الرئيس الباكستاني الأسبق: قنبلتنا النووية ليست للبيع ولا ننوي مسـاعدة أي دولة عربية أو اسـلامية على امتلاكها

TT

أكد الرئيس الباكستاني الاسبق فاروق أحمد ليجاري ان بلاده لا تنوي تقديم الدعم النووي لأي دولة عربية أو اسلامية أخرى كما أنها لن تستخدم السلاح النووي في حالة نشوب حرب بين العرب والاسرائيليين في منطقة الشرق الأوسط. وأكد ليجاري لـ«الشرق الأوسط» قبيل مغادرته القاهرة التي زارها لمدة ثلاثة أيام بصفته المبعوث الشخصي للرئيس الباكستاني الحالي الجنرال برويز مشرف، على خصوصية البرنامج النووي الباكستاني، نافياً عنه الطابع الاسلامي. وكان ليجاري التقى الدكتور عاطف عبيد رئيس الحكومة المصرية وسلمه رسالة خطية من الجنرال مشرف الى الرئيس المصري حسني مبارك لاطلاعه على تطورات الأزمة الراهنة مع الهند كما التقى مع عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية والدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري وألقى محاضرة أمام المجلس المصري للشؤون الخارجية في اطار حملة سياسية باكستانية للحصول على الدعم العربي.

وهذا نص الحوار:

* هل تتوقعون نشوب حرب مع الهند وهل ستنتظر باكستان الضربة الأولى من الهند قبل أن تقدم على استخدام سلاحها النووي؟

ـ دعني أوكد لك أن باكستان لا تسعى للحرب مع الهند بأي حال من الأحوال، ونحن على العكس من ذلك نسعى لتجنب الخيار العسكري لحل الخلافات ونعتقد على الدوام ان الحوار السلمي هو الحل الوحيد لانهاء أي خلاف سياسي. لكن القيادة الهندية الحالية تروج للحرب ونحن نفهم أنها قيادة متطرفة وتنتمي لأكثر المنظمات الدينية الهندية تطرفاً وممارسة لارهاب الدولة ضد المدنيين العزل في اقليم كشمير. انهم في الهند لا يريدون السلام ويصرون في المقابل على قرع طبول الحرب ضد باكستان وعلى سبيل المثال لقد حركت الهند مؤخراً نحو مليون رجل من مختلف أفرع قواتها العسكرية (البحرية والطيران والمشاة) على طول الحدود الباكستانية الهندية واتخذوا مواقع قتالية متقدمة وهذه اجراءات عدوانية تكشف عن السياسة المتطرفة للحكومة الهندية تجاه حل خلافاتها مع باكستان.

وفي تقديري أنه ليس بامكان الهند تحقيق أي منافع أو مكاسب من سعيها لمواجهة عسكرية مع باكستان التي تسعى في المقابل الى ابعاد شبح الحرب وتناشد دول العالم المحبة للسلام أن تمارس ضغوطها لحث الهند على عدم اطلاق أي تهديدات ضد باكستان وتفضيل الحوار السلمي بعيداً عن الدعوة لحرب لا طائل من ورائها لأي جهة. ومرة أخرى أقول بشكل واضح أن الحرب في حالة نشوبها لن تتوقف بسهولة وستنشر بسرعة كالنار في الهشيم.

نحن لم نطلب دعماً عسكرياً من الدول العربية، فقط طلبنا دعمها السياسي والاقتصادي لمواجهة التهديدات الهندية الموجهة الى صميم الامن الوطني الباكستاني، واعتقد أن الدول العربية تتأثر بالتوتر الراهن بين البلدين حيث هنالك عدة ملايين من الهنود والباكستانيين يعملون في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي والمصالح العربية معرضة لمخاطر كبيرة من جراء تلك التهديدات.

لقد ظلت باكستان على الدوام من ابرز الدول الاسلامية والآسيوية الداعمة للقضايا العربية والاسلامية في المحافل الدولية وموقفنا من القضية الفلسطينية معروف للجميع ولا أظنني في حاجة الى شرحه هنا، وكما أيدنا كفاح الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه المشروعة فان العالم العربي عليه دعم القضية الكشميرية.

وفي ما يتعلق بالبرنامج النووي الباكستاني فهو كما تعلم بدأ للاستخدام السلمي ولم نطوره عسكرياً إلا بعد امتلاك الهند للسلاح النووي على نحو يشكل تهديداً صريحاً ومباشراً لأمن شعبنا وبلدنا. وفي الحقيقة لم يكن هناك أي خيار آخر لموازنة القوة مع الهند سوى امتلاك السلاح النووي الذي كان نتاج جهد وعمل العلماء الباكستانيين ودون أي مساعدات خارجية. والبرنامج النووي الباكستاني ليس للبيع أو للايجار ولا ننوي مشاركة الآخرين فيه، وأنه باختصار مصمم للدفاع عن الأمن الباكستاني ونحن لسنا بصدد عرضه في مزايدات سياسية من أي نوع. ورغم معارضتنا لانتشار الأسلحة النووية في العالم فاننا كنا مضطرين الى امتلاكها لدرء الاخطار التي يمثلها امتلاك الهند لهذا النوع من أسلحة الدمار الشامل. ونعتقد أنه من حق كل دولة أن تدافع عن نفسها وعن مصالحها بالطريقة التي تراها والتي تتناسب مع حجم الأخطار التي تتعرض لها.

* هل معنى ذلك أن باكستان لاتنوي مساعدة أي دولة عربية أو اسلامية أخرى على امتلاك قنبلة نووية؟

- نعم هذا صحيح. وكما قلت لك من قبل فللبرنامج النووي الباكستاني خصوصية شديدة لاننوي انتهاكها أو التفريط فيها بأي حال من الأحوال مع حرصنا الشديد على توطيد علاقاتنا في مختلف المجالات مع الأشقاء العرب والمسلمين. إننا لم نكن أول بلد يمتلك القنبلة النووية ولعلك تعلم ان الهند كانت هي السباقة في هذا الاطار منذ عام .1974 ودعني أؤكد مرة أخرى على أننا لن نستخدم السلاح النووي إلا في حالة تعرض المصالح الباكستانية العليا لخطر كبير.

وزير الخارجية السابق استقال من منصبه بدعوى اسباب صحية، لكن البعض يقول ان الاستقالة كانت لخلافه مع الرئيس مشرف حول كيفية التعاطي مع الأزمة الراهنة مع الهند؟ هل لديك معلومات في هذا الصدد؟

- حسنا أنت تعلم أنني غادرت باكستان فقط الأسبوع الماضي وقبل سفري الى المانيا ومصر التقيت الجنرال مشرف ووزير خارجيته ولم أحضر أي خلاف بينهما من أي نوع، ولا أعتقد ان التكهنات الصحافية في هذا الاطار صحيحة وفي حدود معلوماتي فوزير الخارجية كانت لديه فعلا بعض المتاعب الصحية في الآونة الأخيرة ولم يكن هناك أي توتر أو خلافات في العلاقات بينه وبين الرئيس برويز مشرف.