حريق يدمر متحف عبد الرؤوف خليل في جدة ويلتهم مقتنيات قيمتها مليار ريال

TT

دمر حريق شب امس في متحف عبد الرؤوف خليل، رجل الأعمال السعودي، والتهمت النيران مقتنيات أثرية نادرة تتجاوز قيمتها مليار ريال تقريباً. وكان الحريق قد بدأ في القسم الأول من المتحف وهو (المتحف العام)، ثم انتقل الى بقية اجزائه الأربع الأخرى، وهي (المتحف الاسلامي)، و(الأوروبي) و(العالمي)، وتقع جميعها على مساحة 5 آلاف متر مربع.

ونظراً لضخامة الحريق انتقل الأمير عبد المجيد عبد العزيز امير منطقة مكة المكرمة لمتابعة 7 فرق من الدفاع المدني حضرت في موقع الحريق الذي بدأ الاشتعال الساعة (2.30 بتوقيت غرينتش 4 بتوقيت السعودية) في محاولة منها لانقاذ ما يمن انقاذ. ولم يصب أي أحد في الحريق، حيث تم اخلاء المنازل القريبة من المجمع.

وقال لـ«الشرق الأوسط» خالد عبد الرؤوف خليل، الذي كان في موقع الحريق، ان خسارة حريق المباني يمكن تعويضها لكن خسائر المقتنيات لا يمكن تقديرها، فهي خسارة للسعودية نفسها، فالمتحف يضم مقتنيات نادرة جداً اشتراها والده وحصل عليها من أماكن متفرقة من العالم. كما ان المتحف ـ والحديث لخالد ـ له سمعة عالمية ودولية وزاره العديد من الشخصيات ورؤساء الدول ومنهم الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا الذي قدم عرضاً لشراء بعض محتويات المتحف.

ولم يعرف حتى الآن السبب الرئيسي للحريق، اذ ان الحريق لا يزال حتى كتابة هذا التقرير مستمراً، إلا ان بعض المصادر رجحت أن يكون السبب (التماساً كهربائياً)، وما ساعد في انتشار الحريق هو كمية الخشب والأثاث في المتحف.

ويتكون المتحف من مبان رئيسية هي المسجد وواجهة القلعة وبيت التراث العربي السعودي، وبيت التراث الاسلامي، وبيت التراث العالمي، ومعرض التراث العام، وجميعها تمثل واجهة مبنى المتحف من الخارج وقد صممت على الطراز الاسلامي، والتركيبات الخشبية المزخرفة مع استخدام الكثير من العناصر المعمارية الخشبية المختلفة، اضافة الى تكوينات الرواشين وعناصرها والطاقات ومفرداتها والأبواب بأشكالها وأحجامها المختلفة.

ويتجزأ المتحف الذي كان يعد من المعالم البارزة في المدينة وتم افتتاحه عام 1986، الى أربعة اجزاء منفصلة عن بعضها البعض وهي ـ بيت التراث التعربي السعودي وبيت التراث الاسلامي وبيت التراث العالمي ومعرض التراث العام، حيث كان مزاراً لكبار الزوار الذين زاروا المدينة خلال العشر سنوات الماضية ابرزهم الأمير تشارلز وقرينته الأميرة ديانا، وعدد كبير من الزعماء الذين زارا المدينة في مناسبات مختلفة، كما كان مقصداً للكثير من أهالي المدينة وزوارها خاصة في فصل الصيف حيث كان المتحف ضمن البرامج التي تروج له اللجنة المنظمة لفعاليات التنشيط السياحي في جدة.

ويعد الحريق الذي شب في مجمع متحف عبد الرؤوف خليل خسارة كبرى لزوار مدينة جدة وأهاليها خاصة الذين لم يسبق لهم ان زاروا المتحف من قبل. ومن المفارقات ان المتحف احترق بينما تستعد مدينة جدة لاحياء مهرجانها الصيفي السياحي لعام 2002.