واشنطن تعلن القبض على عنصر من «القاعدة» بتهمة التخطيط لتفجير قنبلة مشعة في ميترو واشنطن

المباحث قبضت على عبد الله المهاجر في مطار بشيكاغو قادما من باكستان بجواز أميركي باسم خوزيه باديلا

TT

أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش أمس ان عنصراً من تنظيم «القاعدة» اعتقل لاتهامه بالتخطيط لتصنيع «قنبلة قذرة» مشعة. وقال بوش للصحافيين لدى استقباله رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون في المكتب البيضاوي «يمكنني ابلاغكم ان رجلا اعتقل وانه كان خطرا على البلاد. وبفضل يقظة وكالاتنا (في مجال) الاستخبارات وتطبيق القانون فقد اعتقل».

وبدوره اعلن وزير العدل الاميركي جون اشكروفت امس من العاصمة الروسية موسكو التي يزورها ان مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) القى القبض في الثامن من الشهر الماضي على المواطن الاميركي عبد الله المهاجر عند وصوله الى مطار أوهير الدولي في مدينة شيكاغو قادما من باكستان للاشتباه بانه كان يخطط لتصنيع قنبلة قذرة مشعة وتفجيرها في مترو الانفاق في العاصمة الاميركية واشنطن.

وقال الوزير اشكروفت، ان المهاجر ارهابي معروف ظلت تتعقبه الاجهزة الامنية والاستخباراتية حتى القت القبض عليه. واعلن اشكروفت ان المتهم المهاجر ظل قيد الحبس التابع لوزارة العدل منذ اعتقاله حتى يوم امس (اول من امس) حيث تم نقله الى حبس تابع لوزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بعد موافقة الرئيس جورج بوش على ذلك.

واوضح اشكروفت ان مشاورات جرت بينه وبين وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بخصوص نقل المهاجر على اعتبار ان هذا الاخير «عدو»، ويجب محاكمته امام محكمة عسكرية بصفته ارهابيا له صلة وثيقة بشبكة «القاعدة» التي يتزعمها اسامة بن لادن، وتقوم الولايات المتحدة بحملة عسكرية ضدها وضد خلاياها وعناصرها في بلدان عديدة من بلدان العالم.

وفي اشارة لافتة، امتدح الوزير اشكروفت وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. ايه) وقال ان اعتقال المهاجر، تم نتيجة تعاون وتنسيق في الخارج والداخل بين مكتب «اف. بي. آي» و«سي. اي. ايه»، وهي اشارة تعكس محاولة للتقليل من حملة الانتقادات المتبادلة بين الوكالتين منذ جرى الكشف عن تقصير وعدم اهتمام بالتحذيرات من احتمال وقوع عمل ارهابي كبير قبل الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الماضي، من قبل الجهازين الامنيين.

وتم اعتقال المهاجر الذي تعتقد الحكومة الاميركية انه ينتمي الى «القاعدة»، اثناء وصوله الى مطار اوهير بجواز سفره الاميركي. وقال اشكروفت ان المهاجر يعرف ايضا باسم آخر وهو خوزيه باديلا، وانه باعتقاله تم احباط خطة لتنفيذ عمل ارهابي داخل الولايات المتحدة تستخدم فيه «قنبلة قذرة مشعة». واضاف اشكروفت ان المهاجر حكم عليه بالسجن في اوائل التسعينات، وانه سافر الى افغانستان وباكستان العام الماضي، والتقى بمسؤولين في شبكة «القاعدة» وتلقى هناك تدريبات على استخدام الاسلحة وكيفية تصنيع قنبلة ومتفجرات تستخدم فيها مواد مشعة.

يشار إلى ان «القنبلة القذرة» تحتوي على مواد مشعة تنتشر في الجو لتؤدي الى انفجار تقليدي ويمكن ان تصيب اي شخص تطاله موادها. وتعتبر هذه القنبلة «القنبلة الذرية للفقراء». ولمح بن لادن عقب اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي الى ان قواته تملك اسلحة نووية وكيميائية. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة «دون» الباكستانية في العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي «انني اود ان اقول انه في حال استخدمت الولايات المتحدة اسلحة كيميائية او نووية ضدنا فسنرد بالاسلحة نفسها. لدينا اسلحة كيميائية ونووية يمكننا استخدامها كوسيلة ردع».

وفي مؤتمر صحافي امس تحدث فيه نائب وزير الدفاع بول وولفويتز، ومدير «اف. بي. آي» روبرت مولر ولاري توميسون نائب وزير العدل، اكد وولفوتز وجود صلة وثيقة بين المهاجر و«القاعدة» مشيرا الى ان المعلومات المتوفرة تؤكد ان المهاجر ناقش مع المسؤولين في «القاعدة» خطة لتنفيذ «هجوم ارهابي» تستخدم فيه قنبلة «مشعة قذرة» داخل الولايات المتحدة، وانه تلقى تدريبا على تصنيع واستخدام مثل هذه القنبلة بينما كان موجودا في باكستان، وقد تمت التوجيهات له بالعودة الى الولايات المتحدة وتنفيذ هجوم ارهابي بناء على اوامر من «القاعدة».

وقال وولفوتز ان المهاجر الذي اجتمع مع كبار المسؤولين في شبكة «القاعدة» لتنفيذ الخطة، يعد عدوا مما استوجب نقله الى وزارة الدفاع لتولي مسؤولية محاكمته. واشاد هو الاخر بدور مكتب المباحث قائلا ان اعتقاله من قبل «اف بي اي» يعد خطوة مهمة في هذه العملية، ويعكس التعاون والتنسيق بين الاجهزة والوكالات الحكومية الاستخبارية والامنية.

ومن جهته قال تومبسون نائب وزير العدل ان المهاجر معتقل لدى البنتاغون حسب قوانين الحرب.

وردا على سؤال عما اذا تمكن المهاجر من بناء او تحضير المواد المتفجرة المطلوبة لتصنيع القنبلة المشعة القذرة، قال مولر ان ما هو متوفر الان من معلومات هو ان الخطة لا تزال في مراحلها الاولى. ورفض مولر الافصاح عما اذا كان اعتقال المهاجر جاء نتيجة للمعلومات التي توفرت لدى الاجهزة الامنية من التحقيق مع ابو زبيدة، ابرز مسؤولي «القاعدة» الذي تمكنت الولايات المتحدة من اعتقاله حتى اليوم. وقال مولر انه يمتنع عن التعليق على ذلك لحماية مصادر المعلومات، وحرصا على سير التحقيقات المستمرة وعملية تعقب عناصر «القاعدة».

وعما اذا كانت الخطة تستهدف تنفيذ العمل الارهابي في العاصمة واشنطن قال وولفوتز «ان الخطة في مراحلها الاولى، وتم اعتقال المهاجر في هذه المرحلة». واضاف ان «التركيز يجب ان ينصب على تعقب وملاحقة من يشتبه بانهم يسعون الى امتلاك اسلحة الدمار الشامل».

ورفض تومبسون نائب وزير العدل الكشف عن اي تفاصيل عن خلفية المهاجر، وماضيه، مكتفيا بالقول انه كان محكوما عليه في بداية التسعينات، لكن بعض المعلومات ذكرت انه مواطن اميركي من اصل افريقي. وانه ليس من اصل عربي. وقال ان جنسيته الاميركية سمحت له السفر بحرية.

ونقل عن مسؤول في الحكومة الاميركية ان المهاجر مواطن اميركي اعتنق الاسلام، وكان من افراد عصابات الشوارع في شيكاغو، وانه التقى بزعيم «القاعدة» عام 2001. وذكر المسؤول ان المهاجر التقى بابو زبيدة في عام 2001 ايضا في افغانستان، مضيفا ان المهاجر سافر مع ابو زبيدة الى عدة مناطق في باكستان.