إطلاق سراح البرزاوي يحرك ملف الأسرى في إسرائيل ولبنان

TT

أطلقت اسرائيل امس اسيراً ينتمي الى «المقاومة الاسلامية»، الذراع العسكري لـ«حزب الله» بعدما امضى 15 سنة في سجونها اثر اعتقاله لدى مشاركته في هجوم على أحد مواقع الاحتلال الاسرائيلي في جبل تومات نيحا في الجنوب اللبناني عام 1987.

وقد تسلم مسؤول اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان هنري فورنييه الأسير العائد محمد علي البرزاوي (37 سنة) وسلمه في بلدة الناقورة الحدودية الى مسؤول «حزب الله» في الجنوب الشيخ نبيل فاروق الذي اصطحبه وسط موكب حاشد الى مدينة النبطية حيث اعد له احتفال رفعت فيه لافتات واعلام الحزب، ومن النبطية نقل الأسير البرزاوي بصحبة عدد من مسؤولي «حزب الله» الى منزل والديه في مدينة بعلبك (شرق بيروت).

وأبلغ مصدر مسؤول في الحزب «الشرق الأوسط» ان اطلاق المقاوم البرزاوي «سيساعد في تحريك ملف الأسرى والمفاوضات المتعلقة به» موضحاً «ان هذا الاطلاق جاء نتيجة جهود بذلها «حزب الله» منذ مدة، اضافة الى الجهود التي يبذلها الوسطاء»، ومؤكداً «ان هذه الجهود ستستمر لاطلاق سائر الأسرى المعتقلين في السجون الاسرائيلية».

من ناحية ثانية، اقام «حزب الله» استقبالاً حافلاً في مدينة بعلبك احتفاء بالبرزاوي الذي أطلقت اسرائيل سراحه امس بعد سجن استمر 15 عاماً. وقد عاد الأسير المحرر الى بعلبك مسقط رأسه بعدما كان دخل الأراضي اللبنانية بعد الظهر عبر بوابة الناقورة الحدودية حيث سلمته اللجنة الدولية للصليب الأحمر الى «حزب الله».

وكان البرزاوي قد أسرته القوات الاسرائيلية جريحاً العام 1987 اثر عملية للمقاومة الاسلامية ضد موقع احتلال اسرائيلي في تومات نيحا بمنطقة جزين في جنوب لبنان استشهد فيها ثلاثة من رفاقه من قادة المقاومة هم حسن الصعلوك وفرج بلوق ومحمد المذبوح. وقد عانى الأسير من أمراض مزمنة داخل السجن نتيجة الاضطهاد والتعذيب اللذين لقيهما اثناء اعتقاله وفقاً لما أفاد به بيان صادر عن الوحدة الاجتماعية المركزية في «حزب الله» امس.

ويقيم ذوو الأسير العائد في حي الشيخ حبيب في مدينة بعلبك حيث يتمتع «حزب الله» بحضور كبير، وقد رفعت شعبة الحزب في هذا الحي رايات النصر ولافتات الترحيب بالأسير العائد، اضافة الى اقواس النصر على امتداد المدخل الجنوبي لبعلبك من بلدة دوريس حتى وسط المدينة، وجابت سيارات مزودة بمكبرات الصوت شوارع المدينة وقرى المنطقة تزف النبأ وتدعو الناس لاستقبال ابن مدينتهم اسير عملية تومات نيحا. والتقت «الشرق الأوسط» والدة الأسير البرزاوي التي كانت تنتظر وصوله الى بعلبك وذكرت ان ابنها «أسر في عملية تومات نيحا، وتعرض لاصابة في رجله، ونقل الى سجون العدو وكان آخرها سجن عسقلان». وقالت بصوت اختلطت فيه الفرحة بالغصة انني انتظر اللحظة التاريخية لملاقاته بعد وفاة والده دون رؤيته، وها انا اعيش اللحظة التي احتضنه فيها».