مانديلا يتفقد ظروف حبس المقرحي في اسكوتلندا

الزعيم الأفريقي يؤكد حق المعتقل الليبي في الاستئناف أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان

TT

غلاسكو (اسكوتلندا) ـ الوكالات: التقى نيلسون مانديلا رئيس جنوب افريقيا السابق امس في اسكوتلندا بالمعتقل الليبي عبد الباسط المقرحي، الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة في قضية لوكربي. وتلهف مانديلا (83 عاما) للقاء المقرحي، سعيا منه لتفقد اوضاعه في سجن بارليني، لا سيما انه لعب دورا بارزا في اقناع الزعيم الليبي معمر القذافي بتسليمه، هو وزميله امين خليفة فحيمة، الى القضاء الاسكوتلندي للنظر في مدى تورطهما في حادث تفجير طائرة ركاب اميركية فوق لوكربي باسكوتلندا عام 1988. وبرأ القضاء فحيمة، بينما ادين المقرحي.

وقال متحدث باسم السلطات الاسكوتلندية «ان مانديلا وصل امس الى بارليني لزيارة المقرحي»، مشيرا الى ان تدابير امنية اتخذت في هذه المناسبة.

وعقد مانديلا في سجن برليني بغلاسكو (شمال بريطانيا) بعد زيارته المقرحي، مؤتمرا صحافيا، حيث جدد ايمانه، طبقا لما اكده قبل ايام خلال مكالمته الهاتفية مع الزعيم الليبي، بحق المعتقل الليبي في التقدم باستئناف أمام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان او مجلس اللوردات البريطاني (الذي يعد أعلى سلطة قضائية في بريطانيا).

وبدأ المقرحي تنفيذ حكم السجن مدى الحياة في سجن برليني منذ مارس (آذار) الماضي، بعد ان رفضت محكمة الاستئناف الطلب المقدم من قبله، وايدت الحكم السابق بادانته في التفجير، الذي اودى بحياة 270 شخصا.

وكانت ليبيا قد وقعت اتفاقية مع الامم المتحدة برعاية السعودية وجنوب افريقيا لتسليم المواطنين الليبيين المقرحي وفحيمة للمحاكمة امام محكمة اسكوتلندية في هولندا عام 1999. وبموجب تلك الاتفاقية اصدر مجلس الأمن الدولي قراره بوقف العقوبات الدولية التي كان قد فرضها على ليبيا عام 1993 على خلفية هذه القضية.

لكن الولايات المتحدة تعارض رفع العقوبات بشكل كامل، كما رفض المشرعون الاميركيون عرضا تردد ان طرابلس تقدمت به لتعويض اسر ضحايا لوكربي.

وحصل فحيمة على البراءة من التهم المنسوبة إليه وعاد الى طرابلس العام الماضي، بينما يواجه زميله عقوبة السجن مدى الحياة بعدما قررت المحكمة الاسكوتلندية انه متورط. وتتضمن اتفاقية التسليم عدة ضمانات تتعلق بتوفير الأمن والحماية للمواطن الليبي وعدم تعرضه لأي «مؤثرات خارجية في محبسه».

ويعد مانديلا من اشد مؤيدي القذافي، رغم الانتقادات التي يتعرض لها من الداخل ومن بعض الدول الغربية، علما ان طرابلس ايدت حزب «المؤتمر الوطني الافريقي» بزعامة مانديلا، خلال كفاحه ضد التفرقة العنصرية، والذي انتهى بانتخاب مانديلا رئيسا للبلاد في ما بعد.