إسرائيل تصعد ضد سورية سعيا لإزاحتها عن رئاسة مجلس الأمن

TT

رفعت الحكومة الإسرائيلية من وتيرة حملتها الإعلامية والدبلوماسية العالمية ضد سورية، موجهة إليها تهمة «احتضان مركز عصب تنظيمات الإرهاب»، ومعلنة صراحة أنها تتطلع إلى تجنيد دول العالم لإزاحة سورية عن رئاسة مجلس الأمن الدولي. وتطعم هذه الحملة بتهديدات عسكرية صريحة بضرب من تسميهم «قادة تنظيمات الإرهاب» وخصوصا قادة حركة الجهاد الإسلامي.

ويتم تصعيد الحملة، هذه الأيام، من خلال استغلال الاهتمام الإعلامي العالمي بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، ارييل شارون، إلى واشنطن ولقائه المرتقب غدا مع الرئيس الأميركي، جورج بوش.

وكانت هذه الحملة قد انطلقت فور إعلان «الجهاد» تبني عملية تفجير السيارة المفخخة قرب باص مليء بالجنود الإسرائيليين بمحاذاة سجن مجدو العسكري في مرج بني عامر، والتي أسفرت عن مقتل 17 جنديا ومدنيا وجرح 43 يوم الأربعاء الماضي. وأول من أطلقها وزير الخارجية، شيمعون بيريس الذي يحتقن داخله حساب طويل مع سورية منذ أن كان رئيسا للحكومة، بعد مقتل إسحق رابين عام 1996، فهو يتهمها بإفشال الجهود للتوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل وبالتأثير السلبي على الفلسطينيين في المفاوضات لتطبيق اتفاقيات أوسلو وبالمسؤولية عن العمليات الانتحارية التي وقعت في حيفا داخل إسرائيل وعمليات «حزب الله» في المنطقة المحتلة من جنوب لبنان.

ويتهم بيريس سورية بأنها كانت سببا أساسيا في هزيمته في الانتخابات لرئاسة الحكومة، أمام بنيامين نتنياهو.

وقد أقام بيريس طاقما في مكتبه يركز الحملة العالمية ضد سورية، حاليا. وأرسل التعليمات للمسؤولين الإسرائيليين في العالم، خصوصا في دول الغرب وبالذات الولايات المتحدة، وتجنيد الوكالة اليهودية والمنظمات اليهودية في العالم ونشر الإعلانات وإقامة المظاهرات خصوصا أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك وإجراء الاتصالات لتجنيد أعضاء في الكونغرس الأميركي ضد سورية. وسيحاول هؤلاء إفشال اللقاء المقرر بين وزيري الخارجية السوري فاروق الشرع والأميركي كولن باول في واشنطن قريبا.

وسارع في الانضمام إلى هذه الحملة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال شاؤول موفاز، الذي زعم أن سورية ما زالت تفتح طريق دمشق ـ بيروت لنقل كميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية إلى «حزب الله» وأن بين هذه الأسلحة صواريخ بعيدة المدى. وتجاوز موفاز الموضوع العسكري ليتحدث أيضا عن الدور السياسي لسورية، فقال: «كيف يمكن لسورية أن ترأس مجلس الأمن الدولي، وهي تعتبر أكبر مساند للإرهاب».

ونقلت مصادر سياسية على لسان شخصية أميركية كبرى أن إسرائيل تتحين الفرص منذ عدة أشهر لتوجيه ضربة سياسية، وإن أمكن ضربة عسكرية، إلى سورية.

وعملية مجدو هي مجرد حجة يتذرعون بها، فرئيس الوزراء شارون كان قد طرح الموضوع السوري مع الرئيس الأميركي، جورج بوش، منذ لقائهما الأول في البيت الأبيض في أبريل (نيسان) 2001.

وعندما سئل عن رأيه في الرئيس الشاب، بشار الأسد، خلال زيارته الأخيرة (قبل شهرين)، قال شارون: «إنه بلا تجربة. لم يوقظه مساعدوه في ساعات ما بعد منتصف الليل ليبلغوه أن قواته قد قصفت بالطائرات الإسرائيلية. لذلك، ما زال مفتونا بـ«حزب الله». ولا يدرك خطورة دعمه له».

وأكد هذه الحقيقة، أمس، رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، ديفيد مبحين، عندما كشف أنه في أعقاب وصول معلومات عن الدعم السوري للإرهاب، طلب من شارون أن يأتي إلى اللجنة ويتحدث عن خطورة الدور السوري. وأضاف: «إن (حزب الله)، بدعم من سورية، يعد للقيام بعملية إرهاب ضخمة جدا ضد إسرائيل. والمفروض أن تقوم إسرائيل بالمبادرة لتوجيه ضربة تجهض هذه العملية قبل وقوعها، وعدم الانتظار حتى تتلقى الضربة ثم تبدأ بعدِّ القتلى، وفقط بعد ذلك ترد».