة لاستعادة الثقة وسيحاول اقناعه برفض خطة الرئيس المصري حسني مبارك الاعلان فورا عن الدولة الفلسطينية على جزء على من الارض. كما انه سيحاول اقناعه بان عرفات ليس جادا في تنفيذ الاصلاحات وبأنه طالما توجد عمليات مقاومة فلسطينية، فانه لا مكان للمفاوضات.

لكن الرسائل القادمة من واشنطن، مع انها تطمئن اسرائيل بان الرئيس بوش لن يدخل معه في خلاف علني او مواجهة، الا انها في الوقت نفسه تبشره بضرورة الاستعداد لمواقف وملاحظات تصم الاذان وتدل على ان وقت صرف فاتورة الصداقة قد حان وان عليه ان لا يفشل الخطة الاميركية للسلام، حتى لو احتوت على بنود صعبة جدا لاسرائيل.

وقالت مصادر اسرائيلية ان شارون، في حالة فشله في اقناع واشنطن، سيعود الى البلاد ويفرض الامر الواقع على اصدقائه الاميركيين بواسطة العمليات العسكرية.