رفض اثنين من مؤسسي تنظيم الجهاد المصري المشاركة في مراجعاته الفكرية يهدد بفشل إتمامها

TT

فيما واصلت سلطات الامن المصرية قبل أيام اجراءات تجاوبها مع أعضاء الجماعة الاسلامية باطلاق بعض اعضائها وعدد من رموزها على خلفية المراجعات الفكرية التي اطلقها قادتها التاريخيون من داخل سجونهم، علمت «الشرق الأوسط» ان هناك أزمة بين قادة تنظيم الجهاد داخل السجون حول فكرة اجراء مراجعات فكرية مماثلة في وقت رفض فيه عدد من أبرز قادته المشاركة فيها.

وحسب معلومات «الشرق الأوسط» فان هناك اثنين من ابرز مؤسسي التنظيم وقادته يقودان عملية رفض المشاركة في المراجعات هما الرجل الثاني في تنظيم الجهاد احمد سلامة مبروك عضو مجلس شورى التنظيم والذراع الأيمن لزعيم التنظيم ايمن الظواهري والذي سلمته اذربيجان لمصر قبل أربعة أعوام ويقضي عقوبة المؤبد في قضية العائدون من ألبانيا التي صدرت أحكامها عام 1999 وكان المتهم رقم 8 في لائحة اتهامها في وقت سبق له ان قضى عقوبة الحبس 7 سنوات في قضية الجهاد الكبرى عام .81 أما القيادي الثاني فهو نبيل نعيم عبد الفتاح الذي يقضي عقوبة الحبس 15 عاما في قضية العائدون من ألبانيا الذي حمل رقم 33 في لائحة اتهامها، وكان يعد أحد أقرب أصدقاء الظواهري وهو قبل حبسه كان مسؤول التنظيم في مصر والمختص بتجنيد وتسفير أعضاء التنظيم للخارج، وترتيب اقامتهم مع قيادات الخارج، في وقت سبق له فيه الحبس 7 سنوات في قضية الجهاد الكبرى عام 81 قضاها ثم اعيد اعتقاله عام .91 ورغم ان المعلومات تشير الى ان بعض اعضاء التنظيم ما زال يدرس كيفية اجراء المراجعات والنحو الذي تصدر عليه والى رفض مبروك ونعيم المشاركة فيها قد سببا مباشرة افشالها أو تأخيرها لأجل غير مسمى في ظل قناعة لديهما برفض اجرائها تحت ضغوط أمنية.

اضافة الى ذلك، ان رفض بعض رموز الجهاد المشاركة في المراجعات قد لا يسمح لها بقدر كبير من القبول لدى أنصار التنظيم، في خلق مؤشرات على رفضهم لها بما لا يسمح لها بأن تحظى بنفس القبول والتجاوب الأمني الذي نالته مراجعات الجماعة الاسلامية التي شارك فيها جميع قادة الجماعة.

ويزيد أيضا من أزمة مراجعات الجهاد موقف زعيم التنظيم السابق عبود الزمر الذي رفض المشاركة في مراجعات الجماعة الاسلامية رغم كونه عضوا في مجلس شورى الجماعة مما يشير الى ان افكار الجهاديين سواء داخل التنظيم أو خارجها لا تتوافق مع مراجعات الجماعة الاسلامية.

اللافت في أزمة مراجعات الجهاد انها قد لا تقتصر على مرحلة الخلاف الداخلي على شكل المراجعات وكيفيتها والاسماء المشاركة فيها، ولكن المؤشرات تلفت الى احتمالات بانتقال الأزمة من داخل التنظيم الى خارجه، لتدخل الجهاز في أزمة مع الجماعة الاسلامية باعتبار ان فكرة المراجعات التي اجرتها الجماعة وضعت الجهاديين في أزمة جديدة كانوا في غنى عنها في ظل الازمة الطاحنة التي يمر بها التنظيم في الخارج بعد تحالف الظواهري مع اسامة بن لادن المشتبه فيه الاول في تفجيرات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي.